محمد السرجي

محمد السرجي
بطاقة شهيد
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
الأم الفلسطينيه مش عاديه ، الأم الفلسطينيه سلسلة جبال في الأرض، جذورها ممتده وراسخه
الأم الفلسطينية مفطوره عَ العطاء والتضحيه ، رجلها في الأرض ، وراسها في السما شامخه
لولا ها لأم هذي ما عِمّرِت أرضنا بالتضحيات ، تلاقيها بالجسد شابّه ، وبالعقل والحكمه شايخه
إلها ارتباط بالأرض والشجر ، بالهوا والمطر ، بالشمس والقمر ، والأمجاد بتنحني قدّامها مثل الجمل نايخه
قدّام مجد الأم الفلسطينيه ، اللي صنعت عَ الأرض معجزات ، أنجبت أبطال ذابت تحت أقدامها الأمجاد سايخه
اللي صنعت من ها لأرض أطفال،ينزرع الوطن جوّه عيونهم،ويكتب التاريخ سيّرهم،تتهاوى الأمم قدّامهم دايخه
أطفال وشباب ورجال ، خلواالدنيا تنحني قدّام مجدهم طايعه لسطورهم المكتوبه بالدم، راضخه
*******************
محمد السرجي ، سراج من ها لوطن بقى يضوي عتمة الطريق ، اغتالت شبابه الأيدي الآثمه القاتله
بس محمد السرجي ما انطفا ، صار يضوي في تراب الوطن بذره حنّونه ، للون الدم القاني حامله
والشهاده مقروءه بس يطلع ربيع فلسطين ، الحنّون الأحمر ، اللي كل ما طلع طرب له الوطن وماد له
محمد السرجي أسطورة مجد بحد ذاته ، مثل كل أبطالنا الأساطير ، اللي لكل واحد تاريخ بحاله
محمد السرجي واحد من أبطال الوطن ، اللي انكتب اسمهم بالنور ، اللي المجد بس شافه قام له
وانحنى قدّامه ، وحياه بتحية بطل ، نابضه بالأمل ، والمجد مسك عنان حصانه الأدهم ، وقاد له
يفاخر باللي وهب عمره ، في ليلة فرح والعروسه تستنى طلته البهيه وعينها من الخفر سادله
*******************
بتقول راوية التاريخ ، أمه لمحمد السرجي ، إبن الواحد وعشرين ، سبقناه على بيت الصبيه ، تنخطب له عروس
وقال : أنا جاي ، وانتظرنا ، وبقيت أحس في قلبي بغصه وحزن تقتل قلبي مثل السم المدسوس
حسيت قلبي ، بتقول عليا أمه للشهيد : ينط من صدري ويسبح بالدم ، وقلت بصوت مهموس :
أبيات من الشعر ، وعمري ما حفظت شِعِر ، بس كيف قلت شِعِر؟ آه يمه،بعين المولى محروس
وطلعت أجري ، بقى الّحِس جوّاي ملتهب ، بقيت أعاينه شهيد ، كيف الحدس بصير محسوس؟
ما بعرف! هيذ قلب الأم ، اللي حس بلوعة الوجع، حس بالفراق ، بالجرح مثل الخنجر مغروس
وحسيت في حالي إشي مثل البركان مثل النار،هو غضب؟هو أحزان، هو إشي مش ملموس ؟
*******************
تسلحت بالقرآن والدعاء ، وبفيض من الرحمه والنور ، من حناني تفجرت ، بقدرة الله ومش بصبر البشر
وحسّيت حالي هايمه بأشياء مجهوله، وحسّيت بإيمان هبط عليّ ، ورضى شملني بمشيئة القدر
وحُمت في المستشفى ودُرّت ، بقيت أشوف أشباح وخيالات ، واحس كَنّه المستشفى عمره ما انعمر
وحسّيت انه في غرفة الموت، ومشيت عليها بحس قلبي، ما بقيت اعرفها، بس إشي فيّ انفجر
هو حزن؟ هو وجع؟ هو خوف؟ هو إقدام؟ ولقيت حالي بقول : افتحوا هالباب ، يا ناس يا بشر
وقبل ما تفتحوا الباب فكوا إيديه ، ابني ما بحب القيد ، قالوا لي : لا تصرخي ، تحديت صوتي ، حبسته تنقَهَر
لمّا فتحوا باب الثلاّجه ، وطل بوجهه الصافي ، حسّيت بسمته صافيه ، ووجهه ناعم ، هذا مش وجه بشر !!
هذا وجه مَلَك ، لرحمة الله وبإذنه شهيد ، حسبيّ الله ونِعّمَ الوكيل، دمّك للوطن مذخور ما انهدر
ربي أعطاني خمسه،واحتسب واحد شهيد،مبروك عرسه للوطن، للأرض اللي في رحمها انقبر
10/11/2000 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل