الجربا
مصطلح تراثي شعبي مأثورمن البادية الأردنية
من تراث روكس العزيزي
بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
من أدب روكس العزيزي
العلامة شيخ الأدب الأردني الذي ناف عن المائة (روكس بن زائد العزيزي) الذي مسح البادية الأردنية على خطى الأصمعي ، فأخرج كنوزها وذخائرها ، وأثرى المكتبة الأردنية بالتراث الأصيل ، فاقتطفت من رياضه العامرة كثيرا من الباقات العطرة وأنشأت الكثير من المواضيع مستوحيا ما خط يراعه من إبداع...!!!
روكس العزيزي تاريخ ينبض بالإبداع الفني والعراقة والمعلومات الفريدة ، رشفها من البادية كما ترشف النحل الأزهار ...!!!
أرجو أن يستفيد من عبقرية الراحل كل من يقرأ هذه الإشارات وتتفتح عبقريته للاقتباس ، كما فعلت ...مع كل المحبة..!!!
**********************
الجرباء :هي الفتاة الرائعة الجمال (اللي بتحل عن المشنقه) ، التي تأمر القمر بالنزول لتجلس مكانه على عرش الجمال ، التي عندما تراها تصاب بشلل في حواسك الخمس ، فتفقد للدهشة النطق ، ويلتصق لسانك في حلقك ...!!!
وهذا اللقب أطلقوه عليها ، لتجنب الصبايا من مصاحبتها ، لأن جمالها الصارخ يفضح قبحهن فيظهرن أمامها كحرس الحدود وعسكر الباديه ...!!
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، حتى تحمي من تحب من الحسد ، تستعمل الأسم النقيض ، فيقال للمريض المطبوب ، ويقال للحسن قبيح ، وللطويل القصير ، وللمتلئ نص انصيص..وهكذا دواليك .. لصرف العيون الحاسدة والقلوب الحاقدة ...!!
وهكذا وصفنا تلك الفاتنة ب(الجرباء) حتى نصرف تلك العين الحاسدة (اللي تندب بمسمار محمى بالنار لما جَمَّر) ، وهذا التنفيرموجود عند العرب منذ قديم الزمن ، وكان العرب يختارون لغلمانهم الأسماء الجميلة مثل (جمال ، وريحان ، وسرور ، وهانئ ) في حين يختارون لأولادهم أسماء مثل (علقم وحنظل ومرار وصخر ،وحمزة وليث وأسامة) وغيرها...!!!
والسبب طبعا ليس حب الغلمان أكثر من الأبناء ، وانما لتنفير الجن والعيون الحاسدة وصرفها عنهم...!!
وفي اللغة قالوا : الجرباء الجارية المليحة ، سميت جرباء لأن النساء ينفرن عنها لتقبيحها بمحاسنها محاسنهن ، وكان ل(عقيل بن علقمة المُرّي) ابنة اسمها الجرباء ، وكانت من أحس وأجمل نساء ذلك الزمان، والجرباء ضد الفاسدة ...!!
قال الشاعر الأردني :
(من رافق الجربا على الحول ينطلي ، ومن رافق الوسخه إيزم هدومها) !!
وطبعا مكان كلمة الوسخة كلمة لا تقال ، حاولت تحسينها قدر المستطاع فكانت الوسخة أخف وأهون كلمة خرجت معي ، فالمعذرة...!!!
ومعنى البيت : ان من يرافق الجرباء ، لا بد وأن تنقل العدوى له ، ولو بعد سنة (حول) ، فعندها ينطلي بالقطران (والشاعر ذهب الى معنى أخر ، وهو الجرب المرض)، وأن من يرافق (الوسخة) يجب أن يحمل ملابسها، وبالتالي لا بد وأن يتحمل عارها ، لأنه أقدم على شئ فاسد ، ومن لا يريد توقي الجرب لا بد وأن ينتقل اليه ولو بعد سنة ...!!
والطواف بالمعاني يطول ولا ينتهي ...!!!!