لطائف ــ 55
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
النشرة الجوية :
لو على فرض استمعنا إلى أحد النحويين وهو يقرأ نشرة جوية ، فماذا يقول ذلك المذيع ؟؟
في هذه الليلة سوف (تسّمَحِق) السماء ، وتشتد الريح ، ويصاحبها (الركامي المزني) ، وبين حين وآخر ستظهر موجات من (الركامي الطبقي ) ، أما في الغد فيتوقع المتنبيء الجوي تحسن الجو ، وظهور الرباب ...!!!
ولكن ما معنى تسمحق ، والركامي المزني ، والركام الطبقي ، والرباب ؟؟
نقول : السمحاق : سحب رقيقة بيضاء اللون ، تنذر بحدوث رياح وعواصف رعدية خلال بضع ساعات من ظهورها ، والركامي المزني : غيوم على ارتفاعات عالية يصحبها برق ورعد ووابل من المطر ، والركامي الطبقي : غيوم تتميز بالبقع النيرة والمظلمة ، مشيرة إلى عدم استقرار الجو ، والرباب : غيوم متوسطة الارتفاع تدل على استقرار الهواء في طبقات الجو الوسطى ، ونضيف مصطلح آخر لم يقع في نشرة صديقنا النحوي ، وهو : (الرهج) ، والرهج يعني الغيوم التي لا ترتفع عن سطح الأرض إلا قليلاً ، لونها رمادي ، والرهج يتكون عند استقرار الجو ...!!!
الأخوة الصالحة :
جرى بين الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) وبين أخيه محمد بن الحنفية كلام ، فانصرفا متغاضبين ، ولمّا وصل ابن الحنفية إلى منزله أخذ رقعة وكتب عليها : (من محمد بن علي ابن أبي طالب، إلى أخيه الحسين ، أما بعد ، فإن لك شرفا لا أبلغه ـ كونه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وفضلا لا أدركه، فإذا قرأت كتابي هذا، فالبس رداءك وسر إلي وترضني ، وإياك أن أكون سابقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني ...!!!
فلما قرأ الحسين الكتاب ، لبس رداءه وقصد أخاه وترضاه ...!!!
أبناء الأدب :
يحكى أن أحدهم كان عند رجل من ولاة الشرطة ، ويقال أن الوالي كان الحجاج ، المهم : جيء له بشابين ، فسأل أحدهما : مَن أبوك ؟؟فأجاب :
أنا ابن الذي لا يُنزل الدهر قدره ، وإن نزلت يوما سوف تعودُ
ترى الناس أفواجا على باب داره ، فمنهم قيِّم وحولها قعودُ
فقال الوالي : يبدو أن أباه كريم مضياف ..!!
ثم قال للآخر : مَن أبوك ؟؟ فأجاب :
أنا إبن مَن ذلت الرقاب له ، ما بين مخزومها وهاشمها
خانعة أذعنت لطاعته ، يأخذ من مالها ومن دمها ..!!
فقال الوالي : وما أبوه إلا شجاع مقدام، ثم عفا عنهما ، فلمّا انصرفا قلت للوالي : أما الأول فكان أبوه فوالا ، أي بائع فول ، وأما الثاني فكان أبوه حجاما ، أي حلاقا ، ويتعاطى العلاج ...!!! عندئذ قال الوالي :
كن إبن من شئت واكتسب أدبا ، يغنيك مضمونه عن النسبِ
إن الفتى من يقول هذا أنا ، ليس الفتى من يقول كان أبي
وفي رواية كانوا ثلاثة ، وكان الحجاج أعور العين ، فأراد أحدهما أن يبصق ، فقال له : لا تبصق إلا في مكان لا يحيا إلا يوم القيامة ، فبحث الفتى حوله ، ولم يجد إلا عين الحجاج ، فبصق بها ، فسر الحجاج من فصاحته ، وعفا عنه ...!!
وإن صدقت هذه الحكاية ، فقد كان الحجاج يستحق المكانة الذي وصل إليها ، وإن الظلم الذي اشتهر به سببه الناس ، وهو كقائد حازم يدير بلاد كثيرة الفتن والقلاقل ، ولا يستقر الأمر إلا بالشدة ، استدعى منه أن يكون في غاية الشدة والجبروت ..!!
وهذه وجهة نظر خاصة جدا ...!!!
قرين الشيطان
كان الفضل بن الربيع جميل المنظر خفيف الظل والروح ، وكان الفرج الرخجي دميما قبيحا ، وبينما كانا يتجولان في مكة ، أبصرا امرأة حسناء ، فسألها الفضل : ألكِ زوج ؟؟ قالت : لا ، فقال : أترغبين بزوج من أصحاب أمير المؤمنين ؟؟ قالت : ومن يكون ؟؟ فأشار الفضل إلى الفرج ..!! فقالت : أتقرأ كتاب الله ؟؟ قال : نعم ، قالت : أتؤمن به ؟؟ قال نعم ، قالت : فأن الله تعالى يقول : (ومن يكون له الشيطان قرينا ، فساء قرينا ، فضحك الفضل ، ولمّا دخل على الرشيد أخبره بالأمر ، أمر بإحضارها ، ولمّا أعجب بها تزوجها ..!!!