لطائف ــ 58
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
أقوال في التراث :
قال إسماعيل اليوسف في كتابه (الجامع في الأمثال العاميّة الفلسطينية) :
إن الأمة لا ترقى إلى العمران أو تتألف لها لغة إلا وهي تنطق بالأمثال ، لأنها غرس الحكمة ، ونبت الخبرة ، ومقياس الأدب ...!!!
• أثقل من دم البق : مثل يقال بدم البق حيث معروف بنتن الرائحة ، ويضرب للثقيل الذي تضج الكائنات من ثقل ظله ، وقيل فيه شعرا :
أنت للدرفيل أقربُ ، أبدا للبق تنتسبُ
فيك للتمساح قربى ، والسحالي فيك ترغبُ
دمك البارد نتنٌ ، ريحه للمرء يعطبُ
• يقول المثل الشعبي : (إحذر من الصاحب الغدّار ، في الإيد الشمال حلوه ، وفي الإيد اليمين نار) ، وقد قال ابن المقفع في الأدب الكبير :
[ إذا أقبل إليك مقبل بوده ، فسَرّك ألا يدبر عنك ، فلا تنعم الإقبال والتفتح له ، والأهتمام به ، فإن الإنسان طبع على ضرائب لؤم، فمن شأنه أن يرحل عمن لَصِقَ به ، ويلصق بمن رحل عنه ، إلا من حَفِظ بالأدب نفسه ، وكابر طبعه ] ، وقال : (سوء الأصدقاء أضر من بُغض الأعداء)...!!!
• أحفر بير وطم بير ولا تعطل أجير) : وهذا مثل قديم من أمثال المولدين ، أورده الميداني بلفظه في (مجمع الأمثال) ، وهو من الأمثال التي تحض على العمل ، وعلى مكافحة البطالة ...!!!
• أحفظ من كلب :
والكلب معروف بوفائه في المحافظة على صاحبه ، فهو يحفظه ويحرسه ، وإن أهانه أو ضربه ، كما أنه لا يترك صاحبه ، وإن وجد عيشا أفضل عند غيره ، وقال الشاعر :
تخيرََّت من الأخلاق ، ما يفي عن الكلبِ
فإن الكلبَ مجبولٌ ، على النصرةِ والذَّبِ
ومن يحفظ العهد ، ويحمي عرصَةَ الدربِ
• يقول المثل : (إحنا في التفكير ، والرب في التدبير) ، فالله سبحانه وتعالى دبَّر لنا أمور الحياة الدنيا ، وقسم لنا فيها الأرزاق ، وحدد فيها الأعمار والآجال ، وكتب لنا كل ما يصيبنا ، حتى وخزة الشوكة ، وأمرنا بعبادته والسعي في مناكب الأرض ، ورمي أحمالنا عليه ، حتى مريم العذراء أنطق لها الطفل الرضيع ، وبرأ عرضها الطاهر من ألسنة الحاقدين ، ولم ينزل لها الرطب إلا إذا هزّت النخلة ، وعشرات الرجال لا يستطيعون هزها ، ولكن لتأتي بالفعل ، وينزل الله عز وجل لها رزقها ...!!!
وقال الشاعر :
كُن عن همومك مُعرضا ، وَكِلِ الأمور إلى القضا
فلرُبَّ أمرٍ مزعج ، لك في عواقبه الرضا
ولرُبَّ يُسرٍ في المضيق ، وكم مضيق بالفضا
مولاك يفعل ما يشاءُ ، فلا تكن له متعرضا
وقيل :
إذا أذِنَ الله في حاجة ، أتاك النجاحُ على رِسلِهِ
فلا تسأل الناس عن فضلهم ، ولكن سل الله من فضلهِ
• وقيل : إدعي لصاحبك بالسعاده تخسره :
والمعنى أنه حينما يصبح صديقك سعيدا في حياته ، سوف يتلهى بأمور كثيرة تنسيه إياك ، فلا يعود يزورك ، أو يهتم بك ، أو حتى يذكرك بعد أن تغيرت قوانين حياته وانتقل من طبقة إلى أخرى أعلى ، فالسعادة التي حلت عليه تجعله ينساك أنت وغيرك ...!!!
• إن انحط الأكل كِل واشبع ، إن كان حبيبك بفرح ، وإن كان عدوك بفقع !! :
أي إذا دعاك صديق إلى مأدبة ، فكل كأنك في بيتك ، فأن ذلك يسره ويفرحه ، أما إذا كان غير محب لك ، والمكنى به هنا (عدوك) ، فأن انفتاح شهيتك على مصراعيها يؤذيه ويقلقه ، وقد يدعي عليك بالشر ، مثل : (سم الهاري ، مطرح ما يسري يهري ) ، بدل قوله : (صحتين وعافيه ، مطرح ما يسري يمري) ...!!!
• إذا طلبت أطلب من إبن الأصول ، إن أعطاك عَذَرَك ، وإذا ما أعطاك سترك :
والمعنى ، إذا جار الزمان عليك ، وألحتك الحاجة ، وكثيرا ما يحدث هذا مع الناس ، فاقصد كريم الأصل والمنبت ، فأنه يقدّر ظرفك ويعذرك ، إذا لبّى طلبك ، وإن لم يفعل فهو يستر عليك ، ولن يذيع أمرك من أجل أن يفضحك ...!!!