أماكن في القلب (1)
بقلم :الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
كانت اول مرة تطأ اقدامي بها ارض الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1989 وحتى سنة 1995 كنت أغادر امريكا لأخر مرة عائدا الى الأردن، طبعا بخفي حنين لأني فشلت بتكوين ثروة وفشلت باكتساب لغة، وفشلت في الحياة هناك والأندماج والأنصهار كما فعل اخوتي العرب من قبلي وبعدي، وفشلت حتى بتناول وجبة امريكية ما عدا (الهمبرغر) عند الحاجة الماسة، في حين لم اشرب قدحا من القهوة الأمريكية قط، ومجرد ما وضعت أول جرعة من تلك القهوة البغيضة في جوفي اقلعت عن شربها، وبالتالي أنا غير مدخن لذلك لم اجرب دخانهم ولا حشيشهم ولا هيرونهم .. وذهبت متحصنا بالدين، فلم تكن لي اي تجربة نسائية، فقد عصمنا الله عز وجل بفضله عن الفحشاء .. وبالتالي فقد ينطبق على جنابي المثل القائل (تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي)!!
من سنة 1995 حتى اليوم لم اكتب عن تجربتي في امريكا، ولكن مسلسل (اماكن في القلب ) الذي تم عرضه من على شاشة التلفزيون الأردني، وتابعته بشغف ورصدته بدقة دفعني الى نبش ذكرياتي القديمة على اساس انها قبل عقد من الزمان والعقد في حياة الشعوب يحمل كما هائلا من المتناقضات بين ما يكون وما كان.
امريكا بلاد الحلم للشباب، فأنت مهما بلغت من الفقر والحاجة يمكنك شراء بيت وتأثيثه بالأثاث الفاخر وشراء سيارة أو اكثر والعمل في اي مجال، والتعبير عن رايك بحرية دون خوف او وجل، وأمريكا حريصة على مواطنها، فهي تمد له مصاصة في وريد شعوب الأرض ليمص دمها ولا يبقي لغيره شيئا!! وأمريكا حريصة على سحق شعوب الأرض وتعبيد الطرقات بلحمهم المفروم حتى لا تتلف (صنبرصات) سيارة مواطن امريكي!!
ويحق للمواطن الأمريكي ان يحرق كل شعوب الأرض لغرض التسلية بمشاهدة هذه الشعوب تموت امامه وتتلاشى، ويعتبر ذلك من حقه، وتقوم الحكومات الأمريكية والأدارات المتتالية بفعل ذلك. والمواطن الأمريكي من اكثر شعوب الأرض سذاجة وتصديقا لوسائل الاعلام، لذلك نجد الصهيونية والماسونية تلعب به على هواها وتسيره لخدمة مصالحها فيكون سيد الأبيض العبد المطيع لأصغر خواجا يهودي!!
والشعب الأمريكي هو اكثر شعوب الأرض أمية، وحسب عدد سكانه، وقد نشر مرة على لسان وزير التربية والتعليم ان (60) من الشعب الأمريكي لا يقرأ ولا يكتب!! ولكنهم يعطون الجنسية الأمريكية والمال والسلطة ووسائل الراحة والرفاهية بلا حدود لأي عالم لا يجد الكفاف في بلده او ضحية الواسطة والمحسوبية والروتين او انه لا ينتمي لأسرة يدها طويلة ... ومليون أو، لغرفها جميعا، فيذهب الى امريكا ويصبح فيها المواطن المحترم وتتفجر عبقريته في خدمة امريكا بعد ان كان لا شيء في بلده!!
أذهب الى اي مستشفى تجد معظم اطباءه الكبار من الهنود الملونين والعرب وغيرهم وحتى في علم الذرة تجد العلماء المصريين، وفي الجيش تجد الجنرالات، فأمريكا اصلا بلاد المهاجرين، لأن سكانها الأصليين لا يوجد لهم مكان في الدولة. أمريكا حكاية كبيرة جدا، مهما قيل لك عنها، عندما تذهب اليها تكتشف بنفسك اشياء اخرى، وللكتابة عن مسلسل (أماكن في القلب) تحتاج الى سلسلة من المقالات على شكل عجالة تراعي بها قراء الجريدة الذين لا يقرأون المقالات الطويلة والدراسات الوافية .. وسأكتب ولا ادري كم سأكتب عن تجربتي الشخصية في الحياة الأمريكية، ولكني سأدع الباب مواربا، غير مفتوح كما انه غير مغلق تماما .. فكونوا معي.