لطائف ــ 25
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
أقوال ونوادر:ــ
• سألت إحدى الفتيات العالم انتشين : إذا كان فلان يملك دجاجة ، ووضعت الدجاجة بيضة في مزرعة جاره ، فلمن تكون البيضة ؟؟ فقال انتشين : تكون البيضة لمن يوكل عنه محاميا أبرع وأمهر ...!!!!
• قال أحد ملوك اليونان : ولدي هو أقدر اليونانيين ، فأنا أحكم اليونانيين ، وأمه تحكمني ، وهو يحكم أمه ..!!!
• يقول المثل الهندي : النساء تخاف الفئران ، والفئران تخاف الرجال ، والرجال يخافون النساء ..!!!
• عيّرت امرأة ديوجنس الحكيم بقبح منظره ، فقال لها : يا هذه ، إن منظر الرجل بعد مخبره ، ومخبر المرأة بعد المنظر ...!!! ورأى ديوجنس السيل يحمل امرأة فقال : هذا موضوع المثل : دع الشر يغسل الشر ..!!
• يقول بلزاك : النساء في دولة الحب ثلاث : امرأة تحب بعقلها فهي امرأة لا تحب ولا تعرف الحب ، وامرأة تحب بروحها ، وهي امرأة تسعدها الكلمة وتشقيها الكلمة ، وامرأة تحب رمادا ..!!!
• يقال : الأزهران للشمس والقمر ، والأطيبان للطعام والنكاح ، والنقدان للذهب والفضة ، والأبيضان للماء واللبن ، والأعميان للسيل والحريق ..!!
• سمع أشعب امرأة تقول : اللهم لا تمتني حتى تغفر ذنوبي ، فقال لها : يا فاسقة ، أنتِ لم تسألي الله المغفرة ، وإنما سألته الخلود في الدنيا (أي مثل إبليس اللعين) ..!!
• كان مزبد مرة نائما في المسجد ، فدخل إنسان فصلى وقال : يا رب أنا أصلي وهذا نائم ..!!! فقال مزبد : يا بارد ، سل ربك حاجتك ولا تحرشه علينا ...!!!
• مر طفيلي على الجمّاز فقال له : ما تأكل ؟؟ قال قيء كلب في قحف خنزير ..!!!
• كان في أصفهان رجل أعمى يطوف ويسأل ، فأعطاه مرة إنسانا رغيفا ، فدعا له : أحسن الله عليك ، وبارك عليك ، وجزاك خيرا ورد غربتك ..!!! فقال الرجل متعجبا : وما علمك بالغربة ، ولِمَ ذكرتها في دعاءك ؟؟ فقال : الآن لي هنا 20 سنة ما ناولني أحد رغيفا صحيحا ..!!!
قدسية العمل : ــ
أحتل الأسد مكانة تحسده عليها الحيوانات ، فهو ملك أزلي لا تزحزح عرشه الانقلابات ، ولا تقض ركائز حكمه الثورات ، ساد الغابة بقوة ربانية أودعها الله جسده ، وحرم منها الأرانب والفئران ، ولا اعتراض ، فتلك حكمة الله عز وجل ..!!
والأسد يحتل مكانة مرموقة في الذاكرة الإنسانية ، فهو رمز القوة الدائم ، يحب الكبار التشبه به قبل الصغار ، فها هو الملك ريكاردويس ريتشارد يسمي نفسه قلب الأسد ، دلالة على قوة وبأس الأسد ، وصفة الأسد تقابل كل قوي وجريء ومقدام ، وحياض الأسد حياض مهيبة ، لا يمكن انتهاك حرمتها من قِبَل أي طرف من الأطراف ، وهناك كثير من الشعراء تعرضوا للأسد بشعرهم ، ولعل قصيدة ابن حمديس شاهدة على مكانة الأسد في التراثين العربي والإسلامي ، هذا إذا ما استطعنا فصل التراثين عن بعضهما ، وفي الأمثال الشعبية والعربية أمثال كثيرة قيلت في الأسد مثل (عيش مع السبع ولو بوكلك) كناية عن تفضيل القوي الشجاع على النذل اللئيم ، وهناك (أن أكون ذيل لأسد على أن أكون رأس لكلب) ، (للأسد هيبة في موته ، ليست للكلب في حياته) ، وهناك أيضا : (إذا نامت السباع ، سرحت الضباع) ، والمقام يطول بهذه الأمور التفصيلية للأسد وهي كثيرة جدا ، ولكن الكلب ، لم يُقدم على الأسد إلا في موضع واحد وذلك للحض على طلب الرزق والعمل عندما قيل
كلب حايم ، ولا أسد نايم) ، وفي هذا معنى كبير جدا ، وهو تشريف للعمل على النوم ، والحاجة للآخرين أن يسدّوا رمقك ورمق عيالك ، وفيه تكريم للعمل الشريف أي كان نوعه ما دام يغمس لقمتك ولقمة عيالك بالعرق ، فالعرق لا يفرزه الجسم إلا إذا بذل طاقة ، والعمل هو جهد وطاقة ومعاناة ، وهو مقدس ، ففي الإسلام العمل عبادة ، وفي الديانات الأخرى ، حتى الوثنية لم نسمع أن حكيما ، أو متنبئا ، أو دجالاً قال بالنوم عن العمل وهنا يصبح الأمر طبيعيا ، أن يتقدم الكلب (الهامل) على الأسد الشجاع القوي ، إذا كان العمل وطلب الرزق هو مدار الحديث ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندما قدِمَ إليه رجال وقالوا : فلان يصوم النهار ويقوم الليل ، فسألهم : ومن يكفيه مئونته ؟؟ قالوا : نحن ، فقال صلى الله عليه وسلم : أنتم خير منه ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و(الكلب الحايم) هو الذي يبحث عن طعامه ومئونته وطعامه ويفتش عن رزقه المقسوم ، رغم أنه لا يعنيه من الحياة شيئا إلا أن يملأ بطنه وينام ، فقد كفاه الله شر التفكير بالمستقبل ، وشرب دم وعرق الآخرين ، وأكل جدهم وثمرة كفاحهم والاحتكار والسوق السوداء ليخزن الذهب والفضة ، مع أنه يعلم أن ستكويه نارا إذا اكتسبها بطريق غير مشروع ، وإذا لم يؤدِّ حقها الشرعي ، أو إذا اغتصبها بغير حقها كما يفعل الناس ، والتجار الكبار حيتان السوق ، وذئاب الغابة الذين ينهشون الفقراء بلا رحمة ، والحكومة تسمع وترى ، بل وتبارك وتبري أنيابهم لتزداد حدة..!!
(قدموا الكلب الحايم على الأسد النايم) ، مع ما لديه من صفات عظيمة ، لأنه بكل صفاته إذا احتقر العمل لا يساوي شيئا ، والكلب خير منه ، فبارك الله بالعمل وكفانا وإياكم حاجة اللئام ..!!!