سواليف قاضي معزول
تأليف سعاده عوده أبو عراق
28- بودي غارد
البودي غارد ، هذا المصلح الداخل علينا مع رجال الأعمال ، إللي هم بحاجة للحراسة الدايمة خوف من السرقة والخطف أو القتل والابتزاز ، هذا الزلمة ممكن يشبه القبضاي، لأن القبضاي كان شجاع وقوي بيقبض ع الحرامية ، ممكن يكون هناك مشتركات بينهم في الشكل والشخصية ، عضلات الصدر والكتاف ، والحركات الاستعراضية إللي كان يعملها أبو عنتر ، والمخ الفاضي والتفكير السطحي ،وتنفيذ الأوامر بحرفيتها ، هذا القبضاي إللي كان يلبس اللفحة صار (البدي غارد )حالق راسه بالشفرة ولابس نظارة سودة مغطية نص وجهة ، والغموض في وقفته وحركته ، وموقف الاستعداد وهو فارد صدره وحاطط إيده على خصرة ، لباسة المهندم والنظيف ، وتهذيبه المفتعل جدا ، لكن ما كسب السمعة الطيبة مثل الفبضاي.
هذي الشخصية بتختلف حسب أهمية الشخصية إللي بتحرسها ، فلما يكون مع رجل أعمال بتطلّع على الحرمية ، وبكون معاه مطوى ، لأنه الحرامي بهاجم مباشرة ، أما إذا كان مع سياسيين ووزرا ، فبتكون عنيه وذنيه اربعة على أربعة لأنه الاغتيال بكون من واحد متخبي ، لذلك بكون تحت الحزام مسدس مليان ، أما لو كان بودي غارد لأبن الرئيس فبكون انتباهه غير طبيعي ، واستعداده في أعلى درجة ، وحركة سريعة ، ومبادرته فعالة ، وبشوف الكل أعداء ، لازم يهاجمهم قبل ما يهاجموه.
قصتنا اليوم عن بدي غارد لأبن الرئيس ، يعني المهمة استثنائية ، يعني أخطر مهمة في الدولة ، خاصة إنه إبن الرئيس ومرشح يكون الرئيس ، بعد طولة عمر أبوه ، البودي غارد فاهم لعبة التوريث الماشية في العالم العربي ، لذلك عايز يثبت جدارته للرئيس ، وعاوز يكسب ثقة الأبن البرنس ، يعني بفكر في المستقبل عشان يحمله للوزارة ، أو ع القليلة يخليه قريب منه ، عشان هيك بتصرف بشكل مبالغ فيه ، وبقدر ما هو خايف يغلط ويدفع الثمن وتنهار طموحاته ، بقدر ما هو عايز يبين قدرته ومهارته ويكسب رصيد عند الرئيس .
وأخونا هاذ مثل كل بودي غارد ، مش معروف وجهه ، مش معروف اسمه ، مش معروف منين هو ، ممنوع يكون له أصحاب ، خوف واحد يلعب براسه ، لكن له اسم حركي ، البدلة بدها تتفزر عليه ، حامل أكثر من سلاح تحت أباطه وفي جيوبه ، راسه محلوق مثل الممثل كوجاك ، ما عنده يمّا ارحميني ، إيده والهواه ، وخاصة إنه عليه حماية قانونية ، مثل أفراد بلاك ووتر ، ما بنسأل عن أي تجاوز عمله حتى لو قتل واحد أو أكثر ،لأنه إذا ما تصرف بسرعة وسبق الأحداث ، ممكن تصير كارثة .
المهم إنه هذا البودي غارد صار معروف عند كل الناس إنه إللي معاه هو إبن الرئيس ، يعني لا فيه ولا في حراسته ، بوخذ ابن الرئيس ع منتزه بيعمل توتر في كل المنتزه ، ومثلها لو أخذه على مدينة ألعاب أو مطعم أوكزدرة في الشارع أو لما يوخذه عند دار جده ، عندها كل الحارة بتعرف ، هذا الغبا اللي موجود عنده ما انتبه له الرئيس ، ولا انتبه إنه ما بفكر أكثر من المطلوب منه .
