لطائف ــ 57
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
• قال أحد الصالحين : لا يعرف نفسه مَن صحِبَته شهوته ، ولا يفلح من احتجب بشيء من غفلة أو عجب ، كيف يحتجب زاهد بزهده وهو يعلم أن الدنيا كلها متاع قليل .. فكم له من ذلك القليل ؟؟ وفي أي قدر منه زهد ؟؟ وكيف يحتجب عابد بعبادته ، وهو يعلم مِنة الله عليه ، فيما وفقه إليه من عبادته ؟؟ ، وكيف يحتجب عالم بعلمه وهو إذا سأل نفسه : كم علم فيما عَلِم؟ وكم عمل فيما علم ، لاذت بالصمت وغلبها الخوف والحياء .. طوبى لِمَن كان همّه همّا واحدا ، ولم يشغل قلبه بشيء يعيقه عن ابتغاء الآخرة ..!!
• ذكر عبد الملك بن عبد الحميد الميموني وهو يحدث عن الأمام أحمد بن حنبل فقال :
ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف ثوبا ، ولا أشد تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وبدنه ، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ...!!
هل يقرأ هذا ويعلمه من يبدعون الزهد والتقوى ، وينسون أن الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ؟؟؟!!!
• قال حميد الطويل ، وهو من التابعين الثقاة لسليمان بن علي وهو والي البصرة آنذاك يعظه : لئن كنت إذا عصيت ربك ظننت أنه يراك ، فلقد اجترأت على أمر عظيم ، ولئن ظننت أنه ..لا يراك ..لقد كفرت ...!!!
• سورة مريم : في سورة مريم ، وعند قوله تعالى ، متحدثا عن عيسى عليه السلام : [إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا] إلى قوله تعالى : [... ويوم أبعث حيا] ...يشير عدد الكلمات التي قالها عيسى عليه السلام متحدثا عن نفسه إلى (33) كلمة بالضبط ، وتنتهي الآية الأخيره برقم (33) أيضا وفي هذه إشارة إلى عمر سيدنا عيسى عليه السلام ، يوم رفعه الله إليه ، ويجب أن نلحظ أن كلمة (قال) في بداية الآيات ، ليست من كلام عيسى عليه السلام .. !!!
رياض الحكمة :
• وكم رأينا من رجال ودولة ، فبادروا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علا شرفاتها ، رجال فبادوا والجبالُ جبالُ
• أين الملوك التي عن حظها غفلت ، حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
تلك المدائن بالآفاق خالية ، أمست خلاء وذاق الموت بانيها
• ونهاية الدنيا وغاية أهلها ، ملك يزول وستر قوم يُهتَكُ
تحلو فتعقب غصة ومرارة ، وتحبُ وهي بنا تصولُ وتفتِكُ
• الجار قبل الدار :
أي إذا أردت شراء دار ، فسل عن الجوار قبل الشراء ، وفي أخبار أبي الأسود الدؤلي كما ورد في أغاني الأصفهاني ، أنه كان له جار من رهطه ، ومنزل أبي الأسود يومئذٍ في بني الديل ، فأولع جاره برميه بالحجارة كل ما أمسى ، فيؤذيه ، فشكا أبو الأسود ذلك إلى قومه وغيرهم ، فكلموه ولاموه ، فكان ما اعتذر به إليهم أنه قال : لست أرميه ، وانما يرميه الله لقطعه للرحم ، وسرعته إلى الظلم في بخله بماله ...!!!
فقال أبو الأسود : والله ما أجاور رجلا يقطع رحمي ويكذب على ربي ، فباع داره ، واشترى دارا في هذيل ، فقيل له : يا أبا الأسود ، بعت دارك ..؟؟
فقال : لم أبع داري ، ولكن بعت جاري ، وقال :
وما قُرْبُ مولى السوءِ إلا كبعده ، بل البعدُ خيرٌ من عدو تُصاقِبُه