لطائف ــ 5
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
إخراج العجل
يحكى أنه كان للشاعر الأمريكي أميرسون مزرعة لتربية الأبقار ، وكان يحب أن يراها ويطعمها ، وفي يوم رأى أن يُخرج من الحظيرة أحد العجول ، فراح يدفعه من أمامه فلم يفلح ، وحاول أن يشده بالحبال ، ولكن العجل تشبث بالأرض ، حاول أن يغريه بالطعام ، يضعه له أمام الباب ، وأخيرا استدعى واحدا من أبناءه ، وصار أحدهما يشده من الأمام ، والآخر يدفعه من الخلف ، ولم يخرج العجل ، فدخل أميرسون إلى مكتبته ، ونظر إلى عشرات المئات من الكتب المصطفة على رفوفها ، وقال :ـ كل هذه الكتب لم تساعدني على أن أخرج عجلا من الحظيرة ..!!! وكتب على ورقة أمامه : نحن مشغولون بحل العقد بين الناس ، وبين الناس والحيوانات ، ولكن لم يدلنا أحد كيف نجعل عجلاً صغيرا يقطع عدة ياردات إذا كان لا يريد ذلك ...!!!
ثم استدعى الخادمة، ودخلت الخادمة ووضعت أصبعها في فم العجل الصغير الذي راح يرضعها ثم خرج من الحضيرة ...!!!
عندها انحنى أميرسون أمام الخادمة قائلا :ـ سيدتي أنت أحكم وأعظم ...!!! (طبعا منه)
ساعة انتشاين
عندما كان عبقري الفيزياء انتشاين مدرسا بجامعة (برن) في سويسرا ، سكنت إلى جواره سيدة عجوز ثقيلة السمع ، وكانت تدق بابه بين حين وحين وتسأله كم الساعة ؟؟ ، وكان انتشاين يقول : لا ساعة عندي ، ويقرر أن يشتري ساعة ، وتعود العجوز تسأله ، ويرد عليها بالهدوء نفسه ، وكأنه نسي أنها سألته قبل ذلك ..!!! ، ثم كتب انتشاين في مذكراته : ( أنا الذي وضعت ساعة على كل مليمتر ، عندما جمعت نظريتي بين الزمان والمكان ، نسيت أن أضع في جيبي ساعة ... !!!
أما أكثر اكتشاف اكتشفه انتشاين ، هو أنه كان إلى جوار بيته كنيسة ، وأن على تلك الكنيسة ساعة تدق بانتظام ، ولكنه لم يكتشف ذلك إلا بعد ثلاث سنوات ...!!!!
دماغيات
قال أحدهم: خرجنا إلى حرب، ومعنا رجل كان يقول:أتمنى أن أرى الحرب كيف هي ، فأخرجناه معنا ، فأول سهم جاء وقع في رأسه ، فدعونا له معالجا فنظر إليه وقال : إن خرج (الزج) ، وهي الحديدة في أسفل الرمح ، وفيه شيء من دماغه مات، وإن لم يخرج عليه شيء من دماغه لم يكن عليه بأسا ، فقام عليه الرجل وقبل رأسه وقال : بشرك الله بالخير ، انزعه فما في رأسي من دماغ ..!! ، فقال له الطبيب : وكيف ذلك ..؟؟ فقال : لو كان في رأسي ذرة دماغ ما كنت ها هنا ...!!!!
أصيب أحدهم بسكتة دماغية فأودت بحياته ، وعندما سألت زوجته عن سبب وفاته ، أخبرها الطبيب أنه أصيب بسكتة دماغية ، وهنا أصرت الزوجة على تشريح جثة زوجها ، وعندما سألها الطبيب عن سبب الإصرار والإلحاح قالت : إني أعيش معه منذ عشرين عاما وأعلم أن رأسه فارغا ، أريد أن أعرف من أين أتى بالدماغ ..!!!!
