الإنسانُ الثعلب
قَصيدةٌ رَمْزِيَّةٌ تُمثِلُ حالاتٍ بَشَرِّيَةٍ متَنَوِعَةٍ
شعر عاطف عبد العزيز العدناني
بَــرَزَ الثَعْلَــبُ فيـــــــنا مُخْفِيَـــاً مَكْـــراً مُبيــــنا
لابِســــاً جُبَّــــةَ صِــدْقٍ دُونَ حَـــلْفِ المُنْكِرينــــــا
لا يُبــــالي بِانْكِســــــافٍ يَطْلـــبُ الكَسْـــــبَ البَديَنا
دَأْبُــــهُ الأِفْـســـــادَ حَقاً فـــي الــــوَرى وَالعالَميـنا
أَيْنَمـــا حَـــــلَّ تــــرَاه واضِــعَــاً أَنْفـــــاً لَعيـنا
دَمُــــهُ يَبْقـــــى ثَقــيلاً زِئْبَــــقٌ مَــــعْ خـارِصينا
وَالهُــدى مِـنْــهُ بَـــــراءٌ لِخِــداعِ المُـعْـجَـــبــيــنا
يَحْسَـــبُ الخَيْـــرَ بِضَعْــفٍ وَيَقـــودُ المُـــدَّعيـــــنا
إِنَّـــهُ فـيـــــهِ انْبِهــارٌ وَمِزاجُ المُـعْـتَــليــــــنا
إِنَّــــهُ الثَعـــلبُ دَوْمَــــاً فــي عِـــدادِ المُفْسِديـــنـا
بَـــرَزَ الثَعْلــــبُ يَـــوْمَاً يَبْتَغـــي صَيْـــــداً سَميـنا
صَيْـــدُهُ لَحْــــمٌ وَعَظْـــمٌ يَرْتَضــــيهِ الـبــائِسونـــا
مِهْنَــــةَ البَــــيْع ارْتَضَاها عَـــنْ قُــبـولِ العــارِفينـا
يَمْتَطــــي صَهْــــوةَ إِنْسٍ وَيَطــــوفُ الـعـــالَميــنا
يَـــدَّعي العِلْــــمَ بِجَهْـــلٍ كَـــيْ يُجيــــبَ السائِليــنا
يَسْـــرِقُ المفَهْــومَ ضِمْنـــاً مَـــــع تَنــــاصِّ المُبْدِعينا
فِتْـــنَةٌ فــــــي الأَرْضِ إِلاّ مِــــنْ عُقــــولِ العاقِليـنا
الإنسانُ الثعلب ( تابع )
هَمُّـــهُ الَبطْــــنُ المُعَبَّـــا فــــي غِيــــابِ النـائِمينا
زادُهُ لَيْـــــــسَ طَعَـــاماً بَـــل ضَــــلالُ الصالِحيــنا
ذاكَ يَبْـقـىَ مُسْـتَـشــــاراً لِجَميـــعِ الحــــاضِرينـــا
ضَحِـــــكَ الثَعْلَــــبُ يَوْماً فـــي وُجــــوهِ الكادِحيــنا
عَــــدَّدَ الأَمْــــوالَ نَقْــداً دوُنَ حَصْـــــرِ المُعْوِزيــنـا
دونَ صَـــــرْفٍ أَو زَكـــاةٍ لِحِســـــابِ الخالِديــنـــا
مُوصِـــدٌ للْخَيْـــــرِ بــاباً عامِـــدٌ بَــــــلْ مُسْتَكيـنا
يَحْسَبُ العِـــــزَّ بِـــمــالٍ فـــي دهــــــاءٍ مُسْتَبيـنا
ناسِيــــاً بِالــمـــالِ ذِكْـراً إن عَطــــاءً أَو مُعينـــــا
يَتَـــباهــــى ، يَتَعامـــى فــــي إِزارِ المُغْتَـنـيـــنـا
فــيــهِ مَـــــسُّ مُسْتَفيضٌ فـيــهِ مَـــسُّ المُعْجَبيـــنا
نُصْحُــهُ أَصْبَــــحَ جُـــزْءاً لِحَــيـــــــاةِ الآمليـــنا
أَوْضَــــحَ القُـــرآنُ نُصْحـاً هــــامِــزٌ مَـــعْ لامِزينـا