أماكن في القلب (4)
بقلم :الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
الأن نتحدث عن الانتخابات، فقد رأينا بكر الشلتوني او (مستر بيكر) وقد رشح نفسه لعضوية البلدية، وللحق والتاريخ فإن اعضاء البلدية في امريكا ليسوا كأعضاء البلدية في الأردن، ودون الخوض بالتفاصيل. البلدية في امريكا هي مركز الحكم والأمن والمال. فالعمدة هو رئيس الأمن، ولكل مدينة شرطتها وزيها وقوانينها النابعة من قوانين الولاية، ولكن لها استقلالها.
فرئيس البلدية هو حاكم يقوم بمقام رئيس الدولة في مدينته. ولو اخذنا مدينة نيويورك ستي مثلا فإنها تجني من (جورج واشنطن برج) الذي يصل بين ولايتي نيويورك ونيو جري نحو اربعة ملايين دولار يوميا، كرسوم دخول فقط عدى عن الجسور الأخرى والانفاق وغيرها اضافة الى ايرادات الحافلات والقطارات التي تعد بالملايين، وهذه اضافة الى موازناتها تكون تحت تصرف مجلس البلدية، فمنها تدفع الرواتب والأجور ورواتب (الشيسل سيكيوريتي) الأشبه مع عدم التشبيه بينها وبين فتات صندوق المعونة الوطني التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومواصفات المرشح ليست الخبرة والمعرفة والدراية، فهذه الأشياء يقوم بها الموظفون من وراء الستار، اما المرشح فيجب ان يكون وسيما وخفيف الدم وحلو اللسان، تعشقه اي امرأة من النظرة الأولى، كما حدث مع بيل كلينتون التي زادته قضية مونيكا نجاحا، ولو كان القانون الأمريكي يبيح اكثر من دورتين رئاسيتين لفاز كلينتون برئيس مدى الحياة!! ولكن منتخب.
والشعب الأمريكي شعب خبير بالانتخابات وهي مكلفة جدا ويقوم الشعب بتمويلها على عكس ما يحدث عندنا، فالقانون يتيح له ويسمح بجمع التبرعات، لذلك قد يصل فقير الى سدة الحكم، على العكس عندنا حيث رأس المال والقبض والدفع هما اللذان يتكلمان!
والولايات المتحدة في موسم انتخابي دائم، الرئاسة والكونجرس والبلدية ولكل انتخابات تقاليدها، وهي بالمناسبة بهيجة وممتعة وقد شاهدت كل انواعها وشاهدت لقاءات المرشحين مع الناس ومباريات الكلام، والأقدر على اثارة ودغدغة احاسيس الجماهير.
وفي الانتخابات معارك ضارية تصل الى كسر العظم اذا ما تجرأ وتقدم رجل مثل (مستر بيكر) ورشح نفسه، ورغم ان برنامجه امريكي بحت، فهو يتحدث عن مستقبل امريكا ولا علاقة له بالخدمات وتوصيل المياه والمجاري وتمديد الكهرباء وترقيع الشوارع وردم البلاليع ورش السيل بالمبيدات بعد استحالة رشه بالديزل لارتفاع اسعاره الخرافي!!
هناك برنامج لا يعني الناس كثيرا فخدماتهم لا تتأثر بتغيير رئيس بلدية او عضويتها او تغيير او تبديل حكومة، هناك مهرجان على رأي عبد الحليم الله يرحمه (ضحك وجد ولعب) وكما قلت فهي مناسبات بهيجة حتى المظاهرات هناك شيء ممتع وبهيج.
ولقد رأينا بيكر يخسر الفوز المتوقع مع انه كان مرشح الأقليات وكان يبدو على ثقة من الفوز اذ يحتكم الناس الى صندوق الانتخابات ومع ذلك يسقط بيكر فقط لأنه عربي مسلم .. وقد كانت التعبئة على اشدها ضد العرب والمسلمين، وان كانوا الاكثر تعرضا للأذى بسبب عدائهم لليهود، واليهود هم الرؤوس المفكرة والمدبرة، هم اصحاب السيادة والريادة وهم الذين يشعلون امريكا بعود من الثقاب أو شرارة متى يشاؤون .. وأولئك القوم وان كانوا يعادون العالم بأكمله، فانهم يعادون العرب والمسلمين بشكل خاص لحساسية الوضع ولقضية فلسطين التاريخية وترسباتها الكثيفة. الانتخابات هي مسرحيات استعراضية بهيجة ولا يهم من يصل او لا يصل، مادام المواطن يحصل على حقوقه كاملة وخدماته، وحريته طبعا فليهنأ اصحاب الشكليات بها!!
