لطائف ــ 2
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
• الغرقان ما بخاف من رشق المطر :
وقصة هذا المثل أن رجلا لحقته الفاقة وأدركه العوز ولم يعد قادرا على توفير قوت يومه إلا بعد جهد جهيد ومعاناة شديدة ، لقلة الأعمال وكساد الأحوال ، ومع ذلك لم يفقد الأمل بالله سبحانه وتعالى ، وسعى في مناكب الأرض باحثا عن رزق عياله ، واضطر للخروج من قريته إلى قرية مجاورة يبحث عن عمل يقيم أود أسرته ويحميها من الهلاك جوعا ..!!
ووجد عملا بأجر بخس لا يتجاوز خمسة شلنات ، وبعد أن قبض الأجر ذهب إلى المدينة واشترى بعض الدقيق في شوال خيش حمله على الحمار ، وقفل عائدا إلى قريته ، وأثناء عودته اشتد به البرد وسقط المطر ، فخاف إن ابتل دقيق القمح يصبح عجينا ويتلف ، فيتضور أطفاله جوعا أكثر ، فخلع معطفه ودَثّر كيس الدقيق ، على أساس أنه إذا ابتل فسيجف ، أما الدقيق فيتلف ، وتابع سيره ، ولكنه للأسف تجمد من البرد ومات ...!!!
* زي مصيفة الغور ، لا صيافه تصيّفت ولا عِرض نابت
وأصل هذا المثل أن مصيفة الغور فتاة ذهبت إلى الغور للتصييف ، وهو جمع سنابل القمح من الموارس بعد أن يتركها الحاصدون ، وقبل أن يدخلها الرعيان بأغنامهم ، وراحت تطوف بين الموارس والحقول ، وكان يراقبها شاب سيء ، حتى توغلت بعيدا عن الناس ، فتبعها وخلا بها واغتصبها ، فرجعت إلى ديارها كئيبة حزينة لا قمحا جمعت ولا بكارتها حفظت ، (لا صيافه اتصيفت ولا عِرضها نابت) ، ويقال هذا المثل لمن أراد فعل شيء فخسر ما يملك..!!!
يقول المثل : (بمحلها على نهر وبخصبها على جمر)...!!
يقول أحد الأمثال الشعبية : (بمحلها على نهر وبخصبها على جمر)...!!
وقصة هذا المثل كما يقال ، ويقال مثله : (يا مرزق الدود في حجر الجلمود) ، إذ في أحيان كثيرة نكسر حجرا فنرى دودة لا يوجد لديها ما تأكله ومع ذلك نراها حية ترزق ، وتمارس حياتها الطبيعيّة ..!!
أما قصة المثل (بمحلها على نهر وبخصبها على جمر) ، هي أن بني إسرائيل ، قوم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ، بما هو معروف عنهم من حب الجدال وطلب الدليل بعد الدليل من سيدنا موسى ، الذي ما غاب عنهم شهرا ، حتى عبدوا العجل من دون الله سبحانه وتعالى ، وكان عليه السلام يتجه لله عز وجل ، طالبا المعجزات لعل عقولهم تستوي وتستقيم ، وتؤمن قلوبهم بالله عز وجل ، وتحدث المعجزات الخارقة للعادة ، ولكن بني إسرائيل لا يؤمنون ، ويعاودون طلب المعجزات ...!!!
وفي إحدى السنين أنزل الله مطرا غزيرا أجرى السيول والوديان ، وفاضت الأنهار ، وكاد يغرق الأرض وما عليها ، ونما الزرع بشكل ليس له مثيلا ، والسنابل كذلك ، وتفاءل الناس وأيقنوا بخير كثير ، يملأ البلاد ويغني العباد ، ولكنهم عندما يفركون السنبلة يجدونها فارغة ، وأصابهم الجدب ، ولم يفدهم المطر الغزير بشيء ....!!
وكانت لامرأة حقلا زرعته يقطينا ، فأخصب خصبا كبيرا ، وكانت كلما فتحت يقطينة وجدتها مليئة بالقمح ، فعجب الناس ، وقالوا : قد يكون تحت الجذور نهرا يجري ، أو نبع ماء ، واقتلعوا البيت لرؤية النبع ، فوجدوا تحت الجذور جمرا يتوهج ، وعجبوا من الأمر وقالوا : يا سبحان الله !!! (بمحلها على نهر وبخصبها على جمر) ...!!!
اعرف نفسك :
كل انسان يحب نفسه ، ومن أحب شيئا أحب أن يُحسِن اليه ، ومن لا يعرف طريق الإحسان كيف يسلكه ؟؟
وفي الحديث الشريف (مَن عرف نفسه عرف ربه ، ومن عرف ربه لم يَشّقَ قط .