طَالَ السُهادُ
السهاد الناتجُ عن الخُلع
شعر :عاطف عبد العزيز العدناني
لَمّا أَطَلَ بَصيصُ الخُلْعِ تَطْلُبُهُ غَضَّ لِطَرْفٍ وَأَنْدى هَلْ يُداريها
رامَ المَوَدّةَ إذْعاناً فَقَدْ رَفَضَتْ لِفِكْرَةِ الحَلِّ وُدّاً إذْ يُجافيها
حَنَّ إِلى سابِقِ الأَيّامِ يَذْكُرُها تِلْكَ اللَياليَ بِالأَشْواقِ راويها
طالَ السُهادُ وَغابَ النَوْمُ عَنْ شَفَقٍ بَصيصُ نورٍ وَصَوتُ الله ناديها
أَرْخى لِجَفْنٍ وَباتَ السَمْعُ يَرْقُبُهُ عَلَّ الأُمورَ بِتَدْبيرٍ يُواتيها
رامَ الموَدّةَ إِصْلاحاً فَقََدْ نَكَثَتْ . بِعِشْرَةِ العُمْرِ سُحْقاً إذْ يُناجيها
*********************
ناجَتْ زَميلاتِ إذْ أبْدَيْنََ مَعْذِرَةً عَنِ التَلاقي طَويلاً في نَواديها
كُلٌّ تُلاطِفُ أحْفاداً وَتوصِلُهُمْ عُرْيَ المَوَدَّةِ ، قَدْ طالَتْ تَلاقيها
الزَوْجُ والبَيْتُ فَالأَولادُ شاغِلُها وَالصِهْرُ وَالأَهْلُ فَالأَحْبابُ ساليها
غُرَّتْ وَمِنْ كَلَِماتِ العِشْقِ تَسْمَعُها تاهَتْ بِزيفٍ غَوى يا مَنْ يُواسيها
غابَتْ مَعَ النَفسِ حَيْرى مِنْ عَواقِبِها كَيْفََ السَبيلُ ، وَقَدْ ضَلَّتْ تهاديها
مالَتْ إلى سَلَفِ الأَيّامِ تَحْصِدُها كُلُّ يَنوءُ بِحِمْلٍ من صَياصيها
*********************
لَمْ تَلْقََ حَتّى نَعيقََ البومِ أَنْكَرَها إذْ طارَ تيهاً ، فِراراً مِنْ تَلاقيها
إزْدادَ سُخْطاً وَشُؤْماً مِنْ تَواجُدِها أَنّى لأَرْضٍ لَهُ مِنْ سوءِ ماضيها
فَرَّتْ إلى عَبَثِ الحاناتِ في نَهَمٍ تاهَتْ بِجِسْمٍ ، وَبِالأَحْضانِ لاقيها
ذابَتْ دَقائِقَ تَتْرى في مَباهِجِها فَمِنْ فُحولٍ إِلى الأَشْهى يُقاليها
لَمَّتْ مَسَاوِئَ طَمْثِ اللَيْلِ تَحِْسَبُها أَداةَ وَصْلٍ وَقَدْ غَبَّتْ فيافيها
مََلَّتْ وَمِنْ زَمَنِ الهَجيعِ تَرْقُبُهُ تاهَ المَكانُ بِكِبْر..ٍ إذْ يُحاكيها
*********************
طالَ الزَمانُ وَقَدْ أَرْخََتْ سَوالِفَها طافَ البَياضُ بِأَرْضِ البورِ طاويها
عادَتْ إلى بَذَخِِ الأَيّامِ تَذْْكُرُها أَيْنَ الحَبيبُ ، وَقَدْ هَلَّتْ سَراريها
أيْنَ الشَريكُ ، رَفيقُ العُمْرِ تَطْلُبُهُ هَلْ مِنْ مُجيبٍ مُعينٍ شاخَ ماضيها
لِلّه دَرُّكِ نَفْسي ، إِذْ يُراوِدُها ... كُلُّ ّبَهيجٍ ، وَيَصْبو في مَغانيها
أَحْسو النُقودَ وَأحشو مِنْ لَذائِذِها طيبَ العِناقِ وَأَصْبو مَعْ جَواريها
واحَسْرَتاهُ خَسِرْتُ الكُلَّ في عَبَثٍ واحَسْرَتاهُ لِتيهٍ.. مَعْ غَوانيها
واحَسْرَتاهُ عَلى الأَيّامِ في تَرَفٍ واحَسْرَتاهُ عَلى .. قَدٍّ .. جَثا فيها