برامج التراث الأذاعية

برامج التراث الأذاعية
بقلم:الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
من الجميل والرائع أن تكون لدينا برامج تهتم بالتراث الشعبي وتُعَرّف أجيال (سبستيون) و(توم وجيري) ، على أوابد الأمة ، وأعلامها وتراثها الضارب في الأرض جذوره ، وأن أمة بلا تاريخ ، بلا حاضر ولا مستقبل ، لأن الأمة سلسلة بحلقات ، وكل جيل هو حلقة لا يجوز أن تنقطع أبداً.....!!!
من على أثير (عمان . ف . أم) برنامجا تراثيا عنوانه : (زمن أول) يطرح الكلمات والألغاز وإكمال الأمثال وتفسيرها ، وهو جيد المضمون ، من تقديم الإذاعي (زيد الخلايلة) عن فكرة وإعداد الأعلامي (نبيل محمود أبو عبيد) ، ، وقد اكتشفت أخطاء بفهم الأمثال ، والخطأ بفهم المثل يبعده عن معناه ، أو يظهره ساذجا ، وهذا ظلم للتراث ولأسلافنا اللذين هيئوا لنا هذه الأرض لنعيش عليها ...!!!
مرة كان للمرحوم الحاج مازن القبج برنامجا على التلفزيون الأردني اسمه (مضافة الحاج مازن) وأراد أن يبين قيمة القرابة ، فاستشهد بجزء من آية كريمة فقال : {أولى لك فأولى} أي الأقرب لك فالأقرب ، وفي الحقيقة هذه آية زجر ، وتفسيرها كما ذكر الشيخ محمد علي الصابوني في صفوة التفاسير{ ألويل ثم الويل لك أيها الشقي} ولا أدري كيف لم ينتبه لها المعد والمخرج وثقافة الحاج مازن ، والتلفزيون والإذاعة من أخطر وسائل الإعلام ، وقد يصدقها البعض على أنها حقيقة مسلم بها ، ويتعامل معها طوال عمره ، فيكون كالذي كان يصلي وقرأ ( يا ضفدع يا بنت ضفدعين أعلاك بالماء وأسفلك بالطين ، لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين ، لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريش قوم يعتدون ) ...!!!!!
فسمعه أحدهم وسأله مستنكراً : ماذا تقرأ يا هذا ؟؟ فقال أُشهد الله أني سمعتها من نبي الله مسيلمة ، وأصلي بها منذ أربعين عاماً ....!!!
المذيع زيد الخلايلة طرح مثلا للتفسير وهو : (قامت القرعه عَ ام قرون) ، وبعد أن استنزف المتصلين ، وكانت لديه أقل نسبة اجابات صحيحة دخلت القرعة ، أجاب أحدهم أن المعني حصول الفوضى والتداخل ، وهذا تفسير خاطئ حيث أن الغلبة دائما لأم قرون ، لأن قرنيها سلاحا تملكه ولا تجده القرعة ، أي التي ليس لها قرون ، وأن الله سبحانه وتعالي سيقتص للقرعة من ام القرون قبل أن يقول لكا كوني ترابا ، قيقول الكافر : يا ليتني كنت تراباً ، والتفسير الصحيح تغير الأزمان فالقوي يصبح ضعيفا ، والضعيف يقوى ، والمتسلط يخرج من الوظيفة ، ويدخلها آخر كان يذوق من عذاب ذاك الأمَرّين ، فتتغير المواقع وتتقلب الأزمنة ، فتقوم القرعة على أم القرون ، ومثله (سنة المحل بتشب العنزه عَ الفحل) ، مع أن وظيفة الفحل أن يشب على العنزة ، ولكن مع حدوث سنة المحل وفقدان الأشياء الأساسية في الحياة ، قد تنثلم رجولة الرجل وتأخذ المرأة مكانه وزمانه ، وهذا المعنى .. أما عن الفوضى فالمثل القائل (اختلط الحابل بالنابل) هو المثل الذي يدل على الفوضى والأختلاط وتداخل المعاشير( الحوامل) بالاتي (حالن) ، أي لم يحملن ...!!!
ومرة تعرض لمثل يقول (ضربوه على بطنه فصاح آآخ يا ظهري) وفسّرَ المثل على أن الرجل محتال يُضرب على مكان فيتوجع من مكان آخر ، ولعمري أن هذا اسذج تفسير عرفته ، حيث المعنى انه لو كان له عزوة وظهرا يحميه لما ضربه أحد على بطنه ، وآخ هنا تعني الأخ وليست التوجع ، فأصبح للمثل قيمة ومعنى ، ذلك لأن الأمثال قيمة فكرية كبيرة وذات معاني كبيرة وقد ضرب الله عز وجل لنا الأمثال في محكم كتابه العزيز .....!!!!
ولأن الاتصال بالأستاذ زيد مستحيل لضغط الاتصالات لوجود مكافأة مالية يفوز بها أحدهم ، ولأنهم يلغوا استعمال الخطين الهاتفين مجرد آخر اتصال ، ولأن الإعلاميين لا يُعَرّفون الناس على هواتفهم ، اضطررنا للتوضيح هنا ، لأن الأمثال قيمة تراثية وإرث حضاري ووطني يجب أن يقدم من خلال أجهزة الإعلام صحيحا ... وليس القصد التشهير ولا استعراض الثقافة ، والصيد بالماء العِكِر ، والإعلام عمل عام ، نتعرض للجوهر وليس للشخص ، ومن الخطأ التكنية هنا بل يجب وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بأسمائها وعلى رأي مثل آخر ذكره زيد الخلايلة ( الخطأ مردود) أي يجب إصلاحه ، وقد كنت يوما صاحب برنامج إذاعي ، وكنت كثيرا ما أخطئ ، وأتلقى التصحيح ، فلا يفترض بي بلوغ أعلى مراتب العلم ، لأن الحياة مدرسة نبقى نتعلم حتى نموت ، وإذا كان عِلم سيدنا الخضر وسيدنا موسى عليهما السلام كالبلل الذي خرج على منقار الطير عندما غمسه بالبحر ، فماذا نفعل نحن وماذا نقول ؟؟
والله الموفق.....!!!!