لطائف ــ 24
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
أصناف النساء للزواج :ــ
قال أحدهم لأبنه يوصيه إذا أراد الزواج :ـ يا بني ، لا تتخذها حنّانة ، التي لها ولد من سواه فتحن عليه ، ولا منانة ، التي لها مال أو معها جنسية أجنبية فهي تمن عليه ، ولا أنانة ، وهي التي مات عنها زوجها فهي امرأة الزوج الثاني لا تفتأ عن قول : رحم الله فلان ، ولا عشبة الدار : أي الهجينة سيئة المنبت ، مثل العشبة التي تنبت على الدِمَن والمزابل ، ولا كبة القفا ، وهي المرأة التي يأتي زوجها أو ابنها الناس ، فإذا انصرف من عندهم قيل : كان لي علاقة بامرأة هذا أو بأمه ...!!!!
الأسود والسوداء :ــ
في التراث العربي هناك الشعر ، والشعر ديوان العرب ، وكان إذا ظهر شاعر في قبيلة جاءتها القبائل الأخرى مهنئة ، وذلك لأن للشعر قيمة كبيرة ، حتى وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : وإن من الشعر لحكمة ... وكان يحث عبد الله بن رواحه يوم بدر على رجزه ، ويقول : إنها أوجع عليهم من ضرب السيوف ، فسبحان الله ورحمته على تلك الأيام ...!!!
والشعر العربي احتوى على الفخر شأن المعلقات ، والرثاء ، ما اشتهرت به الخنساء ، والمديح ، والتأريخ والغزل ، وما يهمني في هذه السطور سوى الغزل ، حيث أستشهد بقول شاعر لا يحضرني اسمه يقول : (أحب لحبها السودان ، حتى أحب لحبها سود الكلاب) ، وهذا يعطي دلالة للعشق على أنه عنيف ومزلزل وغاشم وغير رحيم بالمعشوق ، يعمي البصر والبصيرة ، فعشيق الجارية السوداء هنا ، في هذا المقام يحب السودان ، أي كل شيء لونه أسود ، حتى سود الكلاب ، وهذه طفرات جميلة للشعراء الذين يعبرون عن عشقهم بأي تعبير كان ، مما يعطي المعنى عمق بعيد يغوص فيه السامع فيطرب له ، وهنا أيضا تدخل البيئة بشكل سافر جدا لتفرض عليها المعنى واللفظ أيضا ...!!!
مرة سألوا شاعرا عن مدى حبه لحبيبته فقال : أرى الشمس على حائطها أجمل منها على الحيطان الأخرى..!!!
وحينما يعشق القلب امرأة ما لا ينتفي اللون ولا الشكل ، وحتى العاهة تصبح ذات جمال باهر ونادر ، لا يراها سوى ذلك العاشق المتيم ، وللسوداء مكامن جمال رائعة قد لا تجدها بالبيضاء ، فالحب ليس نظرا بالعينين فحسب ، ولكنه إحساس متقد يقع فيه في أي موقع شاء ، فقد قيل لرجل : كيف رغبتم بالسواد؟؟ فقال : لو وجدنا بياض لسودناه ، وفي أمريكا فئة ضالة مضلة يعتنقون إسلاما محرفا ، ويعتقدون أنهم خلفاء أحمد المهدي السوداني ، ويزعمون أن اللون الأسود من السيادة ، فلا يكون أسود إلا السيد ، والأنبياء والرسل والملائكة كلهم كانوا سود البشرة ، ويشطحون كثيرا ، ويبذرون بذور عنصرية بغيضة ومقيتة بتميزهم لون على لون ، مع أن الامتياز بالتقوى ، لا بالشكل ولا باللون ، ولم يدروا ، أو لا يريدون ذلك أن لكل لون جمالياته ، وأن الناس ليسوا بألوانهم ولا منابتهم ، ولكن بفعلهم وأفعالهم ، وقد يكون أبيض الوجه أسود القلب ، وقد يكون اسود الوجه نقيا طاهرا ، لا تعلوه شائبة إن العشق الذي يذيب الألوان والعاهات ، فالعشق حالة خاصة ، عصية على الفهم والإدراك إذا غزت نفسا لا يخرج منها إلا بعد أن يغير قوانينها ويفرض قوانينه ،وهو الذي يجعل الشمس في عتمة الليل البهيم مضيئة جوانب النفس ، وأن السوداء غالية على قلوب الشعراء ، وقيل فيها كثير من الشعر ...!!!
أختتم بهذين البيتين :
لا أعشق الأبيض المنفوخ من سمن لكن أعشق السُمر المهازيلا
إني امرؤ أركب المهر المضمر في يوم الرهاب وغيري يركب الفيلا