منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 البر وأرذل العمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

البر وأرذل العمر Empty
مُساهمةموضوع: البر وأرذل العمر   البر وأرذل العمر Emptyالثلاثاء مايو 31, 2011 6:49 pm

البر وأرذل العمر
بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
جدتي أم أمي أظن أنها انتقلت الى رحمة الله في سنة 1960 ، أو قبل ذلك ، فقد كنت طفلا لا أدري هل دخلت المدرسة أم لا ، وكانت بكامل صحتها وعافيتها ، ولم يقعدها المرض الا يوم أو بعض يوم قبل أن يسترد الله سبحانه وتعالى أمانته ، ويقبضها اليه ، وكنت أسمعها دائما تردد : (يا رب لا تموتني الا وغبرة الطريق على رجلي) ، فقد كانت تخاف من الوقوع بالمرض لسوء أخلاق زوجة خالي ، ولا تريد أن تمن عليها ، وسمعتها وهي توصي أمي وخالتي رحمهما الله أن تزغردان حال خروج جنازتها من البيت ، ولم تستطع امي تنفيذ الوصية ، ولكن زغرودة خالتي والتي كانت أكبر من أمي لا تزال تتردد في أذني ...!!!
اللهم لا تردنا الى أرذل العمر ، دعاء أظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يردده ، مع ما يوجد في المرض من خير للمريض وفرصة للوقوف على الذنوب والخطايا والأستغفار ، والتوبة من الذنوب والآثام ، وأن المرض يُطهر الأنسان ، ويحرق سيئاته ويضاعف أجره وحسناته ، الا أنه مؤلم للنفس ، خصوصا عندما لا يستطيع الأنسان قضاء حاجياته الأنسانية ، من بول وغائط ، ولا يعود قادرا على طرد الذباب عن وجهه ، والتقلب في نومه ، فتحدث له قروح الفراش ، والحديث يطول ، فيحس الأنسان أنه ثقيل على كل من هم من حوله ، ويتمنى الرحمة بالموت ، بل ربما يتمناه له كل من حوله ...!!!
لقد امتحنني الله عز وجل بمرض قصير جدا ، عندما أصابتني جلطة دماغية خفيفة ، فقد احتضنني أخي في بيته ، لأكون قريبا من المستشفى عند الحاجة ، والتف أولادي وأولاد أخي يسهرون على راحتي وينامون حولي حتى عندما أحتاج الى شيء لا يتوانون عن فعله...!!!
ومرة في الليل أحسست أنني بحاجة الى الذهاب الى الحمام ، وأبت عليّ نفسي ايقاظ أحد لأتكئ عليه ، فتوكأت على العكاز وسرت الهويناء ، ولكن قدمي انزلقت في الحمام وسقطت ، وبدأت أكابد النهوض لوقت لا أدري طال أم قصر ريثما أعانني الله وخرجت ، وتلك التجربة البغيضة انحفرت في ذاكرتي ولن أنساها ، لما تعلمت من فضل الله على الأنسان ، وينكر الأنسان هذه النِعَم ولا يحس بها حتى يفقدها ، وتعلمت أن أردد مقولة ستي الله يرحمها ، اللهم لا تمتني الا وغبرة الطريق على قدمي ، فهل يستجيب لي الله كما استجاب لجدتي أم أمي ؟؟
وهل نحن بحاجة الى زغرودة تودع النعش أن مات الأنسان كريما وكل من حوله يتمنون له الحياة ؟؟
وهل هناك أبناء بررة في هذا الزمن ، ليكفوا آبائهم ذل المرض ؟؟
شاء الله وأن أدخل المستشفى لليلة واحدة ، لوجود ماء على رئتي ، وكان بجواري مريض ، أحسن الله ختامه ، لا يستطيع أن يقدم لنفسه خدمة واحدة ، فكانت زوجته وأبنته وأحد أبناءه يقضون النهار عنده ، ثم يأتي ابنه عطا الله ، متعه الله بصحته وعافيته ، ليسهر حوله طوال الليل ، وكانت طلبات المريض على كثرها وتلك عادة بالمرضى لما يشعرون من ضيق وحرج لا تتيح له أن يغمض جفنه بإغفاءة لثواني ، وكان يقوم على خدمته بإخلاص وتفاني شديدين ، دون أن يتأفف أو يرفع صوته ، بل هو دائم الطلب لرضى أبيه عليه ، ورغم انني عملت في المستشفيات بحكم مهنتي طويلا ، ولم يكن إحساسي بالمرض والمرضى وأنا عامل ، كما كان إحساسي وأنا مريض ، إلا وللأمانة اني لم أر مثل عطا الله هذا قط ، وهذا يوحي أن الدنيا بخير ، وأن البر لا يزال موجودا ، وبدرجات ..!!!
ان أرذل العمر ، والموت في عز الشباب موجودان ، فمن (مات بعزه مثل يوم عرسه) يترك حسرة وأسى ، ومن مات شيخا طاعنا فقد أزاح عن غيره حملا ثقيلا ، وخيرنا من طال عمره وحسن عمله ، حتى يلقى الله عز وجل بذخيرة وزاد كثيرين ، وأسوأنا من طال عمره وساء عمله ، فالكلب أكرم عند الله منه ، لأنه أخذ كل ما يحتاج وأكثر بكثير من العمر ليلقى الله بوجه وعمل حسنين ، ولكنه لم يفعل ..!!!
http://www4.0zz0.com/2010/03/27/12/668939012.jpg
الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة

