أماكن في القلب (2)
بقلم :الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
في العدد الماضي اشرت الى مدخل لأحاديث قد تطول وقد تقصر عن الحياة في امريكا وعن تجربتي الشخصية في امريكا، جاعلا مسلسل اماكن في القلب الذي عرضه التلفزيون الأردني مؤخرا منطلقا لحركتي الأفقية والعامودية والدائرية، فسأتحدث عن الزواج، ان كان زواج الأمريكيين من بعضهم او زواج الحاجة والسعي الى الاقامة، والزواج المزعوم الذي يهدف الى اذابة الفوارق والمعتقدات، والعيش بثبات وصبيان وبنات !!
فالسيد بكر الشلتوني، أو هشام سليم الذي تزوج من (هيلين) او الممثلة شرين وانجب منها ابنة، تركته مع اول اتصال هاتفي من عشيقها السابق وتنازلت في المحكمة عن ابنتها، وعادت وطالبت بحضانتها بعد ثلاث سنوات او اكثر وحصلت على حضانتها وصارت تبتز طليقها، لأنه رفضها بعد ان تركته وفصمت عرى الزوجية المقدسة!! (فهيلين) لا تنظر للزواج على انه سكن ومودة كما كان بكر يعتقد، ومن الغبن ان يعيش امريكيان، زوج وزوجة العمر في رحلة زواج واحدة دون ان تكون له علاقات خارجية او زيجات اخرى، ولو اجريت احصائية عادلة لما وجد لمؤسسة الزواج من وجود في امريكا، وما يهمنا ان الجنسية الأمريكية طريقها من الـ «سيتي هول» حيث تم عقد الزواج الرسمي، ثم القيام باجراءات الاقامة. والعرب وغيرهم يعمدون الى هذا الأسلوب للاقامة الشرعية، ويقع الشباب في براثن زوجاتهم، فهي لا تعيش معه الى الأبد، وسيأتي يوم ما، وتطرده من رحمتها وتقف له بالباع والذراع، وتبتز امواله وبالتالي ابنه او ابنته يكون امريكيا وليس له صلة بأبيه او بقوم أبيه، اذا ان الأب على دين وعقيدة وأصل قومه، فكثيرون يسحبون دمهم العربي ويستبدلونه بالدم الأمريكي. وحتى اذا تذكر بلاده يذكرها بالقرف والاشمئزاز، ومرة استيقظ احدهم حزينا مكتئبا فسألناه (كفى الله الشر)؟ فقال انه (حلم) انه عاد الى بلاده.
الزيجة من امريكية طريقها محفوفة بالخطر والقضايا الخطيرة وقد شبهها احدهم بقوله (عندها قرطة رسن) وهو تشبيه بالدابة التي تربط ثم تقوم بقطع الحبل، أو الرسن بأسنهاها ثم تعود الى طبيعتها الوحشية، والمثل يقود الى الطباع في النفس التي لا تتغير وان بدت لك كذلك.
العرب وغيرهم من شعوب العالم قاطبة ينظرون الى الحياة في امريكا على انها سفينة نوح، سفينة النجاة من الغرق، ويذوبون في ذلك المجتمع المفتوح الذي لا يتدخل احد بشأن احد، في البلد الذي يتكلم اهله بالاخضر، فلا يعبد فيها الا الدولار!!
أظهر المسلسل بشاعة خطأ بكر الشلتوني الذي تزوج من هيلين التي تنظر الى الزواج كعلاقة جنسية يقوم بها من حضر دون النظر الى خصوصيتها وقدسيتها في عقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا، فهم ينظرون للأمر على انه عادي جدا، وننظر له على رأي يوسف وهبي (يا للهول، ياللهول) !!فكانت معاناته التي امتدت حتي آخر يوم في حياة هيلين، وكما حدث مع شباب أردنيين ان خالات الأولاد واقرباءهم من بعيد لحقوا بهم الى الأردن واستلوا الأولاد من تحت اسنانهم وهم ليسوا على كفاءة لتربية الأولاد، الا للاستفادة المادية التي تقدمها الحكومة والتي يتم ابتزازها .. وفي ملفات الصحف الأردنية عشرات من القضايا حتى انه علقت مرة على مقالة فا ستشهدت بالمثل الشعبي القائل ( يا باني في غير ديارك، لا الك ولا لأولادك). أنها قضية معقدة ضحاياها شباب يغرقون في الوحل الأمريكي ويغرقون اولادهم!!
