مقهــــى المغتربين
بقلم : سعادة أبو عراق
سالم المزين-5
سافر على كوبا واسمه سالم المزين ورحع اسمه الكتور سالم ، ودايما ما بحب حد يقول عنه المزين رغم انه اسم عيلته المزين ، لأنه جد جدهم كان مزين ومطهر ومجبر ، وتوارثوا المهنه حتى الدكتور سالم .
سالم المزين سافر على كوبا وكان لسا كاستروا مش ظاهر ولا حدا عارف عنه شي ، هيك بقول سالم ، وكان سالم بيشتغل مع باتيستا ، وما حدا بيعرف شو كان بيشتغل ، ولا حتى رضي يقول شو بشتغل ، حتى لما بيقولوا له في القهوة ، مين هو باتيستا ، بيقول إللي كان قبل كاستروا ، ولما يقولوا له ومين كاستروا بيقول إللي إجا بعد باتيستا ، بيرجع واحد وبيقول مين باتيستا ، بقوم يقول إللي كان قبل كاستروا ،بيجي كمان واحد بقول له مين كاستروا ، بقوم بنرفز وبقول ولك ما بتفهم ، ما قلت لك ميت مرة إللي إحا بعد باتيستا ، واحد بيعمل حاله كان غايب بيسأل مين باتيستا ، بيقول شو..؟ أنا بحكي مع بجم ، مش قادرين تفهموا مين الأول ومين الثاني ، وهيك بمضوها سهرة ، وهو بحاول يفهمهم مين باتيستا ومين كاسترو .
أول مبارح حكالهم للمرة الألف قصة المليونين دولار إللي أخذهم من باتيستا ، واليوم طلبوا منه يحكيها للمرة الأولى بعد الألف ، الممتع في هذه القصة إنه بحكيها كل مرة بشكل ثاني ، إما بضيف عليها أو بنقص منها ، لا يمكن يحكيها مرتين مثل بعض ، وما صدق الليلة وهم يطلبوا منه يحكيها ، ولازم قبل ما يحكي يمارس بعظ الطقوس ، يركي ظهه على الحيط ، يدخن سيجارة لولو ، ويطلب فنجان قهوة ، وشباب القهوة يقعدوا حواليه نص دائرة ،وبيقول :
لما سافرنا ببابور البحر ، من يافا ، أول ما مرينا على مرسيليا ، نزلونا هناك وفرجونا عليها ، قالوا لنا ، اعجبتكم ، إذا أعجبتكم بنزلكم هون ، إذا ما أعجبتكم بنوخذكم على بلاد ثانية ، قلنا نشوف غيرها ، ما إحنا دافعين الأجار دافعين ، أخذونا بعدين على طنجة ، قلنا ما بدناش طنجة ، إحنا هاربين من العرب ، أخذونا ع التنانريف ، قلنا ما بدنا ، القبطان زعل ، وقال ولا بلد عاجبتكم ، شو ما ظل قدامنا إلا كوبا ، قالوا كل اللي معي ،البلد إللي برضى فيها سالم ، إحنا بننزل فيها ، سالم هو إللي بشور وبيمون علينا ، هذا القبطان صار يخاف مني ، ولما شفنا الرحلة طويلة كثير قلت للقبطان أعطينا شبكة نصيد فيها بدل ما إحنا قاعدين ، قال لي أمرك يا سالم ، أعطانا كل واحد شبكة ، وقعدنا على حفة سطح السفينة ، وكل واحد رمى شبكته ، ورحننا نصيد ونحط جنبنا ، عبينا شوالات سمك ،و من كثر السمك ، صرنا ما نستعمل الشبكة ، صرنا نطوله بإدينا ، حتى عبينا ظهر البابور ، بعدين إجتني فكرة ، قلت لهم أنا بدي اشتري منكم السمكات ، شو رايكم ، قالوا اشتري ، كان معي خمسين دولار أوثنين وخمسين ، مش متذكر ، أعطيتهم إللي معاي وعبيتهم كلهم في شوالات ، وربطت عليهم بحبل ، ودليته في البحر ، عشان يظلوا طيبين وما يموتوا ، ولما وصلنا كوبا ، كان كل السمك بلعبط في الكياس ، نزلت من البابور ، ورحت على سوق السمك ، وقلت لهم معي سمك ، أجا اثنين اشتروهم مني بخمس ميت دولار ، يعني ربحت الطاق عشرة ، قام نط واحد وقال هذه القصة جديدة أول مرة بتحكيها ، قام قال شو أنا بكذب عليك ، قال لأ ...