مقهــــى المغتربين
بقلم : سعادة أبو عراق
معيــــوف-4
معيوف دايما بحكي إنه ترشح للبرلمان في نكاراغوا ا لكن تآمروا عليه وسقطوه لأنه من المورو، يعني المغاربة ، وانتخبوه مرَّة رئيس بلدية العاصمة لكن يوميتها صار زلزال وانهدت البلدية وبطلوا يعملوا بلدية ، ورئيس نكراغوا طلب منه إنه يستلم عنه الحكم شوية على بين ما يصل كندا وييجي ، يعني كان يكبرها ، فما يصدقوه وبقولوا له لا تكبرها عشان ما نعرف إنها كذبة ، وشروط الخريفة إنها تكون مقنعة مش تكون حقيقية .
الليلة كان محضر حاله عشان يحكي عن لمّا عملته قبيلة إله في براغواي ، فطلب نفس أرجيله ، وقعد على كرسي القش الواطي ، وقدامه على الطاولة فنجان قهوة ، هذاي الحركات المظهرية لفتت انتباه إللي حواليه ، واحد تحركش فيه وقال له ، كيف رئيس أمريكا حطك سفير لبلاده في نيكيراغوا ؟ قال هذه قصة تافهة ما بحب أذكرها لأنه في أعظم منها ، قال بعظ الناس المتابعين كلامه ، الليلة سهرتنا احلوّت تفظل شو عملت ، قال بكل بساطة ، عملوني إله وما قبلت ، قالوا ممتاز هذي قصة ما جابها واحد ولا راح يجيبها حدا، بس إذا ما حبكتها مزبوط لازم تدفع كل مشاريب القهوة ، قال ولا يهمكم ، اقبلت الشرط ، قالوا له تفضل .
صار يتململ ويعدل في حاله ويتطلع ع اللي حوالية ، ويشوف قديش انتباهّم واستعدادهم للسمع ، أخذ شفة من فنجان القهوة وقال ، لما اطلعت من نيكارغوا وصلت على برغواي قلت للعرب إللي هناك كيف بتشتغلوا ؟ قالوا ؛ كل واحد له زباين محددين في قرية ، بتعرف شو بدهم وشو محتاجين وبتجيب إلهم كل إللي يدهم إياه ، وإنت وشطارتك ، بس إوعى توخدذ زباين غيرك ، قال دلوني على زباين مش لحدا ، قالوا لو احنا بنعرف بنوخذهم زباين إلنا ، بس بيجوز ناس مات عميلهم أو سافر أو روّح ، بيحق لك توخذهم إذا ما واحد سبقك عليهم ، قلت في حالي هذي الرزقة مسكرة في هـ البلاد ، لكن ما في حل ثاني الرجوع ع البلاد ما بتلبق للمعيوف .
أخزيت الشيطان واركبت هـ الحمار ، وحملت عليه الزوادة ، الناس صارت تضحك علي وأنا راكب الحمار ورجلي واصلة الأرض ، فواحد قال لي الحمار مش راح يوصلك ، البلاد هذه بدها بغال تقدر تصعد الجبال الواقفة ، لكن ما قدرت أقول لهم ما معي فلوس أشتري بغل أو بغلة ، قلت إلهم بعين الله ، وظليت ماشي وجهي والجلا ، وأنا ماشي في السهل إللي على مد عينك ، شفت هالجبل ، واقف لحاله تقول جرة مدفونة نصها ، وما مبين إلا رقبتها ، لما شفته قلت يا رزقة العيال ، ظليت أمشي نص نهار، متت من التعب والجوع ، قلت بدي أرجع ، لولا إني شفت دخنة طالعة ، فقلت أكيد في ناس ، ولما قربت ، لقيته واقف كأنه برميل ومدمول حواليه بتراب ، المشكلة ما لقيت اثر لطريق حتى امشي عليها ، فنزلت عن الحمار ، وريحته شوية ، وبعدين ظربته بالعصاه ، قام مشى ، وأنا لحقته ، ماشي وراه ولا عارف وين ماخذني ، المهم بعد ساعتين يعني قبل المغرب ، ما شفت حالي إلا قدام هـ الشق ، يعني عرضه متر أو أقل ، دخلت فيه ورا الحمار ، وظلينا طالعين