لطائف ــ 8
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
الرجل الرابعة :
اشتهى أحدهم أكلة أطراف (كرشات) ، فاشترى أطراف ذبيحة وأحصى عددها ، وأخذها إلى البيت ، وطلب من زوجته أن تطبخها ، وأثناء طبخها أكلت احدى الأرجل ، وعندما عاد لتناول الطعام ، أحصى العدد فوجد رجلا ناقصة ، فسألها : أين الرجل الرابعة؟؟ قالت : أنت لم تحضر إلا ثلاث أرجل ، ودخلا في خصام ولجاج ، وأصر على حضور الرجل الرابعة ، فقالت أكلها البس ، فنادى القط وقال له ، أين الرجل الرابعة يا بس ؟؟ فصار القط يغمز برأسه ، فقد ظن المسكين أن الرجل ناداه ليشركه بالوجبة اللذيذة ، ولمّا لم يجبه القط سأله سؤال آخر : (الشحمه واللحمه وين) ، فقالت زوجته : (بقولك أكلهن البس ) ، فسأل : (والبس وين)؟؟ ، قالت : (فات في السياج) ، قال : (والسياج وين)؟؟ قالت (حرقته النار) ، قال : (والنار وين) ، قالت (طفّتها الميه) ، قال : (والميه وين) ، قالت: (شربها الثور) !! ، قال (والثور وين) ؟؟ ، قالت : (نط عَ الغور)...!!!! يعني لا فائدة ، إذ كلما سأل القط سؤالا أجابت هي عنه ..!!!
وفي نهاية المطاف قال لها : إذا لم تحضري الرجل الرابعة سأموت ..!!! قالت (أكلها البس) ، فألقى نفسه على الأرض وقال : أنا مُت ..!! ، قالت : (قوم ليجووا يغسلوك) ، قال أنا خلاص متت أو بتجيبي الرجل الرابعة) !! ، وجاء الجماعة وغسلوه ، فهمست له : (قوم قبل ما ييجوا ويكفنوك) ، قال (أنا خلاص متت ، أو بتجيبي الرجل الرابعة) ، فكفنوه ، وهمست له (قوم قبل ما يجيبوا النعش ويحطوك فيه) قال (أنا متت أو بتجيبي الرجل الرابعه) ، ووضعوه في النعش وذهبوا إلى المقبرة ، ولحدوه في القبر ، وقبل أن يبدأوا بإنزال التراب عليه ، فاستأذنتهم لوداعه ، نزلت إلى القبر وهمست له (قوم هذا هي الرجل الرابعه إجت) ، فنهض فرحا وهو يغني : (يا حلالي يا مالي إجت الرجل الرابعة) ، ومن صبر نال المحال...!!!!!
إعدام ديك:ـ
من أطرف الحكايات التي مَرّت بي في حياتي ، حكاية (إعدام ديك) وهي أنموذج للحكمة والاحتيال على الشرع ، وتقول :ـ
كان لأحدهم ديكا ، وذات يوم قام الديك بنقر عينه ففقأها ، وغضب الرجل واشتعل غيظا ، وأقسم بالطلاق من زوجته أن يميت الديك ميتة لم يمتها مخلوق قبله ...!!!
وعندما ذهبت السكرة وأتت الفكرة ، وثاب إلى رشده ، وأدرك خطورة الوضع على زوجته والتي قد تطلق منه ليمينه المشروطة ، قرر أن يذهب إلى القاضي ويضع الأمر بين يديه ، كما فعل القاضي أبو يوسف ، حينما أقسم الرشيد على زوجته الغالية زبيدة بالطلاق أن لا تنام في مملكته ، وكان أقرب حد لبغداد مع الدول الأخرى بحاجة إلى مسير ستة أيام ، وفي ذلك اليمين المشروط طلاقها ، ولكن ألقاضي أبو يوسف أفتى أن تنام في المسجد ، فالمسجد بيت الله ، وليس لمملكة هارون الرشيد به شأن ...!!!
وذهب صاحبنا إلى القاضي ووضع الأمر بين يديه لعله يجد له نص من النصوص الشرعية ، يديم له العلاقة الزوجية، وأخبره القصة من (طقطق لسلام عليكم)،فهو لم يقصد طلاقها ، ولكن الديك أجبره على ذلك ...!!!
وحاول القاضي الخوض بين النصوص ، ولكنه لم يجد له ما يحلل زوجته بعد أن طلقها بغباءه ، وأخبره أن زوجته بحكم المطلقة ، وعليه أن يفارقها حتى لا يقع في الحرام ...!!!
وخرج الرجل هائما على وجهه يندب حظه التعس ، وديكه الذي أفقده إحدى كريمتيه ، فرآه أحد الحشاشين كان يسحب أنفاسا عميقة من النارجيلة، (والعالم الله ما المادة الذي يدخنها ، ولكنها على الأرجح من الحشيش ، لأن عينيه كانتا كالجمر) ، فدعاه ليأخذ له نفسا ليخفف أحمال نفسه التي تبدو ثقيلة ، ومع أول نفس باح للحشاش بما حدث ، وما كان من قاضي الشرع ، فضحك الحشاش ساخرا ، وقال : صدقني مسألتك بمنتهى السهولة والبساطة ، وزوجتك لن تطلق منك ..!!،وانتبه الرجل بإعجاب وسأله: وكيف ذلك؟؟ ، فأشار له إلى مرتقى وقال : الآن يمر مكارية الدواب وهي تحمل أحمالا ثقيلة ، ومع التعب يتساقط الصول من مؤخراتها ، وأنت ما أن يطل الصول ويتسع دبر الحمار ما عليك إلا أن تدس رأس الديك في دبر الحمار ، وعندما يعود إلى طبيعته ويغلق يكون الديك قد اختنق ، ولا أظن مخلوقا قبل ديك مات هكذا ميتة ...!!!
ونهض فرحا وقبل رأس الحشاش ، وتمنى أن يفتح الله عليه بالخير ... وذهب وأحضر الديك ، وفعل ما أشار به عليه الحشاش ، فأعدم الديك ، وذهب إلى القاضي وأخبره بما كان من أمر الديك ، فأخذ القاضي الورقة التي كتبها الرجل يشرح له ما حدث ، لأن القاضي لا يفتي بالطلاق إلا على ورق مكتوب ، حتى لا يغير ولا يبدّل في رواية أخرى ، وكتب عليها : الزوجة تعود إلى زوجها ، والحشاش يأتي ويتسلم القضاء عني ...!!!
كل يوم بسنة :ــ
(العجل) ولد البقرة ، والجمع عجاجيل وعجول ، والأنثى عجلة ، وسمي العجل عجلا لأن بني إسرائيل استعجلوا عبادته ، ومكثوا على ذلك أربعين يوما ، فعوقبوا في التيه أربعين سنة ، كل يوم بسنة ، وأمرهم الله بذبح بقرة التي هي أم العجل حتى يستأصل جذوره من قلوبهم التي أُشربت حبه والتعلق به ..!!!