المَذّيع
مصطلح تراثي شعبي مأثور
بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
من أدب روكس العزيزي
العلامة شيخ الأدب الأردني الذي ناف عن المائة (روكس بن زائد العزيزي) الذي مسح البادية الأردنية على خطى الأصمعي ، فأخرج كنوزها وذخائرها ، وأثرى المكتبة الأردنية بالتراث الأصيل ، فاقتطفت من رياضه العامرة كثيرا من الباقات العطرة وأنشأت الكثير من المواضيع مستوحيا ما خط يراعه من إبداع...!!!
روكس العزيزي تاريخ ينبض بالإبداع الفني والعراقة والمعلومات الفريدة ، رشفها من البادية كما ترشف النحل الأزهار ...!!!
أرجو أن يستفيد من عبقرية الراحل كل من يقرأ هذه الإشارات وتتفتح عبقريته للاقتباس ، كما فعلت ...مع كل المحبة..!!!
*********************
المذيع ، بفتح الميم وتشديد الذال ، لأن التشكيل أخفى الذال فشوّه المعنى ، والمذيع هو الكذاب ، وأصل التشبيه من خيط الصوف المخلوط بشعر الماعز ، فلا تستطيع أن تفرق ما بين الصوف وهو شعر الضأن من الشعر وهو شعر الماعز .
والمَذّاع ، هو الكذاب الخسيس النذل مفشي الأسرار ، وعندما يقال : فلان يمذع ، أي يكذب أبشع وأشنع الكذب ، والمذيع من الرجال ، هو الذي يدّعي البطولات ويفر من المعركة عند أول لقاء ، أي الجبان الرعديد .
وعندما يقال : ( يلعن أبو الجميع في خيط مَذّيع ) ، يقال للجمهور الفاسد الذي تساوى أفراده بالخسة والنذاله .
وقد يكون ربع المذّاعين هم السواد الأعظم من الناس ، فما الغلاء الفاحش والقحط والمحل وقلة المطر ، إلا من مخرجات المذاعين االذين انحطو وابتعدوا عن القيم التي سادت بنا لقرون طويلة ، فسادت الحضارة بنا ، ولو نظرنا إلى عصرنا الذهبي وعصر الظهور الأروبي ، أو العلو اليهودي الذي قام على الأغتصاب والقتل والتدمير ، حتى اشتهر على أن اليهود أسوأ الفاتحين .
وإذا أخذنا أن اليهود لا ينهون أتباعهم عن كل الموبقات ، من الكذب حتى الربا والسرقة والزنا وغيره وغيرها ، مباحة لليهودي بشرط أن تكون في غير اليهودي ، في حين الأسلام ينهى عن الغير كل ما ينهاه عن المسلم .
والمذاعين هم اللذين يجمعون كل الصفات البذيئة ، ولا تكاد تفرقهم عن الأخرين ، إلا ما فرقت ما بين الصوف والشعر في الخيط المذيع .
وقد يكون الكذاب الفشار الذي يكذب من أجل التزهه والتسلية ، لا ينطبق على المذاعين ، فقد كان الكذاب الفشار العَرّاط ، منبعا للتسلية وانشراح الخاطر ، بعكس المذاع المؤذي المخرب .
وما الذين سلموا مذبح غزة العزة للمقصلة الصهيونية المجرمة ، وجلسوا ينتظرون نعيها ومسحها عن الوجود إلا المذاعين السفلة....
ونسأل الله عز وجل أن يرينا بهم أيام أسوأمن أيام غزة على أهلها الصابرين ....