لطائف ــ 60
صوّر مستملحة قصيرة منقولة مما قرأت :
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
الآكل لا يطعم :
من كلام أمير المؤمنين (علي ابن أبي طالب) كَرّم الله وجهه أن قال :
[ الناس أربعة أقسام ، كريم وسخي ، وبخيل ، ولئيم ، فالكريم الذي لا يأكل ويعطي ، والسخي هو الذي يأكل ويعطي ، والبخيل هو الذي يأكل ولا يعطي ، واللئيم هو من لا يأكل ولا يعطي ]
الليلة على المديون سنة :
قالوا : أن الدَيّن هم بالليل ، وذل بالنهار ، فيظل المديون قلقا يتقلب في فراشه ليلا ، فيحس أن الليلة طويلة كأنها سنة ، قال الشاعر :
يا أيها الليل الطويل ذَنَبُه ، كأن دينا لك عندي تطلبه
أمَا لهذا الليل صُبحٌ يقرُبُه
الجار :
إذا كان جارك بخير ، فأنت بخير ، وفي الحديث النبوي الشريف (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) ، وعنه صلى الله عليه وسلّم قال : (يا أبا ذر إذا طبخت مرقة ، فأكثر ماءَها ، وتعاهد جيرانك) ، فالجار الغني يعطف على الفقير ، فينعم الاثنان ...!!!
أنا واخوي :
هناك مثل شعبي ذائع الصيت يقول : (أنا واخوي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب) ، ومعنى المثل واضح ، إلا أن مضامينه غير صحيحة ، وخصوصا في هذا الزمن الذي أصبحنا فيه (أنا والغريب على أخي وابن عمي معاً) ... والواقع على الأرض لا يخفى على لبيب ...!!!
الصديق :
هناك مثل شعبي يقول ( إذا بدك تجَرِّب صديقك إزعله) ، وذلك لأن الغضب هو المحَك الذي يبدو فيه الصديق على حقيقته ، ويكشف عن معدنه ، فإذا لم يتغير بسب ذلك الغضب ، ولم يتبدل موقفه فهو الصديق الحقيقي ، ويقول الطغرائي بهذا المعنى :
غايظ صديقك تكشف عن ضمائِرِه ، وتهتك الستر عن محجوب أستارِ
والعودُ يُنبيك عن مكنون باطِنِه ، دخانه حين تلقيه على النارِ
المحبة والكراهية :
يقول المثل الشعبي (بغضك داريه ، وحبّك ورّيه) ، أي إذا أبغضت أحدا فاستر بغضك له ، فهو أسلم لك وأستر ، فربما ينقلب ذلك البغض إلى محبة ، أما حبك لشخص ما فأظهره وأره إياه ، فإن ذلك مما يؤكد الصداقة والمحبة بينكما ...!!!
التقوى أقوى :
أي أن تقوى الله سبحانه وتعالى ، من موجبات القوة للعبد ، فكلما خاف الله خافه الناس ، وكلما كان شديد التقوى كان أكثر قوة في الحق ، وأن الذي لا يخاف الله هو أقل بأسا وأضعف جندا ، يسلط الله عليه أدنأ مخلوقاته ، كما يسلط علينا اليهود ، يسوموننا سوء العذاب ..!! وفي ذلك قال الشاعر :
أيا فاعل الشرالشر مَه لا تعُد ، ويا فاعل الخير عُد ثم عُد
فما ساد مرة بغير التُقى ، ومن لم يسد بالتقى لم يَسُد
رجل كان
الأعمش من أعلام التابعين ، اسمه (سليمان بن مهران) ، رأى أنس بن مالك ، وأبو بكرة الثقفي ، كان لطيف المعشر والخلق ، مزاحا بالحق ، وله نوادر كثيرة ..!!
مرض يوما فعاده قوم فأطالوا ، فأخذ وسادته وقام ثم قال : شفى الله مريضكم ، فانصرفوا ..!!
وألح عليه هشام بن عبد الملك أن يكتب له عن مناقب عثمان ومساوئ علي ، رضي الله عنهما ، فكتب له :
أما بعد : فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك ، ولو كان لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك والسلام ..!!!
بير أيوب :
توجد هذه البئر بمنطقة سلوان في (وادي الكدرون) ، وسميت بذلك نسبة لسيدنا أيوب ، عليه السلام ، وقد تكون هي المقصودة بقوله تعالى : (هذا مغتسل بارد وشراب) نظرا لأن ماءها قريب الطعم من ماء زمزم ، وهي بئر عميقة جدا تبلغ (31) م ، وهي ذات شق رباعي غير منتظم ، وجدرانها من حجارة كبيرة مربعة تنتهي على شكل قنطرة ، مما يدل على أن حفرها لم يكن يستطيعه أهل المنطة آن ذاك ، وإنما هي منحة ربانية ..!!!