مقهــــى المغتربين
بقلم : سعادة أبو عراق
الكراكرة - 11
في سنجل حمولة اسمها الكراكرة ، وما حدا بيعرف شو أصل هذا الإسم ، وكل الحمولة ما بتحب هذا الإسم ، حتى سعادة أبو عراق ، ما سمى حالة سعادة كراكرة ، لأنه بذكرهم في كراكرة القطين ، يعني القطين والفواكه والثمار ، إللي ما بتصلح للأكل .
وعشان الحمايل والعشاير من عادتها بتنسب حالها لواحد من الصحابة ، أو ألأوليا ، أو يعطوا اسمهم معنى بحبوه وبيفتخروا فيه ، مثل الفقهاء المأخوذة من الفقيه ، يعني جدهم فقيه ، ومثل علوان ، إللي بتعتبر عشاير عربية ممتدة كبيرة وأصيلة ، وأصلها من العلا في نجد ، وغفري يعني من سلالة أبو ذر الغفاري ، طبعا هذول دايما بظلوا يقاهروا فيهم ، ومساكين مش عارفين يحكوا شي عن جدهم الأساسي كركور ، وما في واحد من الصحابة اسمه كركور .
لكن حتى يجملوا هذا الاسم ويعملوه مقبول عندهم وعند غيرهم ، صاروا يخترعوا معاني ويلزقوها فيه ، قالوا الكركور اسم الخروف الصغير ، لكن هذا التفسير ما اعجب حدا ، لآنه ما في الشيء الحلوة إللي بدهم إياه ، حتى يفتخروا فيه ، واحد ثاني عامل حاله فصيح قال جدنا الأول كان صاحب نكته ، فكان يكركر من الضحك ، فلأنه ضحكته كانت قوية وعالية ، ويخلي إللي حواليه يضحكوا ، كانوا يسموه كركور ، لكن هذا التفسير كان بايخ ، وأبيخ من اللي قبله ، لأنه ما في بحمولة الكراكرة واحد بيضحك للرغيف السخن ، واحد إجا يساعدهم في البحث عن تفسير ، وقال أنا اسمعت من الختيارية ، إنه أول واحد جاب شيشة وكان طول نهارة يمج عليها وهي تكركر ، فسموه كركور ، فلما سمعها واحد ، قال الشيشة بتبربر ما بتكركر، كان لازم يسموه بربور ، ضكوا الناس على هالتفسير ، فواحد قال هذا الاسم أصله كركار ، واولاده صاروا كراكرة ، وهو من اسامي التراك أوالأكراد، ما بنعرف شو معناه ، وإحنا أصلنا كردي إجينا مع صلاح الدين نحرر القدس ، الناس قالت بيجوز ، لكن لما إجا واحد من السفر برلك ، قال كركار يا جماعة اسم أرمني ، يعني الكراكرة أرمن مش تراك ولا أكراد، ردوا نسو الموضوع .
المهم ، كل المحاولات ما جابت نتيجة ، فقالوا افظل لنا نسكت ، لأنه فيه أسامي عائلات كثير وهرة ومش مقبولة ، مثل ، العنطوز، والدرنوش والطهموس وغيرها ، والناس نست الموضوع ، حتى إجا من أميركا واحد من الكراكرة ، عامل حاله فهمان ومتعلم ، طويل طويل ونحيف وبجر حاله جر وبنطلونه ساحل، وما بيطلع وزنه أربعين كيلو ، وكان يقول إنه كان يشتغل مع الحكومة ، وما بييع قماش على كتفه ولا بدق ابواب العبيد ، ولا بيوقف على الرصيف ببيع سيور وعلب كبريت ، قعد في القهوة مثل عادته ، جاعص، ومستّي رجليه على بعض ، مثل لعبة الأراجوز المرمية ، ومش متنازل يحكي ، بيشرب القهوة كانه بيشرب وسكي ، وبدخن السيجارة كأنه بيعمل دعاية للمارلبورو ، قام سمع واحد بيقول إحنا العمرية ، أصلنا من سلالة عمر بن الخطاب اللهم ارضا عنه ،شعر كأنه بيقصده بالحكي ، قال له بعنجهية ، ما شاء الله عليك ، تنقوم نتمسح بذيالك يا مقلعط ، قال له هيك التاريخ بيقول ، قال له الواحد لازم يفتخر باللي سواه مش لأنه من عيلة اسمها مش عارف إيش ،قال له : لعاد ليش مغلبين حالكم بدكم تلاقوا معنى لاسم كراكرة ، قال له لأنه ما حد بيعرف تاريخنا شو هو ، وما حدا بعرف إللي اكتشفته في اميركا عن كركار، قال له إيش لقيت في أميركا ، قال له اقعد تقول لك ، وقعد وقعدوا الناس معاه يسمعوا .
قال إنتو ما بتعرفوا جدي كركار الله يرحمه ، إللي اسمه على اسم الجد الأول ، لكن لو سألتوا اجدادكم بيقولوا لكم مين هو ، بيحكوا لكم مين إللي بطح البغلة ، مين كا ن يحمي البلد لما الحرمية بهجموا عليها ، وكيف كانت الحجار بترتد عن جسمه كأنها طابات اولاد زغار ، ولا تأثر في ولا تفشخه ، كان يمسك الحجار الجاية عليه ويردها ، وهو إللي ضرب التينة حجر وخلعها من شروشها ، هذا جدي كركور إللي بافتخر بفعلة ، مش بدور معنى لاسمة . قالوا له إنتوا إللي بتدوروا مش إحنا، رد عليه إحنا ما بندور ، لأن جدودكم ما حكوا لكم الصحيح ، قالوا له وبعدين ، قال وإللي ما بيعرفه حدا، هو المكتوب عند الأميركان ، قالوا يعني الأميركان عارفين عن جدك ، قال أيوة ، قالوا طيب خرفنا ، قال اسمعوا وكل هذا مكتوب بالانكليزي ، وأنا قريته بعيني عندهم ، قالوا وإيش كاتبين ، قال كاتبين عنه لما كان بحيفا ، وكان يشيل شوالين قمح , واحد عالكتف اليمين والثاني ع الكتف الشمال ، شافه قبطان سفينة قال له تشتغل معي ، قال له بشتغل ، قال له اطلع ، وطلع ، وحطة مأمور على كل الشغيلة ، ما كان واحد بيستجري يتنفس ، وظل يفر معاه سنين على كل البلاد , قالوا له وبعدين ، يعني عتال عالمي ،رد عليه : لا ما كان عتال صار بطل ملاكمة ومصارعة ، وصار مشهور في أميركا ، وكانوا يحبوه ويحبواسمه كار كار ، ولما أمريكا اخترعت أول سيارة ، كانوا بدهم يعرضوها ، ويعملوا دعاية ، وكانوا مش عارفين شو بدهم يسموها ، وجابوا جدي عشان كان مصارع مشهور ومحبوب ، جابوا يركبها ويعمل لها دعاية ، طلع فيها والكل خايف من هذا الشي الجديد ، فلما ساقها وما كان خايف منها، وشافوا سواقته حلوة ، صاروا يصيحوا ويصفقوا كار، كار ، عندها سموا هذا الاختراع الجديد كار، ولو العرب بيعرفوا كلمة كار إنه أصلها اسم جدي ، كان بيرجعوا يسموها كار بدل ما يسموها سيارة وإلا أتومبيل.
وقف واحد وصاح ، الله أكبر ، من زمان إحكي هالقصة ، حتى تكبروا ونكبر فيكم ، واحد ثاني قال ، من بكرة راح نصير كلنا كراكرة .