عطفا على السابقة نقول :ـ
يقال ، ولست مسؤولا عن المعلومة ، أن وزن دماغ الثور هو أثقل الأوزان ، ومع ذلك هو دماغ كسول ، لا يفكر ، ولا يخترع ، وبالكاد يطيع الحرّاث ليحرث ، حتى إذا ما رأى الحراث تِلما أعوج قال : (التلم الأعوج من الثور الكبير) ، وهذا تطمين لقلب المرأة التي اتهمت زوجها بعدم وجود الدماغ ، وألحت وأصرت على تشريحه ، لتعلم من أين أتاه الدماغ ...!!!
كان أحد القضاة نائما وقت القيلولة ، فمر به رجل غث (ثقيل الدم والظل) يصيح صياحا منكرا (شَرّاك نعال ..شراك نعال) أي ( كندرجي أو إسكافي أو صرماتي) فأيقظه (أي القاضي) فقال للخادم : أخرج يا غلام كل نعل في الدار بحاجة إلى إصلاح أو ترميم ، وادفعها للشراك ليقوم بإصلاحها ، ثم أعطى الشَرّاك أجرته ومضى ...!!!
فلما كان الغد ووقت قيلولة القاضي ، عاد ذلك الشرّاك ينادي بصوته المنكر ، فأنبهه من منامه ، فقال لغلامه : أدخله ، فأدخله ، فقال له : يا ابن الفاعلة !! (انظروا إلى أدب ذلك القاضي ونزاهته) أمس أصلحت لنا كل نعل عندنا ، وعدت اليوم تصيح على بابنا ..!! أبلغَكَ أننا البارحة تصافحنا بالنعال وقطعناها ، وقد عدت إلينا اليوم لإصلاحها ؟؟ يا غلام ، قفاه ..!!!
فما زال الغلام يصفعه حتى حلف ألا يعود إلى الدرب ، وأخرجه القاضي إلى لعنة الله (هكذا) !!
فهل لو كان عند الشَرّاك دماغ سوي في رأسه كان فعلها ..؟؟!!
قال رجل لرؤبة الكذاب ، وكان من فرسان وصناديد الكذب في زمانه : إن حدثتني بحديث لم أصدقه أعطيك هذا الكساء ..!! فقال رؤبة : أبق لي غلام (هرب منه) يوما ، فاشتريت بطيخة ، فلما فتحتها وجدته في داخلها ..!! قال الرجل : قد علمت ، أي قد صدّقت ، فقال رؤبة : دبر لي فرس أي (أصابه جرح في ظهره) ، فعالجته بقشور الرمان ، فنبتت على ظهره شجرة رمان كبيرة تثمر كل سنة ، فقال : قد علمت ، وهنا قال له رؤبة : لمّا مات أبوك كان لي عليه ألف دينار ، فقال له كذبت ، فأخذ الكساء حلالا زلالا ، إذ لو صدقه لدفع إليه ألف دينار ، ولو كان عنده درهم دماغ لما ناظر رؤبة الكذاب ...!!!!
روى السياسي البريطاني (دونالد ستوارت) في إحدى الحفلات قائلا : خرجت سيدة في منطقة مشهورة بأكل لحوم البشر إلى أحد المطاعم وسألت عن طعام جيد ، فقال لها صاحب المطعم : يوجد لدينا مخ قساوسة طازج للتو ، قالت : لقد مللنا من أكل القساوسة ، هل عندك شيء آخر؟؟ قال يوجد مخ صيادي السمك ، قالت : هذا مالح جدا ، هل عندك غيره ؟؟ قال نعم ، مخ ساسة ، ولكن بعشرة أضعاف السعر ، وهنا غضبت المرأة وقررت الشكوى لمجلس القبيلة ، ولكن صاحب المطعم أوضح قائلاً :إنه لا علم لك كم من رجال السياسة علينا أن نكسر رؤوسهم حتى نحصل على (نتفة مخ) ....!!!!!