اليوم كان الرئيس رايح يزور مناطق ريفية جبلية ، طرقها وعرة وضيقة ومش معبدة ، في نص الطريق وهو طالع شوي شوي ومبسوط اتصل بالخلوي مع ابنه ، وقال له بحنان وين إنت يا بابا ، قال مع عبده ، رايحين نشم الهوا ، وبعدين بدنا نروح ع المطعم نوكل همبرغر ، قال له صحتين وعافية يا بابا ، أنا قريب من المنطقة إللي انتو فيها ، إذا بدك شي إحكي معي ، باسه ع التلفون وقال له باي ،وظلت الأبتسامة على وجهه مدة ، وظل الرئيس طالع بموكبه ،إللي مكون من ثلاث سيارات وحدة للصحافة وثنتين حراسة ، والرئيس مبسوط إنه راح يزور قرى نائية ويشوف ناس عايشين على طبيعتهم ، لكن الطريق ما تصور إنها تكون هيك ،وفكر إنه يلفت نظر وزير الأشغال حتى يهتم فيها أكثر.
أما عبده البودي غارد فميل على استراحة قريبة وطلب مشاوي إله وللسايق وطلب للولد همبرغر ، لكن قرّف صاحب المطعم حياته ، فتش وفحص اللحمة والخبز والملح والمية والزيت والجوارير وحصر حركة العمال وأخذ الخلويات منهم خوف يتصلوا مع حدا، ابعد الزباين أو طردهم بحجة الأمن ، وقعد في في الاستراحة ثلاث ساعات ، ولما طلع ما دفع شي لكن أخذ منه فاتورة بمية وخمسين دينار سجلهم على مصروفات القصر، في هذا الوقت انتهت زيارة الرئيس ،إللي اتصل بإبنه وهو نازل الطريق ، واتطمن عليه بكلمتين ثلاث ، وسكر التلفون ، لكن سيارة الحراسة إلخلفية ، فلت بريكها ، وفقد الشوفير السيطرة عليها ، فضربت بسيارة الصحافة وسيارة الصحافة ضربت بسيارة الرئيس وسيارة الرئس ضربت بسيارة الحرس الأولى ، لأن الطريق ترابية ما مسكت البريكات بالمرة ، وكلهن جنحن وسقطن في الواد ، مثل حبات المسبحة.
إبن الرئيس بعد ما أكل وشرب ، زحم ، لكن وين بده يعملها ، مش متعود يعملها قدام حدا ، فراح عبده يدوّر له على مكان فيه حمامات ، تذكر إنه هناك مركز دفاع مدني مش بعيد ، قال للشوفير روح عليه بسرعة ، وكل ما صرّ الولد على حاله يقول للشوفير بسرعة يا زفت ، اسرع لا تستنى حدا ، إدهس ولا يهمك ، في هذا الوقت كان كل الموكب في الواد ، كل واحد بيحاول يطلع من السيارة ، وبحاول ينقذ غيرة ، كان بينهم ميتين وبينهم اصابات خطيرة وفي ناس إصاباتهم طفيفة ، اتصلوا مع مدير الدفاع المدني وقالوا لهم الرئيس اصابته خطيرة قام اتصل مع أقرب مركز دفاع مدني ، الخبر وصل بسرعة ، قام الرائد مدير المركز بتحريك سيارة انقاذ وسيارة إسعاف وإطفائية وقالوا لهم بسرعة ، طبعا كانت جاهزيتهم عالية، وما بدها تطلع من الباب إلا سيارة إبن الرئيس جاية بسرعة جنونبة ، ومخالفة اتجاه السير ، وتصادمت مع أول سيارة ع الباب ، وقتيها نزلوا شوفيرية سيارات الأنقاذ والإطفاء والإسعاف يشوفوا شو صار ، ولما البودي غارد شاف إبن الرئيس مصاب جن جنونه ، شاف ورا هذا الحادث مؤامرة انقلاب ، وخاصة لما شافهم داشعين علية ، عندها ، نزل وطال مسدسة وبلش يطخ فيهم واحد واحد ، مدير المركز والشوفرية وماتوا كلهم حتى ما ظل واحد ينقذ إبن الرئيس المفتوح راسه .
الصاحيين في الموكب إللي تدهور ، صاروا ينادوا من قاع الواد بخلوياتهم مدير الدفاع المدني والمستشقيات والجيش والشرطة ، الرئيس في خطر ،الرئيس تصفى دمه ، الرئيس بده يموت ، مدير الدفاع المدني فقد اتصاله مع المركزالأول ، اتصل مع مركز ثاني، المركز الثاني حرك سياراته لكن كان بدة ساعة ، ساعة ونص تيصل ، وما وصلوا إلا الرئيس ميت ، وما راحوا يشوفوا شو قصة المركز الأول حتى وجدوا إبن الرئيس ميت ، لكن البودي غارد كان يفتخر ويتبجح قدام الصحفيين ، ويقول إنه استطاع يمنع الانقلاب ويقتل المتمردين ، لكن ما قدر يمنع عزرائيل ، لأنها مش من مهماته .
