سمير عليوه
بطاقة شهيد
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
حكم ربنا سبحانه على الفقير ، إنه الوطن يبقى معه حلم ، يظل عايش معه ليل نهار
حكم على الفقير انه يزرع الأرض ويفلحها ، يحبها ويعشقها ، ويصمد فيها وما ينهار
وإذا حدا اعتدى على كرامتها ، يتصدى بصدره العاري ، ويقتحم الأهوال أسد مغوار
قديش شهيد فدا الأرض بنفسه ، ساكن في مخيم ، في براكية صفيح ، ورا أبوابه أسرار
فقر ، عيال ، أطفال ، أحلام ، آمال ، قلة حيله ، ..إنسرق منها مثل الطيف في سهوة النهار
قديش صوره وصوره صرنا شايفين . يجمعهم ألم في القلب ، إسمه عطاء وإنكار للذات
مكتوب عَ الفقير تبقى أحلامه بحجم الوطن بشوف تراباته وحجاراته وأهله أحرار
*******************
سمير عليوه أعلن حاله شهيد ، وحمل لقب الشهيد قدّام اسمه ، حتى قبل ما يذوق المنيه
ويعاين الشهاده ويذوقها بطلقه غادره متفجره ، بقولوا عن هالطلقه إنها محرمه دوليه
أي دوليه هذي ؟؟!! وهي مصنوعه من أجلنا ، تيموت فيها شعبنا ، حتى ما يصفي أكثريه
سمير عليوه شب في أول العمر .. أو نص العمر .. إذا العمر سنين بالنسبه المؤويه
سبع بنات أكبرهن احدعشر سنه وأزغرهن أربعطعش ، وموسى الطفل الحلم الغيّه
اللي بقى يتباهى فيه ، يكبر يا ربي ويشوفه فارس مثل عنتر عبس ، ويعيش من العمر مِيّه
ويحمل معه هِمّ ثمن تِنفار وأمهن ، وبراكية الصفيح والفقر المطقع والحياه الرزيه
*******************
سمير عليوه قرر واتخذ القرار ، وموسى إبن ثمانيه ، ما بوعى عَ اللي بصير ولاَّ اللي صار
بس جميله بنت لِحدعشر سنه أعلنت إنه أبوها شهيد ، وانه مش راجع على الدار
وانه خلاّها وخواتها السته ، وأخوها الوحيد وأمهم ، أيتام وأرمله ، وزمن يلف فيهم دوّار
يا الله على إيمان ماجده !! اللي انخطف جوزها من جوّه أحلامها ، برصاصة حاقد غدّار
ربنا ما بنسى حدا من فضله ، ربنا كفيل الشهيد برحمته ، وبالأيتام الثمانيه الزغار
سمير عليوه ما بقى يملك من حطام الفانيه غير براكية الصفيح ، بس دافع عن هالأرض باقتدار
وارتقى للعُلى شهيد ، يرحمه الله ، حكم عَ الفقير المعدم يعيش الوطن في قلبه حلم مثل النِوّار
********************
سمير شهيد عانق قدس الأرض بدمه النقي وسقى ترابها ، تيطلع مع أول زخة مطر الحَنّون
سمير عليوه شهيد استخار الله ، وعرف إنه الموت حَتِم ، والعمر زهره ، يقطفها المنون
ما بقى يفكر بدمعة جميله بنت لِحدَعشر سنه ،ولا بصرخة ختام بنت الأربع تشهر ، ولا بنشغة موسى المحزون
ولا بماجده اللي حالها بغني عن سؤالها ، ولا حلم العمر اللي انقلع ، وانحط محله حزن مدفون
يا ترى : كيف الفرح يعانق حلم متخضل بالدمع ؟؟ وقدر الفقير يعيش مهموم ، بحزن الوطن مقرون ..؟؟
يعيش على أطلال الدنيا الخاربه،وان ما قدر يتحلل من حب الوطن،اللي انزرع في قلبه الحَنون
يدفع عمره للوطن رخيص ، وللعيله ربها اللي خلقها يتكفلها .. نِعّمَ الإيمان القوي ...!!
وربنا لها لأطفال يصون
31/10/2000 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل