الأخلاق والتعليم
شعر : عاطف عبد العزيز العدناني
مُعارَضة/ قَصيدَةُ الشاعر "معروفُ الرَّصافي" [هيَّ الأَخْلاقُ تَنُبتُ كالنباتِ إذا سُقيتْ بِماء المَكْرُماتِ]
هِــيَ الأَخْـلاقُ تــوثَقُ بِالحَياةٍ لَقَــدْ شَحَّتْ مِيــــاهُ المَكْرُماتِ
يَكادُ الصِــدقُ يَرْتَحِـــلُ إِبْتِعاداً عَنِ الإنْســـانِ فـي زَمَنِ السَراةِ
فَصِدْقُ القَوْلِ وَالأَفْعـالِ نَـــرْجو وَفِعْلُ الخَيْـــرِ أَقْصــى أُمْنِياتي
وَلَوْلا قَوْلُ صِـــدّْيقٍ صَـــدوقٍ وُجودُ الخَيْــــرِ يَبْقــى لِلْمَمَاتِ
لَقُلْتُمْ وَالجَميــعُ شَريــــدُ ذِهْنٍ لَقَـــدْ جَفَّتْ مِيـــاهُ المَكْرُماتِ
أَرَى الأَخْـــلاقَ قَـدْ بَعُدَتْ كَثيراً عَــنِ التَعْليـــمِ بُعْدَ المُخْرَجاتِ
تَناسُبَ عَكْـــسِ لا طَــرْدٍ حَميدٍ بِتَرْبِيَةٍ تُعيـــقُ المُنْجَــــزاتِ
فَتَـــرْبِيَةٌ وَقَبْــــلَ العِلْمِ دَوْماً يُـجـاوِزُ حُسْنُها كُـلَّ الصِـفـاتِ
لِســانُ المَـــرْءِ يُنْزِلُهُ حَضيضاً حَضــيضاً هــــالِكاً مِثْلَ الجُناةِ
لِسانُ المَرْءِ أغْلـــى مِـنْ نَفيسٍ وَأَرْذَلُهُ بِـــذِكْرِ الشائِنــــاتِ
ثَبـــاتُ المَــرْءِ في خُلُقٍ كَريمٍ وَلكِـــنْ لَيْــسَ نَيْـلُ المَرْتَباتِ!
وَقَـــوْمٍ عَـــنْ زَميلِهِمُ تَخَلَّواْ شِفـــاءُ القَـوْمِ في جَمْعِ الجِهاتِ
عَليـــلُ الجِسْمِ يُمْكِـنُ أَنْ يُداوي عَليـــلُ النَفْسِ صَعْبٌ فـي النَجاةِ
جَليـــسُ الَخَيْــرِ لَيْسَ بِهِ شَقاءٌ وَحُسْـــنُ القَــولِ رَمْزُ الكائِناتِ
غُرورُ النَفْسِ أَكْبَــرُ مِـنْ شَقـاءٍ غُرورُ النَفْــسِ دَفْنٌ فــي الحَياةِ
فَعِلْـــمٌ لا يُــــزَّيِنُهُ ثَبــاتٌ مَهَبَ الريـــحِ فــي رَمْلِ الفَلاةِ
وَعْلـــمٌ لا يُطَّـــوِّقُه وَفــاءٌ كَقَـــوْلِ الــزورِ في حَقِّ البُناةِ
هِــيَّ الأَقْـــدارُ لِلْنـاسِ إِبْتِلاءٌ وَرَبِّ العَـــرْشِ وَالمَقــدورُ آتِ
مُقَـــدَّرَةٌ بِإِحْكــــامٍ مَتيــنٍ يُصاحِبُــــنا إِلــى يَوْمِ المَماتِ
فَـــرَبُّ العَــرْشِ أدَرْى بِالبَرايا وَفـــي الضَرَرِ المَخوفِ أَوِ النَجاةِ
فَـــلا رَبٌّ سِــــواكَ وَلا إِلَهٌ فَـــأَنْتَ اللهُ رَبُّ الكـائِنـــاتِ
فَخُذْهـــا أَخْــــذَ مُختارٍ قَنوعٍ بِمَكْـــروهٍ أَتــــاهُمْ أو سَياتي