سواليف قاضي معزول
تأليف : سعاده عوده أبو عراق
16- وين الكنز
كان واحد شغيل يومية ، رايح يشتغل عند واحد يحفر أساسات لبيت صغير ، او هو عبارة عن غرفة إضافية للبيت القديم ، في قرية بجهات عجلون ، فيها أثارات كثيرة ، والإشاعات عن الذهب المدفون تحت الأرض ميخذ عقل الناس ، وكل م شافوا واحد بيشتغل بأرضة بقولوا بحفر ع الذهب ، وكل ما سمعوا عن واحد غريب اشترى أرض بيقولوا اشترى الأرض إللي فيها الذهب ، وكل الأراضي اللي كانت بجنب سكة الحديد انباعت بأسعار هبل ، وكل ما شافوا جرافة بتجرف في الطريق بيقولوا الحكومة بتدوّر ع الذهب ، أما إذا بينت مغارة أو شقاف أثناء الحفر الكل بأكد لك إنهم وجدوا ثمانية صناديق ذهب، ودايما ثمانية ، وكمان طيارة هليوكبتر نزلت في الموقع وأخذت الصناديق وراحت .
هذا العامل وهو بيحفر بالأساسات كان بيفكر بالكنوزالمدفونة ، وبتمنى من ربة يلقالة شوية ذهب ، ومن معلوماته إللي بيقولوها الناس ، إنه الكنز بيكون حواليه تراب رملي ناعم ، فعشان هيك كان يحفر شوي شوي ، كانت تلاقيه حجار أثرية ودبش وما يصدق وهو يخلعها ، وكل ما قلع حجر من مطرحة بيتوقع يلاقي الكنز تحته .
المهم وهو يحفر وجد شوية تراب ناعم ، الفاس دخلت بسهولة ، وظربت في إشي بطب ، كأنه جرة ، قال إجت وألله جابها ، صار يزيح التراب بإيديه شوي شوي ، حتى بينت طرف جرة ، وقتيها صار قلبه يدق وارتفع ضغطة ، وما دري شو بده يساوي ، قام أخزى الشيطان ، وراح قعد شرب مي ، وطال هـ السجارة وولعها وصار يمج عليها ، ويهدّي من أعصابة ، حتى يفكركيف يتصرف مليح ، فكر بالمشاريع إللي بده يساويها ، والأشياء المحروم منها ، والنعمة إللي راح تهبط علية ، وفكر بسعر غرام الذهب ، بس هذا مش ذهب عيار 21 أو عيار 18 ، هذا ذهب اثري ، إذا ماكنش عسملي بيكون روماني ، فكر كيف بده يبيع هذا الذهب القديم ، ولمين بده يبيعة ، ولو عرفت الحكومة فيه شو بده يساوي ، بحبسوه ويوخذوه منه ، وما بيفيده شي .
المهم بعد ما تريح نزل وصار يحفر بالهداوة على الجرة حتى أخرجها سليمة مية المية ، صار يطلع حواليه ، إن كان حدا شافه أو مشتلك عليه ، أو جاي عندة ، اطمن وبلّش يفرغ التراب من الجرة ، كل ما نزّل شوية كان يقول يمكن تحت ، حتى فرّغ الجرة كلها من التراب ، وما لقي ولا نكلة ، الزلمة مثل واحد كب عليه سطل ميّ ، أو كأنه خسر كنز ماسكه فعلا بين إيديه ، كل الأحلام إللي كان يحلم فيها قبل شوي تبخرت ، ومن القهر ظربها بالفاس وكسرها فتافيت ، وما ظل معاه حيل يشتغل ، حط الفاس والمجرفة والقفة وصفن مبهوت ، وما دري قديش قعد ، وما فاق إلا على صاحب البيت جاي ، وشافه بها الحالة , وشاف الجرة مكسرة ، صاحب البيت ، دارت براسه فكرة ، وتصور إللي صار ، واطلّع على العامل بنظرة شك ، وقال له إلقيت الكنز ، قام قال له وهو مهدود حيلة ، أنو كنز ؟ قام قرّب عليه وشده من خناقة وقال له ، لا تسحبها علي هذه الجرة شو كان فيها ، وليش كاسرها ؟ قال له والله طلعتها ولقيتها فارغة وكسرتها ، قال له وليش كسرتها ، قال له ما بعرف ، قال له ما بتعرف ؟، وين وديت الذهب إللي كان فيها ؟ قال ما لقيت ذهب ، كانت مليانة تراب ، قال له بدك تخلق الذهب مثل الله ما خلقك ، قال له والله ما لقيت ذهب ، طال مسدس من تحت حزامه وقال له ، شايف هذا إللي حفرته ، راح أخيليه قبرك ، قال له دخيلك ، والله ما لقيت ولا نكلة ، قال لو تحلف ع شباك النبي ما بصدقك ، احسن لك جيب الذهبات ، وأنا راح أعطيك منهم ، قال له لو لقيت ذهب كنت أخذتهم كلهم وهربت .
المهم قال له وهو مادد عليه الفرد : أطلع قدامي اطلع ، والله ما بخليك تنفد فيهم ، طِلع المسكين ، وقال له دير ظهرك ، وربط إيديه لورا ، وقال له أمشي قدامي ، وسنّدوا الاثنين على الوعر ، على المغارة ، وهناك ربط رجليه وحبسه فيها .
مبين إنه في ناس شافتهم ، راحوا فزعوا على الشرطة وقالوا لهم ، واحد سايق واحد وبده يذبحه براس الوعر ،الشرطة إجت طوقوا الدار وسندوا ع المغارة ، مسكوا الاثنين وأخذوهم ع المخفر وحققوا معهم وحولوهم ع النيابة ، وهناك فهموا الصافي، واطلقوا سراح المسكين ، وحطوا هذاك في الحبس بتهمة التهديد بالقتل ، ولأنه بيبني بدون رخصة .
بعد اسبوعين صارت الناس تحكي وتحلف أيمان ، وبعضهم حلف بالطلاق إن الشغيل لاقى كنز ذهب ، معبا في ثماني جرارذهب ، بس طالهم ماشاف إلا وطيارة هليوكبتر نازلة عليه واخذت الجرار الثمانية وطارت .
في واحد صاح ، دايما طيارة هليو كبتر بتيجي ع الميعاد وبتوخذ صناديق الذهب ؟
رد عليه واحد ثاني مش داخلة براسه هالخريفة : وكيف بدهم ينهوا القصة...؟