عبد المنعم محمد عز الدين
بطاقة شهيد
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
عرّابه من أعمال جنين ، مكتوبه بالتاريخ الفلسطيني الشامخ بالبنط العريض ، مكتوبه عز وكرامه وشرف
ارجعوا لعرّابه واسألوا أهلها والناس اللي حولها عنها، ورح تعرفوا إنها ها لقريه طول عمرها نواه وهدف
نواه لشرارة الأنتفاضه، ومنها طلعوا لِفهود السود، والنسور الحُمُر، ودم طاهر من جسد شهيد وجريح نزف
من أجساد طاهره ، لفرسان ترجلوا عن خيولهم الدهما الأصيله ، ويعتلوا خيولها فرسان جداد ما عرفوا الترف
من الناس اللي عضهم الفقر بنيابه السودا ، وربنا زرع في قلوبهم حب الوطن ، ونداء من قلب الأمه هتف
يا وطن ما تخاف،قلب الفقير مثل بيته خاوي، ما فيه إشي عليه ينخاف، مجرد من المتاع بدلناه بما غلا وخف
بس مش ذهب ودرر مثل ما بعني المثل ، إشي أغلا بكثير ، حب وتضحيات ، ودم طاهر سيّال عمره ما جَفّ
*******************
عبد المنعم محمد ناجي عز الدين، ابن السبع طعشر سنه ، اللي مضت من عمره لِمبارك ومضة حلم مليان أساطير
قد تكون السبع طعشر سنه في حياة الإنسان رمشة عين ، ويبقى العمر من ها لمقياس متناهي في الصِغَر ، وقصير
بس اللي مثل منعم انوهبوا للوطن ، تيجان فخر يعتلوا هامات المجد العاليه ، السنين لأرواحهم المتمرده ما لهاش معايير
لمّا يقطف الشهاده ويمضي عَ درب العزه ، طاهر نقي ، ما تلوّث في الدنيا ، ولا جرفته عن مسار الوطن الأعاصير
وزمان قالوا : اللي بموت بعزه ، أحسن من يوم عرسه ، وعرس الشهاده على هاماتنا العاليه مقدّره لشعبنا مقادير
مقدّره من اللي خلق الموت والحياه ، تيعز ناس ويذل ناس ، وناس عَ الأرض ماده شروشها ، وناس في السما بتطير
بتعانق لِغيوم والسحب ، وبتتحمم بالمُزَن ، وعبد المنعم شهيدنا البطل ، انضم للخالدين،واسمه اترَصّع بالمجد ونام قرير
*******************
أم الشهيد تعالت بأحاسيس الأمومه فوق،جايز ناس يقولوا انصدمت ! وشو عليه لو جاز الحكي وبصحيح انصدمت ؟؟
مش انسانه يعني ؟ والفارس اللي ترَجّل إبنها ؟ ويا ما حملت وحطت ، وسهرت وربّت ، ويا ما إتأوهت ويا ما شهقت !!
كل ما قال آآه !! سهرت عيونها طول الليل ، كيف الأم تنسى وتعتبر الأمر كأنه حموله زياده ، آن الآوان وعن الظهر نِزّلَت
كيف الأم تنسى أيام وليالي وسنين ، على منوال القلب نسجتها ، حتى استحقت تبقى جنة الأبن تحت قدمها انحطت ؟؟!!
بقت الشهاده تتمازج جوّاها ، مات ولاَّ ما مات ؟؟ وشو معنى مات ، والموت في ثقافتنا حياه ، حتى لو الجثه تشيعت واندفنت !!
معناه مات وانتهى ؟ ولاَّ الموت شهاده؟والشهاده روح اتسامت وتعالت،وتحررت من قيد الجسد ولبارئها في عليين صعدت
الموت شهاده،والشهاده حياه خالده،والشهاده صعود للجنه،اذن منعم ما مات،منعم حي يرزق ، وابواب الجنه لمنعم انفتحت
وهو سابق بخطوه ، متهيئ لمقعد صدق ، وينالها بالشفاعه ، ونِعّمَ الإبن هيذ الشهاده فيها تسامت ، وفي وجدانها ارتسمت
وما اعتبرت الشهاده موت ، الشهاده حياه ، ومنعم حي، ورفضت وداعه لمثواه الأخير ، تينزف من غير دمعه حرّى انسكبت
وأسطورة أم فلسطينيه عظيمه في سفر التاريخ انكتبت
*******************
عبد المنعم عز الدين شاب،بقى إلو حلم أرضي يعيش يعمل من أجله،مثل كل أحلام الفلسطينيين ، تيصنع على الأرض حقيقه
عبد المنعم اللي انسكن بحب الوطن، والشهاده ذروة حلم ، حلم فيه المجد والعزّه للأمه ، قديش بخطو الإنسان يحاول تحقيقه
فريق اليمين، فريق الجنّه،إن شا الله رب العالمين،مع الخالدين،يبقى العهد والوعد عناوين حياته ، والإخلاص رفيقه وصديقه
اهتزت جنين مثل ما بتهتز الأرض وبتربو للمطر،وهبّت تشارك في زفة العريس البطل، الشهير بالبوسطه ، ابن عرّابه اللهب والحريقه
عَ كل معتدي اغتر بقوة السلاح ، عَ كل مجرم ضغط بأصبعه على الزناد ، عَ كل باروده بفوهتها سم حارق قاتل اتريقه
عَ شبل بطل ، اقتلعت حلمه من قلب أمه ، ونزفت أحاسيس الأم ، لمّا مثل دم الشهاده اتصَفّت ، وخلتها بحزن الدم غريقه
قديش عرّابه الشامخه رح تلعن اللي دنسوا ترابها الطاهر ، وتصب عليهم الغضب الأحمر ، وتصب عليهم غراب البين واتحيقه
3/12/2000 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل