لطائف ــ 52
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
شذرات حكمة :
من كليلة ودمنة نقتطف هذه الشذرات :
• إن كان الغضب عن غير سبب ، انقطع الرجاء لأن العلة إذا كانت المعتبة في ورودها ، كان الرجاء بأصدارها ، تذهب أحيانا وتوجد أحيانا ، والباطل قائم غير مفقود ...!!!
• من التمس الرخصة من الإخوان عند المشاورة ، والأطباء عند المرض ، والفقهاء عند الشبهة ، فقد أخطأ الرأي وزاد في المرض ، واحتمل الوزر ...!!!
• إنه ليس للمصلي في صلاته ، ولا للمتصدق في صدقته ، ولا للورع في ورعه مثل المجاهد في نفسه ساعة من نهار إذا كان محقا ، وكان عدوه مبطلا ، فأنه من ذلك على أمرين ، يستيقن منهما الأخيار ، إن قتل فالجنة ، وإن انقتل فأجر وظفر ...!!!
• ما صاحب السلطان فيما يتخوف من بوادره عندما يرقي أهل البغي إليه إلا كمجاور من الحية في بيته ، والأسد في عرينه ، والسابح في الماء الذي فيه التماسيح ، لا يدري متى يهيج به بعضهم ...!!!
• ليس بأهلك من السلطان ممن كان كذلك المستشار الخؤون ، ولا خير في الكلام إلا مع الفعل ، ولا في الفقه إلا مع الورع ، ولا في الصدقة إلا مع النيّة ، ولا في المنظر إلا مع المخبر ، ولا في المال إلا مع الجود ، ولا في الحياة إلا مع الصحة والسرور والأمن..!!
محتالة :
قال شاب : مررت بامرأة عجوز تبكي وتلطم وجهها ، فسألتها : ما الخبر ؟؟ قالت : بيدي أسورة من الذهب ، وفيما أنظر في هذا البئر وقعت من يدي ..!!!
فقال : عندما سمعت كلامها ظننته صدقا ، فنزعت ثيابي ونزلت إلى البئر ، أفتش عنها ، وبذلت جهدا ، ولكن دون جدوى ..!!
وعندما يأست خرجت لم أجد ثيابي ، لأنها احتالت عليّ لتسرق ثيابي ، وذهبت إلى منزلي عريانا ، ولسان حالي يقول :
عجوز السوء لا يُرّحم صباها ، ولا يغفر لها في يوم موتِ
تقود من السياسة ألف بغل ، إذا نفروا بخيط العنكبوت !!!
ولتقريب المسألة للأذهان ، معروف في المثل الشعبي قوله : (إذا شفت بغل ميت لا تقربه ، لأنه ممكن أن يرفسك وهو ميّت) ، وذلك للؤم البغل وسوء طباعه ، كما أن الله عز وجل قال في محكم كتابه العزيز : [وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت]، فكيف بعد ما بينّا تقود العجوز الف بغل نافر بخيط العنكبوت ؟؟ إنها بلاغة اللغة العربية المقدّسة ، لغة القرآن الكريم ..!!!
الحافي :
قال بشر بن الحرث الحافي :
أتيت باب صديق لي ، فدققت الباب ، فقيل لي : مَنّ ؟؟ قلت : بشر الحافي ، فقالت بنية من داخل الدار : لو اشتريت نعلا بدرهمين ، ذهب عنك هذا الاسم ...!!!
دعاء:
حدث خصام بين رجل وزوجتيه ، فقالت له : لأدعون الله عليك ، قال : قد دعوته على الحجاج ، فما زادت رقبته إلا غلظا ...!!!
ملابس :
دخل رجل أعمى يغتسل في النهر ، دون أن يخلع ملابسه ، فابتلت عليه ، فقيل له : لو خلعت ملابسك حتى لا تبتل عليك ، فقال : تبتل عليّ، خير لدي من أن تجف على غيري..!!
عفاف :
قال أعرابي : عشقت أمرأة من طيء ، فكانت تظهر لي مودة ، فو الله ما جرى بيني وبينها من ريبة ، غير أنني رأيت بياض كفها ليلة ، فوضعت كفي على كفها ، فقالت : مه ، لا تفسد ما صلح ، فارفضضت والله عرقا من قولها ، فو الله ما عدت لذلك أبدا ...!!!
كليليات :
والآن مع هذه الطائفة من كليلة ودمنه :
• إن السلطان إذا كان صالحا ووزراؤه غير صالحين ، قل خيره على الناس ، وامتنع منهم فلم يجتر عليه أحد ، ولم يدنُ منه ، كالماء الصافي الطيب الذي فيه التماسيح فلا يستطيع الرجل دخوله ، وإن كان سابحا واليه محتاجا ، وإنما حلية الملوك وزينتهم قرابينهم الخاصة والمقربون أن يكثروا ويصلحوا ...!!!
• ليس ينبغي للعاقل أن يغتر بصلح العدو ومصاحبته ، فأنه يكون كصاحب الحية ، الذي وجدها وقد أصابها البرد فأخفاها بكمه، فلما دفئ النهار عليها ، ووجدت سخونة الثياب تحركت فنهشته ، فقال لها : أهذه مكافأتي على جميل فعلي بك وصنيعي اليكِ ؟؟ فقالت له : هذا لي دأب وعادة ، وخلق وطباع ، وأحمق الناس المريد إزالة شيء عن أصله وعادته ، إلى غير أسهِ وجوهره ، ولا يستأنس العاقل إلى عدوه الأريب ، بل ما يستوحش منه أكثر ...!!!
• ليس من عداوة الجوهر صلح، إلا ريثما يعود من العداوة ، وليس بصلح العدو بموثوق ، به ، ولا مركون إليه ، إن الماء إذا أسخن بالنار وأطيل إسخانه ، ولم يمنع ذلك من إطفاء النار ، إذا صب عليها ، ولا تمنعه سخونته من الرجوع إلى أصل جوهره ...!!!
• ما أرى التُبّع والأهل والأخوان إلا مع المال ، ولا تظهر المروءة والرأي والمودة إلا به ، فإني وجدت من لا مال له ، إذا أراد أن يتناول أمرا ، قعد به عنده العُدَم ، كالماء الذي يبقى في الأودية من مطر الصيف ، فلا هو إلى بحر ولا إلى نهر ، فيبقى في مكانه لأنه لا مادة له ...!!!!