البلد الغريبه
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
واحد غريب دخل ها لبلد ايدّور على رزقه ، جايز يبقى في هذيك البلد رزقه مرزوق فيها ، بين هذولاك الرَبع والناس
حَل على دكنجي ختيار ، سأله عن شغل ، وعده خير ، بس نبهه إنهم أهل ها لبلد ، ما بحبوا كثير الحكي والغلباوي والمحتاس
ولا بحبوا حدا يسألهم عن إشي ، وبحبوا كل إشي في وقته ، إن قاللك هذا هو قال ، وان ما قاللك خليك غازز في الشغل راس
شاف له واحد حطاب يروح يقطع حطب ، ووافق ايشغله على شرط ما يسأله شو ما شاف وشو ما عِرف ، غير الشغل والفاس
وان سأله طرده من الشغل شر طرده وحرمه من الأجره ، وراحت لِمسَخمط عليه ، وعليه ألف خيبه ويركبه ألف باس
والله أخونا حط راسه في ها لشغل ، إقطع ولا تقطع ، تصار كوم ها لحطب جبل ، وإجا تالي النهار يحمله بعد ما اليوم خلاص
صار يحمل ويحط على ها لجمل تصار الجمل قد وكر حصيني في جبل طويل عريض ، قوي متين ، داقق في الأرض ساس
صاحبنا ما قدر يصبر !!! قال له : يا معلمي ، مش هلقيت لو اننا كل ما قطعنا حِمِل جمل نقلناه كان الحطب وصل وما طمرت الجمل للراس؟؟
لِمعلم زعل وعربد ووصل السيل عنده للزبى ، عَ أيش اتفقنا؟وليش بتسألني وشو دخلك ، ينطمر للراس ، ولاَّ كريكه فيها لاص ؟؟
وريني عرض اكتافك ، واقلِب سحنتك ، ولاَّ بخلي الذبان لِزرَق ، ولا لِملوّن يعرفلك درب ولا طريق ولا ملجأ ولا مناص
صاحبنا رجع عَ الختيار الدكنجي مدندل ذنيه ، يترطوط مثل فلول جيش منهزم ضاربه العدو لمن لعن فاطسه ومخردقه بالرصاص
والله يا عمي الختيار صار معي وصار، قال له : الحق عليك ، ليش تتدخل وتسأل مع إنك اموصّى ما تحرك ذيلك مثل لِبساس
يا ابني اللي بدخل بين البصله وقشرتها بطلع بريحتها ... يا معود سيبك من سؤال الناس ، وتقعد مثل الناطور تِحصي عليهم الأنفاس
بعد أكم من يوم شاف له ها لمزارع عنده كروم عنب وتين وفواكه وخير الله ، بسم الله ما شاء الله ، يا رب اعطي من خيرك لكل الناس
شغَّله عنده على نفس الشرط ، إلك في العمل وما إلك بالأسئله ولِمماحكه ، وأي سؤال قبل الطرد بتوكل قتل ونخوزه بالمنساس
ولا إلك صحن ولا كاسه ولا لقمه مغمسه بالعرق ولا جرعة ميه عِكره تبل فيها ريقك ، لو عمك الزير سالم وخالك المير الياس
آمنت بالله قالها واستعد إنه ما يعرف إلا العمل ، ويحط راسه في الشغل وما ينبس بحرف ولا ببنت شِفّه ، ولا بهزة راس
لاحظ صاحبنا إنه صاحب ها لرزق العريض ، دشر كل هالرزق الطيب ، وراح على تينه نابته على سبيل الناس ، ريحتها بتزكم الأنفاس
وثمرها قذر ومدَوَّد، وصار يقطع عنها ويوكل بلذه بشكل يحير ويخربط زعيط ومعيط ، ونطاط الحيط ، وعقله الراعي والكندرجي عباس
أخونا خانه الصبر قدام ها لظاهره وقال له : يا أخي ، عندك خير الله الطيب واجد، يا رجل ياللي ما عندك فطره ولا عندك إحساس
ليش اتدشر ها لخير الطيب ، واتدَوِّر عَ الخبيث النتن ؟؟ أي والله العظيم اللي رفع السما ومد الأرض ، هذا إشي بحط العقل في المداس
لِمعلِم زعل وطرد الغلباوي من الشغل على أساس نقض الوعد والعهد ، واتدّخل في ما لا يعنيه ، ودس ذنبته في شأن غيره الخاص
رجع زلمتنا ايجر ذياله امدَلّي ذنيه ، غارق بمرارة الخيبه ، يزف خبر طرده لصاحبه الختيار الدكنجي اللي ابتسم بمراره وهزة راس
يا ابني انت غلباوي ..ليش تسأل ؟؟، قال له : هذا اللي حصل ، الإشي اللي بشوفه يا عم عجب عجاب فوق طاقة البشر والناس
بعد اكم من يوم شغّله راعي يرعى الغنم ، والله أخونا حب ها لشغله ، لأنه فيها مزايا مليحه ، وحس إنها شغلة العمر ، ومفصلّه عَ لِقياس
أولها واحسنها ببطل يشوف الناس ، وأفعالها الغريبه ، ويروح سائل عنها ويروح مطرود ، مرجوم مثل ابليس الوسواس الخنّاس
سرح ، ولاَّ ها لمطر وها لسيول لأبو موزه ، وتنادوا الناس على بعض ينقذوا غنمهم وحلالهم قبل ما يجرفهن السيل وما يخلي ولا راس
وهمه نازلين ، ولاَّ ها لبقره الفاطسه جاررها السيل ، ويدشر كل واحد غنماته للسيل يبلعهن بالفرد والجوز والحفنه والقرطاس
وهجموا على ها لبقره الفاطسه ، كل واحد ينهش منها شويه ، وسعيد الحظ اللي نتش أكثر وغطس على ها لفطيسه ووراها غاص
ولمّا سأل عن السبب والعله ، وغرابة الفعل ، أقروا طرده من البلد لأنه مش أديب ، رجع للدكنجي اللي أيد قرار الناس
بس صاحبنا أصر يعرف، فقال له :أهل البلد بحبوا الدين وما بحبوا السداد وهذا سر الحطاب الطماع ، والعِرِق دساس
وأهل البلد بحبوا الزنا والفساد ، وهذا أمر اللي دَشّر التين النظيف الطيب ، وأكل الخبيث لِمدَوَّد بدشر الحلال اللي عنده وبتلاقيه عَ الحرام عسَّاس
واهل البلد بحبوا الدنيا ومتاعها الزائل وخبيثها ، لمّا دشروا الحلال الحيّ وتهاجموا ينالوا من لِفطيسه اللي بتزكم الأنفاس
تقرأ بلهجة أهل سنجل