وبعد ما قربت الشمس تغيب ، خفت من المشي في العتمة في هذا الشق ، لكن ما قرب فرج الله إلا أنا نافد على سطح الجبل ،عندها ترخرخت ، وقيّلت الحمار واركيت ظهري عليه ورحت نايم بجوعي وتعبي وعطشي وخوفي ، وما بدري قديش نمت ، قد أهل الكهف وإلا أكثر ، المهم قمت وكانت الشمس بوسط السما ، وإذا بالأرض سجادة خضرا ، وإذا بالحمار مستفيق قبلي ، ومبلش يرعى على كيفة ، ولا سأل عني ، لكني قلت صحتين وعافية ، والله تعب معي ، قمت وأنا ميت من الجوع ، لكن ما لقيت إشي آكله ، المهم رحت أمشي على العشب ، ما في داعس عليه ولا واحد راعيه ، كأنه ما في ناس قبلي داست الأرض ، وصرت اتطلع وين كانت الدخنة ، شوي ما شفت إلا ناس مشلحين وهاجمين علي وحاملين معهم رماح وعصي ، صرت أتشاهد على روحي ، قلت حانت منيتك يا معيوف ، أجيت هون عشان أطّعمي أولادي مبين إنهم راح يطعموني لأولادهم ، فوقفت أقرا الفاتحة على روحي ، لكن ما شفت إلا تحوطوني على شكل دائرة وقعدوا على ركبهم ، حطوا أيديهم قدام ثمهم وركعوا قدامي وصاروا يركعوا ع الأرض كأنهم بيصلوا إللي ، وبيزحفوا شوي شوي حتى صاروا بعيدين عني مترين ، وصاروا يطلعوا علي ويعيطوا ، وبعدين حملوني وحملوا حماري والحمد لله ماصار يرافص ، وقعدوني على كرسي ، وصاروا يرقصوا حولي وكأنهم بقولوا مايوف مايوف ،يعني بيقولوا اسمي ،وانا مش عارف إني ظيف محترم وإلا وليمة ، وما شفت إلا واحد إجا يحكي معي بالسبنيولي وبيقول لي إنت الإله مايوف، قالت له أنا المسخم معيوف ، قال ما في فرق ، أنت الإله المنتظر، والآن هم بيصلوا لك ، قلت أستغفر الله العظيم ، قلت له شو عرفهم إني أنا الإله ، قال لي إلإله مايوف راح وما رجع من زمان ، مازالوا ينتظروا جينته من الشق إللي أنت إجيت منه ، إنت الإله مايوف لأنه ما حد بيعرف سر هذا الشق إلا الإله مايوف ، الإله مايوف وحده قادر على إنه يدخل ويطلع ، إذن إنت لإله ، ولازم تقعد على العرش عشان يعبدوك ،قلت شو هالورطة ، عمري ما حلمت إني أكون إله ، لكن هاي ألله وهاي حكمته ، قلت للزلمة إللي بيحكي اسبنيولي أنا عينتك جبريل عندي ، شو ما بحكيلك تقولهم بتقول، شو ما بيقولوا لك بتقول لي ، المهم قعدوني على هالكرسي وظلوا يطوفوا حوالي وأنا جيعان عطشان زحمان تعبان منتعل فاطسي ، وهم بدهم يصلوا إلي وأنا مرعوب منهم ، فالإله ما بوكل ما بنام ما بتعب ، وصارت الدنيا نص ليل وطوف ييجي وطوف بيروح ، في الأخير قلت لجبريل تبعي ، اسمع قول لهم ، ممنوع تتطلعوا على ربكم بعد نص الليل ، وممنوع واحد يظل هون بعد ما اصفق بإدي ، وفعلا قال لهم ، فصفقت بإدي كلهم غمضوا عينيهم وداروا وجوههم وطفوا المشاعل إللي صارلهم سنين بشعلوها على شاني ، حتى أرجع إلهم ، وفي العتمة تركتلهم الحمار ورحت أركض حتى وصلت باب الشق ، ونمت ببابه ، وما صدقت وطلع النهار ، وهودت من الشق ، وظليت هارب ،
قالوا له ، يازلمة كان ظليت إله ، كان صار لنا قرايب من الآألهة ، قام قال لآ بدي أصير حمار شبعان ولا إله جيعان .