، بس كيف باتيستا إجا واستقبلك وظرب لك سلام تعظيم ، قال طيب جاييك في الحكي ، يعني لما حطيت رجلي في كوبا كان معي خمس ميت دولار ، وإلا يا سيدي كان القبطان أخو باتيستا ، فبعد ما القبطان صف البابور في المينا ، راح يسهر عند أخوه ، وخرفه عني ، باتستا انبهر قال هذا إللي بدي إياه ، هذا اللي لازمني ، جيبولي إياه ، فما شفت إلا هالعسكر جايين ع الفندق ، يسألوا عن سالم الفلسطيني ، قلت لهم خير؟ قالوا باتيستا بده إياك ، قلت لهم مين باتيستا ، قالولوا رئيس البلاد قلت لهم ، بس أفضى بآجي عليه ،قالوا على راحتك ،
نط واحد وقال فرقة الموسيقات إجت عليك على رصيف المينا ، وإلا على الفندق ، قام قال لا، في ساحة القصر ، مشيت أنا وإياه على البساط الاحمر ، ودخلني على القصر ، وحطني في أحسن أوضة ، ووصى علي الخدم .
قا م واحد يقول ، المهم كيف وداك على كاستروا ، وكيف قظيت على نص جيشه ، قال أنا عرفت إنه كاستروا وراه ناس كبار ، وراه روس ، فقلت لباتيستا ، ما إلنا قدرة عليه ولا على الروس إلي وراه ، إحنا قنّار بالنسبة إلهم ، فسمع كلمتي ، وقال بلاد فيها روس ما بقعد فيها , وقال لي : روح معاي لأمريكا ، هناك أريح لي ، لأني ما بعتمد إلا عليك ، وصار يلملم في غراضه ، ويطول في مصاريه والذهب تبعه والجواهر، وصار إللي حواليه ، من وزرا وقرايب وحبايب يشحدوا منه ، إلا أنا كنت موقف بعيد ، شافني وقال تعال خذ نصيبك ، كمش لي عبطة دولارات وقالي خذ ، أخذتهم ، وعديتهم في الدار طلعوا مليونين ، لما شفتهم ، قلت بلادي أحسن لي ، لكن كيف بدي أشيلهم وأروّح ، رحت أخذتهم للبنك ، وحطيتهم فيه ، وسحبت ع البنك شيك ، وديته ع البلاد لأخوي سليمان ، قام راح يصرفه ما لقيوش في البنوك مصاري تكفي المبلغ قالوا له استنا اشوية حتى ندبر حالنا ، هذي مصاري عمرنا ما شفنا قدها ، اخوي سليمان ألله يسامحه وبرحمة ، قال إللي عند أهله على مهله ، وما دام الشك في الجيبة فما فيه خوف ، لكن إبن الحرام كاستروا ، ما صدق وباتيستا يطلع قام حط إيده ع البنوك والمصاري وأممها ، وراح علينا اثنين مليون .
قام واحد وطلع منديل من جيبته وصار يعيط وينشغ ويمسح في دموعه وهو يقول والله حرام على كاستروا ، هذا شيوعي كافر ما بخاف من الله ، وين بده يروح من الله ، راح يلا قيها في ماله وعياله .
بقية الحاضرين عملوا نفس الشي ويقولوا كأنهم في مناحة: يجيك ويهل عليك يا كاستروا يا إبن إم كاسترو ، وواحد ثاني قال اشوف فيك يوم ياكاسترو وشد قميصه ومزعه .
وبعد أن هدت شوية قام واحد وقال حرام ياكاستروا لو صار مع أهل سنجل مليونين دولار ، أي ميزانية الدولة في عمان ما كانت بتطلع مليونين .
واحد قال وكان ساكت ، على قولتك والله كان عملنا فيهم دولة , وسميناها دولة سنجل ، وسالم صار علينا سلطان