لطائف ــ 59
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
أي إذا مررت بعدوك فحَيّه ، فإنك بذلك تدفع شرّه ، وتضطره لتغيير فكره بالشر نحوك ، فعدم إظهار العداوة يريحك من شروره ، قال الأمام الشافعي ، رحمه الله رحمة واسعة :
إني أحيي عدوي عند رؤيتهِ ، لأدفع الشر عني بالتحياتِ
وأُظهِر البشر للإنسان أبغضه ، كأنه قد حشا قلبي موّداتِ
قيل في المثل : (اللي بآمن بالحجر ببرا)
يقول أحد حكماء الصين : [ليس مهما أن تكون مسلما ، أو مسيحيا ، أو بوذيا ، بل المهم أن يكون لك دين تحافظ عليه ، ومعتقد تنزع إليه] ..!!!
وهذا حبيس المرهنيين ، الفيلسوف العربي المسلم ، (أبو العلاء المعري) ، يقول :
ــ إن آية واحدة مع طاعة الله كافية لشفاء القلب ، والقرآن كله ، وكذلك العظات كلها ، ليس فيها شفاء لقلب خلا من طاعة الله ..!!
أم الكتابِ إذا قوَّمتَ مُحكَمَهَا ، وجدتها لاداء الفرضِ تكفيكا
لم يشفِ قلبك فرقان ولا عِظة ، وآيةٌ لو أطعت الله تشفيكا
يقول المثل : (اللي بتوكله سعده بترده ، واللي بتوكله ساره خساره) ..!!
وقيل أن سعدة وسارة كانتا فتاتين يتمتين تعملان خادمتان عند إحدى العائلات الأقطاعية الثرية ، الفاحشة الثراء من دم الفلاحين الفقراء ، وكانتا تعملان في الحقول وتحلبان الغنم والبقر ، وتقوما على خدمة البهائم من علف وماء ونظافة ، وتتسوقان حاجيات البيت ، أو السرايا ، وتشاركان في التنظيف ، وكانتا أكولتان جدا ، إلا أن سارة كانت أقل نشاطا وانتاجا من سعدة ، فذكرهما أحد أفراد العائلة ، وشدة شراهتهما للطعام ، فقال رب البيت: (اللي بتوكله سعده بترده ، واللي بتوكله ساره خساره) ، فذهب قوله مثلا ...!!!
إحتراز وورع :
قال الحسن البصري : لو وجدت رغيفا من حلال، لأحرقته ثم دققته ، ثم داويت به المرضى ، ثم قال : اختلطت غنم البادية بغنم أهل الكوفة ، فسأل أبو حنيفة : كم تعيش الشاة ؟؟ قالوا : سبع سنين ، فترك أكل لحم الغنم سبع سنين ...!!!
المرا مرارة، يا غشيمة يا قهارة!!!
من قلم شيخ الأدب الشعبي اللبناني الرائع سلام الراسي انقل :
ذهبنا يوما ، تخطب يد فتاة، لأحد الأصدقاء، فاراد والدها من قبيل اللياقة، أن يأخذ زوجته، التي شاءت أن تتمعزر، فقالت/ البنت بعدها زغيرة، ملحوق على زواجها.
فاحمرت عينا زوجها غضبا، وتراقص شارباه في وجهه، وقال: الحرمة، غذا زوجها أعتبرها وأخذ رايها، لازم تقول: إنت صاحب الرأي ، ومثل ما بنفصل منلبس.
وأضاف الرجل: قديش صار لي بعلم هالمخلوقة تحكي حكي كبير بعدها بتحكي حكي زغير...يرحم بي َ من قال: المرا مرارة : يا غشيمة ، يا قهارة...!!!
الجنون فنون :
قيل : وعلى ذمة سلام الراسي بأن الجنون فنون وله رموز واشارات محددة ، هنالك (المهووس (الذي يشكل خطرا على المجتمع ، وهنالك (المصروع) الذي يشكل خطرا على ذاته من ذاته ، وهنالك (المعتوه) الذي يعيش بيننا ، ولكن في غير دنيانا ، وهنالك (المأفون) ، المتارجح بين بين، وهناك (الطلطميس) الذي طلمس الله ، عقله ، فصار لا يميّز بين الخطأ والصواب ، والقصد من الشك ، وهذا أخطر أنواع المجانين ، وأكثرهم مضايقة لمن حولهم ، تكلمهم فلا يفهمون ، تحدثهم فيفسرون الكلام على مزاجهم ، وترشدهم فيتهمونك بالأذى ويمعنون جنونا واختلالا ، لذا فان أهل القرى ضربوا مثلا بهم هم ، بالذات وقالوا : [الطلطميس : اللي لا هو من اهلك ولا انت من أهلو ...كل ما جن ّ افرحلو]
غلبة شر الناس :
رأى حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) صديقا له يخاصم آخر ، فقال له : تُحِب أن تغلب شر الناس ؟؟ قال : نعم ، قال : فإنك لا تغلبه حتى تصير شرا منه ...!!!