http://turath.mo5ayam.com/vb/index.php
منتديات سنجل الباسلة
الموقع الشخصي للكاتب والباحث صالح صلاح شبانة
هذا الرابط لموقع شخصي وخاص ، وهو محاكاة للتراث الشعبي حسب وجهة نظر الكاتب ، وقد يطلق عليه التأريخ الأبداعي ، وهو يختص بتراث القرية الفلسطينية من وجهة نظر أهل سنجل ، أرجو وأتمنى منكم عدم حذف الرابط بذريعة قوانين المنتدى ، وأرجو من القوانين القفز عن هذا الرابط لما فيه من تواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني المهَجّرين ، ولكم التحية .


البر وأرذل العمر:بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
نشر في : فبراير 16, 2011
بالقسم : المقالات | كتابة تعليق

جدتي أم أمي أظن أنها انتقلت الى رحمة الله في سنة 1960 ، أو قبل ذلك ، فقد كنت طفلا لا أدري هل دخلت المدرسة أم لا ، وكانت بكامل صحتها وعافيتها ، ولم يقعدها المرض الا يوم أو بعض يوم قبل أن يسترد الله سبحانه وتعالى أمانته ، ويقبضها اليه ، وكنت أسمعها دائما تردد : (يا رب لا تموتني الا وغبرة الطريق على رجلي) ، فقد كانت تخاف من الوقوع بالمرض لسوء أخلاق زوجة خالي ، ولا تريد أن تمن عليها ، وسمعتها وهي توصي أمي وخالتي رحمهما الله أن تزغردان حال خروج جنازتها من البيت ، ولم تستطع امي تنفيذ الوصية ، ولكن زغرودة خالتي والتي كانت أكبر من أمي لا تزال تتردد في أذني …!!!
اللهم لا تردنا الى أرذل العمر ، دعاء أظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يردده ، مع ما يوجد في المرض من خير للمريض وفرصة للوقوف على الذنوب والخطايا والأستغفار ، والتوبة من الذنوب والآثام ، وأن المرض يُطهر الأنسان ، ويحرق سيئاته ويضاعف أجره وحسناته ، الا أنه مؤلم للنفس ، خصوصا عندما لا يستطيع الأنسان قضاء حاجياته الأنسانية ، من بول وغائط ، ولا يعود قادرا على طرد الذباب عن وجهه ، والتقلب في نومه ، فتحدث له قروح الفراش ، والحديث يطول ، فيحس الأنسان أنه ثقيل على كل من هم من حوله ، ويتمنى الرحمة بالموت ، بل ربما يتمناه له كل من حوله …!!!
لقد امتحنني الله عز وجل بمرض قصير جدا ، عندما أصابتني جلطة دماغية خفيفة ، فقد احتضنني أخي في بيته ، لأكون قريبا من المستشفى عند الحاجة ، والتف أولادي وأولاد أخي يسهرون على راحتي وينامون حولي حتى عندما أحتاج الى شيء لا يتوانون عن فعله…!!!
ومرة في الليل أحسست أنني بحاجة الى الذهاب الى الحمام ، وأبت عليّ نفسي ايقاظ أحد لأتكئ عليه ، فتوكأت على العكاز وسرت الهويناء ، ولكن قدمي انزلقت في الحمام وسقطت ، وبدأت أكابد النهوض لوقت لا أدري طال أم قصر ريثما أعانني الله وخرجت ، وتلك التجربة البغيضة انحفرت في ذاكرتي ولن أنساها ، لما تعلمت من فضل الله على الأنسان ، وينكر الأنسان هذه النِعَم ولا يحس بها حتى يفقدها ، وتعلمت أن أردد مقولة ستي الله يرحمها ، اللهم لا تمتني الا وغبرة الطريق على قدمي ، فهل يستجيب لي الله كما استجاب لجدتي أم أمي ؟؟
