أخو الغوله
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بتقول الخرافيه إنه واحد اسمه محمد ، اللهم صلي على سيدنا محمد ، بقى يرعى غنم أهله ، وامه بقت مخلفه قبل ثلاث تيام بنت
ليله نقصن الغنمات راس ، خبر أهله ، قالوا له أحرس وشوف مين سرق راس الغنم ، بس غلبه النعاس وشدته الغفوه للتخت
وردن الغنمات نقصن راس ثاني ، جاب قربه مخزوقه ، علقها فوقه ، وصار كل ما كَبّا اتفَوّقه نقطة مَيّه فوق راسه إتكِتْ
وجه الصبح ، تصبحوا عَ خير ، الطفله بنت الأربع تِيّام ، اللي عَ الليلتين أكلت راس غنم ، وعَ الثلاث أكلت راس ، ولا رأيت ولا اسمعت
حلت إقماطها ،ونزلت عن طبق القش اللي عَ الجونه ،فراشها ومهدها ،ونزلت عَ الصيره وبلعت راس غنم بلقمة زمِط
ورجعت على مهدها ،اتقمطت ونامت ،طفله بريئه بتحير العقل اللي عمره ما احتار ،وتحط العقل في البسطار ،وبتخلي الحاله زفت
صار الولد يلطم على ها لوقعه السودا ،أختي غوله ! وكان لا بد من مصارحة أمي وأبوي في ها لوقعه اللي في نارها وقعت
لطمت أمه على ها لخبريه ،وسحب عليه أبوه المذروب ،هي الهلوسه وقلة النوم وصلت فيك لحد هان ؟والله وخسِئت !
الولد برّا ضميره ،والمسأله ما بدها شجاعه متهوره ،هو أي نعم شجاع وزلمه ملا أواعيه ،بس القصه فيها اتهام الأخت
سحب حاله وهج من البلد ،وراح على ها لقريه ،ولاّ فيها ها لعجوز بترعى غنماتها على حيطان الدور لمهفلته هفت
وحال ها لغنمات بالويل ،مهازيل وحالها ما بسر ، مهدوده الحيل والخير حواليها ذراع الشجر شجر والميه ميه والنبت نبت
ليش يا والدتي ها لحال ؟ما بتخلي ها لبهايم تشوف رزقها بدل التراب اللي بتسفه ،وحال الشوم واللي عايشته والمقت .
هذي البلاد جهتها الشماليه بتحميها ضبعه وجهتها الشرقيه سبعه وحيتها الغربيه ،للرعيان الشباب والفتوى أنا لا جيت ولا عشت
إتأثر الولد ،ظلم وواقع على مره إضعيفه ،هب وأخذ عنماتها يرعاهن ،وراح عَ الجهه الشماليه اللي حامييتها الضبعه بدبستها والجفت
ومن ما شاف الضبعه قتلها ، واستباح جهتها للناس يروحوا يرعوا حلالهم ويوكلوا من خير الله من غير خوف ولسان حالهم يقول عِشت
عشت يا قاهر الضبعه وقاهر الحيه ،لماّ واجهها أخذ معه شقفة عجين بملح ودبسه ،ما فتحت ثمها إلاّ والعجينه زت
جوه حلقها اللي بقى فاتح مثل باب قبر يتلقفه ،واتمثنى عليها بالدبسه ،دبستين ثلاثه وإلاّ راسها عجينه ملتوته لت
وفتح إلهم أرضها بعد ما صارت في حمايته ، وما ظل فيها ،عدالة ربنا وعنايته بعثته تينقذ الناس ، وها لناس إلهم حظ وبخت
وبعدها راح عَ لسبعه اللبوه ،لقيها بتولد ،ولّدها ودق راسها وحمل أشبالها يربيهم على إيده ،جايز ينفعوا للغوله اللأخت
وفتح جبهة السبعه مثل جبهة الحيه والضبعه وفرّج على ها لناس وحمد لله على ها لفعل ولا إتجمل على حدا ولاّ هَت
وأخذ الشبلين الزغار ورباهن عَ العز والدلال على طاعته ،والحيوان وفي بطبعه حتى المفترس منه ما برمي المعروف وبزت
سلّم ها لغنمات للعجوز اللي صار بإمكانها ترعاهن وين ما تحب بعدما شافت أيام عز في عهده بعد الجوع والشقا والعنت
وفلّت الشبلين بعد ما تربن على إيديه وصارت لغه بينه وبينهن ،كل ما وقع في ضيق ناح عليهن وصاح ، واعطى فترة صمت
وراح عَ الديار اللي بقت عامره على فرس شراها من عرق الجبين ،لقي لبلاد خراب ،ما بتلاقي فيها مخبرّ مهما فيها طفت
ولقي أخته بتجري ورا ديك ،هو آخر نفس حيّ ظايل ،وبس شافته إجت هَلّت ورحبت ،يا هلا فيك اللي عدت للديره ورجعت
سألها :وين الأهل والديره والناس ؟ ، شايف لِبلاد خاويه ما فيها لمخبرّ ،قالت :المسا بعودوا غانمين ودايخين من التعب والعنت
فات البيت اللي بقى عامر بالأم والأب والأخوه والخوات قبل ما تنولد ها لآفه ،الله يرحمك يابا ما أقظع ما دفعت
دفعت عمرك وأهلك وبلدك ،والحبل عَ الجرار ،بقى يتأمل بحزن والقلب يقطر أسى ،ورعده في النفس للعضد إتفت
طلت أخته بعد ما أكلت إيد الفرس ، مال فرسك يا خوي بتمشي على ثلاث ،قال :هذي الخيل في البلاد اللي فيها عشت
وأكلت الرجل الثانيه ،وسألت نفس السؤال ،وأخذت نفس الجواب ،ولماّ شاف الدور لاحقه تعوّذ بالله من الشيطان والجبت
وطلب إبريق ميه للوضو ، وطلع عَ الحيط وخزق لبريق وخلاّ قطراته تسيل ،تيشاغل أخته الغوله ،وأفلت لرجليه للريح وقال ياريح طِبت
ولماّ استطولت غيابه ،هرشها قلبها ،طلعت ما لقت غير الخساره ،صركت أسنانها وجرّت الكلب ،ووراك يا بن امي وأبوي ياللي انهزمت
طلع احتمى بشجره وصار ينوح للشبلين ،وهي وكلبها يحتن الساق تصار رُفع قلم الرصاص مع وصول الشبلين في الوقت
اللي صار الموت يحوم حواليه ،قطّمِن الغوله وكلبها ،ونزل وعاد بآمان للبلاد اللي بقى فيها ،ودّشرتهم بحالهم ورجعت
تقرأ بلهجة أهل سنجل
