الانْحِيازُ في النَقْدِ وَغَيْرِهِ
شعر عاطف عبد العزيز العدناني
أَلا سَعْــداً لِتَصــويبِ الأبُـــاةِ وَمِـــنْ مُخْتَصِ نَقْدٍ كَالسُـــراةِ
جَزاءُ الناسِ بالأَفْعــــالِ مِثْــلٌ جَـــزاءُ الــرَبِّ عَشْرُ المُنْتَقـاةِ
فَذِكْرُ فَضيلَةٍ أَوْلـــى بِقَــــوْلٍ يُـــزانُ النُّصْــحُ فيهـا بِالثَباتِ
وربُّ العَــرْشِ يَـكْـَلأُ كُلَّ شَهْـمٍ يُصَــوِّبُ رَأيَـــهُ شِعْــرَ البُناةِ
فَقَــوْلُ الحَــقِّ يَنْبُعُ مِنْ مَعيـنٍ يُطِـــاوِلُ عُمْقُهـا قَــوْلَ النُحاةِ
وَمــا التَحْريـفُ إِلاّ مِــنَ خُنوعٍ لِذِكــرْ الحَــقِّ تِبْـــيانَُ الأبُاةِ
جَـزَى اللهُ التَواطُــأَ مِـنْ شِمالٍ بَعيــداً عَــنْ يَميـنٍ صادِقـاتِ
يُقالُ لِغَيْرِنـــا أَسْقَطْتَ سَهْــواً وَتِلْكُــمْ مِـنْ عَظيــمِ المُنْجَزاتِ
فَعَفْــوُ الـقَـوْلِ يُصْبحُ بِامْتِـيازٍ يُــؤَوَّلُ مِـنْ بَديــعِ المُعْطَـياتِ
فَيِــا لَيْـتَ السَماَءَ تُجيبُ فَــوْراً لِتَــرْويِ أَرْضَــنا قَبْــلَ الفَواتِ
وَلَيْـتَ الغَيْــثَ يَنْـزِلُ مِنْ سَحابٍ وَيَبْقــى نَفْعُــهُ لِلْـكائِنـــاتِ
وَإِنْ يَنْــزِلْ عَلــى جَرْداءِ صَخْرٍ تُســـاقُ مِياهُــهُ نَحْوَ [الفُراَتِ]
فَكُــلُّ الـنــاسِ أَوْلادٌ لِتِسْــعٍ ذُكـــوراً كَانَ أَوْ حَتّــى البَناتِ
يُــكالُ لِغَيْرِنـــا مِنْ غَيْرِ صاعٍ وَصـــاعُ الـرُزْءٍ في حَقْلٍ مُواتي
ألا بِئْسَــتْ صُـــواعٌ مِنْ حَديدٍ يُسَّـوِّسُ بُـــرَّها سوسُ الذَواتِ
وَدَدْتُ المَـــرْءَ لَــوْ يَزْدادُ عِلْماً يُطاِبــقُ قُـــوْلُهُ قَــولَ النُحاة
الانْحِيازُ في النَقْدِ وَغَيْرِهِ ( تابع )
وَتَتَّبعِــوا نِظــــامَ الصُفْرِ فينا وآخَــرَ فـــيِ إِخْضِرارٍ كَالنَباتِ
فَلَــوْ أَلْقـى أَميَـــرُ الشِعْرِ بَيْتاً لَــكانَ بـــأَنْ أَبَنْتُ لَــهُ قَنَاتْي
كَبيــرُ القَـــوْمِ يَلْحَـنُ في كَلامٍ مِنَ المَخْطوطِ أَوْ حَتّــى الشَتـاتِ
وَلَيْسَ عَلى البَسيطَةِ مِنْ كَبيـــرٍ فَكُــلٌّ مِنْ طِـــرازِ الوالِــداتِ
فَــكَـمْ كـانَتْ لَذيذَةُ مـِنْ فَهيـمٍ بِـأَنْ أَطْـرَيْتَ في حـَقْـلِ النَبـاتِ
كَـلامُ الحُسْـنِ يَـنْطِقُـهُ نَـبـيـلٌ وَلَـمْ أَسْمَـعْـهُ قَـطٌّ لِلْـثَـبــاتِ
فَـلا اسْتِبـعـادَ قَدْ لاقى قـُبــولاً وَلا حَـسـداً يُـعـيـقُ القافِـلاتِ
وَمـا المَيْـسـورُ حُبّاً في الـهَدايا وَلـكِــنْ بِاشْـتِـياقٍ لِلْـهِـبـاتِ
فَـإِنْ مـالَـتْ رِيـاحٌ في رِكــابٍ أَجَـْرنـاهـا بِتَـغْـييرِ الجِـهـاتِ
حَـسِـبْتُ الـكُـلَّ بِالميزانِ كُفْـؤاً تَنـافُسُ بَيْنِـهِـمْ في الصاِلـحـاتِ
فَـمَصْـلَحَةٌ يـُرادُ بِـهَـا بَديـلٌ يُـصَـوَّبُ خِـطْـؤُها بِالمكْرُمـاتِ
وَرَبُّ الـعـَرْشِ أَجْـزَلَ في عَطـاءٍ عَـلى المَخْـلـوقِ فَضْلاً لِلْمَمـاتِ
لـِكَـيْ تَزْهـو بهِ الـدُنـياَ بَعيـداً فَـكـُلٌّ هــاِلكٌ لا شَــــكَ آت
فَـلا يَـغْـرُرْك بـِالإِنْسَانِ شَـكـْلٌ وَلا قـَوْلٌ يُنـافَـَقُ بـِالـحَـيـاةِ
وَلا تَـسْـمَعْ لـِقَـوْلٍ مـنْ مَـديحٍ فَـمَـا فيـهـا أَمَـرُّ مـِنَ الجُـناةِ