وهل نحن بحاجة الى زغرودة تودع النعش أن مات الأنسان كريما وكل من حوله يتمنون له الحياة ؟؟
وهل هناك أبناء بررة في هذا الزمن ، ليكفوا آبائهم ذل المرض ؟؟
شاء الله وأن أدخل المستشفى لليلة واحدة ، لوجود ماء على رئتي ، وكان بجواري مريض ، أحسن الله ختامه ، لا يستطيع أن يقدم لنفسه خدمة واحدة ، فكانت زوجته وأبنته وأحد أبناءه يقضون النهار عنده ، ثم يأتي ابنه عطا الله ، متعه الله بصحته وعافيته ، ليسهر حوله طوال الليل ، وكانت طلبات المريض على كثرها وتلك عادة بالمرضى لما يشعرون من ضيق وحرج لا تتيح له أن يغمض جفنه بإغفاءة لثواني ، وكان يقوم على خدمته بإخلاص وتفاني شديدين ، دون أن يتأفف أو يرفع صوته ، بل هو دائم الطلب لرضى أبيه عليه ، ورغم انني عملت في المستشفيات بحكم مهنتي طويلا ، ولم يكن إحساسي بالمرض والمرضى وأنا عامل ، كما كان إحساسي وأنا مريض ، إلا وللأمانة اني لم أر مثل عطا الله هذا قط ، وهذا يوحي أن الدنيا بخير ، وأن البر لا يزال موجودا ، وبدرجات ..!!!
ان أرذل العمر ، والموت في عز الشباب موجودان ، فمن (مات بعزه مثل يوم عرسه) يترك حسرة وأسى ، ومن مات شيخا طاعنا فقد أزاح عن غيره حملا ثقيلا ، وخيرنا من طال عمره وحسن عمله ، حتى يلقى الله عز وجل بذخيرة وزاد كثيرين ، وأسوأنا من طال عمره وساء عمله ، فالكلب أكرم عند الله منه ، لأنه أخذ كل ما يحتاج وأكثر بكثير من العمر ليلقى الله بوجه وعمل حسنين ، ولكنه لم يفعل ..!!!

http://turath.mo5ayam.com/vb/index.php
منتديات سنجل الباسلة
الموقع الشخصي للكاتب والباحث صالح صلاح شبانة
هذا الرابط لموقع شخصي وخاص ، وهو محاكاة للتراث الشعبي حسب وجهة نظر الكاتب ، وقد يطلق عليه التأريخ الأبداعي ، وهو يختص بتراث القرية الفلسطينية من وجهة نظر أهل سنجل ، أرجو وأتمنى منكم عدم حذف الرابط بذريعة قوانين المنتدى ، وأرجو من القوانين القفز عن هذا الرابط لما فيه من تواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني المهَجّرين ، ولكم التحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
البر وأرذل العمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 179- يا سنين العمر
» رحلة العمر
» مهما العمر......
» حوار الشيخ د ناصر العمر مع الصحفي الامريكي شبكة نمران الإسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
بطاقات الشهداء
 :: نصوص ومقالات
-
انتقل الى: