أمجد عزمي عبّادي
بطاقة شهيد
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
قديش لقاء أمجد بأبوه ، اللقاء الأخير ، لقاء ممزوج بالدم ، شاب عَ درب الشهاده يلفظ آخر أنفاسه
بقى لسانه عاجز عن الحكي ، بس عينيه اللي بلتقين بوجه أبوه للمره الأخيره بقن يغزلن براسه
وقالن حكي كثير ، فهم الأب المفجوع بابنه ، إنه بوصيه بأمه وبأخوته وبأهله اللي حبّوه وناسه
وبدعي له بالخير ، وهو عَ وشك صاعد للسما شهيد مبارك ، فِدا للأقصى الشريف وطهارته من الدناسه
من الإثم يدنس قدس الأقصى ، أولى القبلتين وثالث الحرمين من رجس اليهود ، من النجَس والنجاسه
بقى الأب مدرك مليون بالميه إنه ابنه نال الشهاده ، وسكن مع الخالدين التاريخ ، بس الظروف حَسّاسه
أب يودع فلذة كبده وهو صاعد بعد الموت، وبينهم نظره أخيره ، وقديش هالمشاهده إلها حرمه وقداسه
*******************
أمجد عزمي عبّادي ، ارتقى للعُلى شهيد بطل ، أصَرّ بعد ما شفي من جرح الإصابه الأولى في البطن ، يرجع للجهاد
وأصَرّ إنه يلاقي ربه شهيد بطل ، والشهاده نغم روحاني ، سمعه من تراتيل الملائكه مليان بروح العباده والوداد
وكأنه بناديه للمجد العالي ، تيشوف في عينيه قديش ربه بدّه يعطيه ، ها للي بروحه الغاليه لربه جاد
للأقصى الشامخ بالقدسيه ، بالشرف ،اللي قلوب المسلمين مدعوه إلو تشد له رحالها ، من كل لِبلاد
أمجد عزمي عبادي،إبن فلسطين مش منتمي إلا لفلسطين، ومن أجل قدسية القضيه بقى عايش حلم الإستشهاد
باليوم والساعه ، وكأنه ربنا حط هالإلهام جوّه قلبه النابض بحب الوطن ، ظله مع حلمه النبيل على ميعاد
بقى يناقش أصحابه ويتساءلوا : مين فينا أول شهيد ؟؟ وبقوا يتسابقوا ، ويوصوا أمياتهم : ما بدهم حزن واحداد
لازم ينزفوا عرسان للوطن الغالي ، برايات حمرا وخضرا وبيضا ، وغير الأسود اللي في العلم ما بدهم سواد
*******************
شباب نيّال الوطن فيهم ، قدّيش دافعوا عنه واعطوه ، ولو يطيب لواحدهم يرجع على الأرض سبعين مرّه
ويجاهد ويموت ويحيى ، بس وعد ربنا انقضى ، مفارقها ما برجعلها ، حتى لو تيجاهد ويموت شهيد بالمَرَّه
وقديش بقى أمجد يعتز إنه من ها لوطن ، كل الوطن ، ولأجله ، مجاهد في سبيل الله ، على الأمل والمَسَرّه
يلتقي بالشهاده وينالها ، وهو أقسم على الجهاد حتى الشهاده ، هديه ينالها لكل مشتهيها من رب المقدره
صباح الشهاده باس إيد أمه وراسها ، وطلب رضاها ودعاها ، في كل صلاه تصليها بالرحمه والمغفره
وانطلق على باب الله ، وخمسه من إخوته حواليه ، فرسان مثله ، عيله منذوره للوطن وإلو مقدَّرَه
أمجد عزمي عبادي نقطه مضيئه في التاريخ الوطني الفلسطيني ، وفي الشعبي أسطوره بالنصر مظفّرَه
*******************
عيله منذوره للجهاد ، من أمجد الشهيد البطل ، للأخ الأكبر إياد ، لباقي الأخوه اللي ما قصّروا ، وأدوا للوطن واجبات
قدّيش رصاصه وإصابه في جسد أمجد تجمعت تتصفى دمه،ولاحت صفرة الموت ونور الشهاده على وجهه علامات
عرفها أبوه اللي بقى مرابط باب المستشفى ، يساعد بجهده ، وباللي يقدر عليه من تقديم المعونه والخدمات
مساهمه للأقصى الشريف ، واللي انصابوا للأجل الأقصى ، تيظل هلال الأقصى عالي ، شامخ في السماوات
أمجد السطر الأول ، الكلمه الأولى ، من عيله عاهدت الله العظيم ، على نيل حقوقنا في ساحة المواجهات
من الكفاح بالحجر ، ولو في أكبر من الحجر ، ما توانى الشهيد عن استعماله، قبل ما قدّم روحه ، وقضى ومات
بس إحنا شعب منذور لها لأرض ، ما دامت الأرض بتئِّن ، تتوسد شهدا ، ويتوسدوها من ضنانا شباب وبنات
توخذ كل جَنَا عمرنا ، توخذ بيوتنا ، توخذ كل ما ملكت أيادينا ، كل ما زرعنا فيها من شجر ونبات
1/12/2000 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل