الخنفسه
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بتقول الروايه والعهده عَ الراوي :من هان لهان ، حتى تصلوا عَ النبي العدنان ، ها لمرَه شافت ها لخنفسه معلقه على شجره
هفا قلبها لها لخنفسه ، ورفعت إيديها بضراعه لله تبارك وتعالى ، وقالت : يا رب ترزقني بخنفسه حلوه مثلها معتبره
ومشان تتم فصول الخرافيه ، حبلت المره في التو والساعه ، ولمّا آن الآوان راحت كاته سل خنافس متروع لحلقه حشره حشره
شافت ها لشوفه ، وبقى عندها عقل وطار ، يا لطيف الطف ، أنا شو طلبت وشو دعيت ؟؟ وندمت بعد ما راحت السَكَرَه
ووقع الفاس بالراس ، وصار الحكي بلا خواص ، ولازم تبقى طريقه للحل ، وصارت تحك دماغها ، تدور لها على فكره
وهداها الشيطان الرجيم عَ الحل ، حطت ها لخنافس اللي هِنّ ضناها بها لسل ، وراحت تزبل فيهن الطابون لا آسفه عليهن ولا محسّرَه
وتعربشت خنفسه بقاع السل وقربطت ، وقالت لأمها: ليش يمه، مش إنتِ اللي تمنيتني؟ تمنيتِ يا ريت أجيب خنفسه و يا مندرى ؟؟
حَنّتْ عليها ورجعِت فيها ، قالت الها بس روحي دوري على عريس اتجوزيه ، وعيشي معه ، وما بدي أشوفك قدّامي مصوّره
سحبت حالها وطلعت عَ الطريق العام ، وقعدت تستنى بحظها ، بلكي لقِت عريس إبن حلال ، تعيش معه وما تظل امعثره
مرقن الجمال ، وقال الها كبيرهن : إبعدي يا خنفسه عن طريق الجمال ، أحسن لتروحي فعس ومعس تحت اخفافها يا امغبَرَه
قالت له : خنفس خنفس إمك ، والناقه بنت عمك ، أنا بنت الرديني ، كحلتي في عيني ، جايه أدورلي على عريس تعيش امستّرَه
قال الها : شو رايك يا خنفسه تتجوزيني؟؟ ترى أنا طالب القرب والجمال ، وعندي الذهب والمال ، وبتعيشي معي حياه سُكَرَه
قالت له : حط الذهب بكمي ، تروح أشاور أمي ، ترى من غير أمي ، رأيي ما بسوى إشي ، وبتظل أفكاري مخربطه امبعثره
حط الذهب في كمها ، وراحت تشاور أمها ، هذا يمه راسه كبير ، وجسمه كبير ، ورقبته عوجه ، وفي ظهره حردبه مدعبره
و بشلاطيفه شُرُم ، ومساحة خفه دونم ، ومن رجله لظهره مسافه ، زي ما تقولي من الأرض للسما ، تماما، بحد المجَرَّه
قالت الها : سخام لطام ، ما في تشابه ، لا في الجسم ولا في المقام ، رجعيله ذهبه ، وشوفي غيره ، ترى العرسان قناطير امقنطره
راحت له ، ورمت الذهب بوجهه ، يا جمل يا أبو أيوب ، لازم ترضى بالمكتوب ، إن شا الله تلاقي حظك ، ما إلك نصيب بالأنساب لِمعَطرَه
راحت القافله ، وبعد شويه مرقت صربة بغال ، وردد كبيرهن نفس المقال ،وطلب من الخنفسه الوصال الحلال ولمصاهره
ونقلت لأمها اللي صار ،وقدمت أوصافه وصفاته ،ورفضت الأم ورجعّت له ذهابته ،وراح خايب مش نايب ، مجاديفه مكسره
وبعد الجمال والبغال مرقن البقر والحمير والكلاب ولبساس ،ولكل مخلوق صفات ومزايا بصمة في خلقه وخلقته وهويه إمجذره
وكل ها لمخلوقات على امتداد أنواعها وأشكالها ما نالت الرضا والقبول عند أم الخنفسه لمجعصمه البلوه لمصبرّه
وبعدين مرقن الفيران ،قال لها الفار الكبير :ابعدي يا خنفسه عن طريق الفيران لتروحي قتل موت بشربة ميه معكره
وقالت له :خنفس خنفس إمك ،وحط الذهب في كمي ،قال لها ،أنا فقير الحال عندي فضه وهذي اللي إلنا عليه مَقدِرَه
حط الفضه في كمها ،وراحت شاورت إمها ،ولأنه حجمه من حجمها ،قالت لها أمها :مبروك عليك الفار يا مغندره
ولبست وتلبّست ثياب العرس ،وبعد الصمده أخذها على الجحر اللي بعيش فيه يتعيشوا حياتهم بحلوها وعسلها هيّنه وميسره
وكل أيامهم عسل ،حب وغرام ،لا سائل ولا مسؤول ،والرزقه ميسره بأذن اللي خلق كل خلق على ها لأرض وقدّره
ويوم قال لها :سمعت عن عرس ،لو أروح وأجيب شوية مونه ،نغير الطعم إبأكل فرح ،قديش حلوه الأفراح والمَسٍَرّه
قالت له :على ها لخبريه خليني أروح عَ البير أغسل أواعينا ،وراح كل واحد في طريقه عَ تساهيل المولى ميسره
هي قعدت تغسل ، ولماّ نشلت الميه دبت في البير ، وسمعت حوافر فرس بعد ما يئست من الطلعه وشافت الموته محضره
يا راكب الفرس والفرفسنه ،ولجامها ذهب وخرخشنه ،سلم عَ الفار ابن الفوار وقوله : مرتك دبت في البير الغدار مقنطره
وأن ما قلت له قفاك بلزق من الحصيره ، وما قال لها إلا والفار نط مثل الجن من بين الناس يلاهث ملاهته ويخنفر خنفره
وعَ البير دلالها راسه ورجله وإيده وذنبته وما تشعبطت إلاّ باللي ما بنجاب ذكر في مجلس محترم ..وما بنطرا
أخذها وراحوا ،وعاشوا بثبات ونبات ،وخلفوا فيران وخنفسات لماّ أجاهم هادم الملذات مخرب لِقصور ومعمر المقبره
تقرأ بلهجة سنجل
