الغنى والفقر من الزوجة
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقى ملك قاعد وبنته على شرفة القصر ، بتأمل شعبه الوفي ، تيشوف شو أحوال الرعيه ، وكيف ظِِّله عَ الناس
مرق واحد غني آثار النعمة ظاهره عليه ، ملابس مقصبه بالذهب والفضه ، وهيئة النعمه عَ الوجه والراس
قال الملك: ما شاء الله!! الله بحب يشوف أثر نعمته على عبده ، والنعمه منظر ومظهر ، وباطن وجوهر ، وحس وإحساس
قالت بنته : هذا من مرته ، المره بتصنع جوزها ، بالحكمه والإراده ، وتوفير القرش عَ القرش ، وبتحميه من الإفلاس
وشويه مرق فقير معدم ، بثير العطف والشفقه ، وحالته ما بتسر عدو ولا صديق ، لا عمامه ولا ثوب ولا مداس
انفجرت عواطف الملك لمنظر ها لمُعدم ، وقال : ياااحرام !!قديش الفقر لئيم بقهر نفس الآدمي وبقطّع لحمه من غير امواس
قالت البنت : سبب فقر الزلمه مرته ، مثل ما هي سبب غناه ، دَوِّر يا والدي عن المرأه ، وخذ عليها لِقياس
الملك زعل من تبرير بنته اللي مش منطقي ، وجايز يبقى في مغالطات ، وجايز منها حديث ما بحب يسمعه من الحاشيه والحُّرّاس
الملك بطبعه بحب مين إيأيده ، وما يعطي رأي مخالف لرأيه تيحس انه الملهم اللي بنزل عليه الوحي ، وعلى هديه بمشوا الناس
بعث حارس جاب الفقير وحطه بين ايديه وقال له : يا فقير ، بنتي بتزعم انه سبب غنى الزلمه وفقره مرته ، وعلى ها لأساس
أنا جوزتك بنتي ، خذها وروح من قدامي ، وخليها تصنع منك غني ، أو ترفع من مقامك ، وتخليك على الأقل مثل الناس ولا باس
اتفاجأ الفقير ، وقامت البنت واياه عَ القاضي ، اللي عقد قرانهم ، وجوّزهم بلحظه بلا عرس وفرح ، بلا دنادن واجراس
واخذها على براكية من التنك لِمًَصَدّي ، عامره بالفيران والصراصير والذي منه ، بتزمر كل ما فاتها الهوا ، بتعافها لِبساس والكلاب
قامت سمو الأميره سابقا ، الفقيره المصدومه لاحقا تنظف وترتب ها لمسكن الجديد حسب الظروف المتاحه بعد ما وقعت بالراس الفاس
وبعد ما امتصت الصدمه ، وامتص جوزها الدهشه ، قالت له : لازم تشمر عن ذراعك ، وتشتغل وتنتج زيك زي الناس
قال : وجب يا مولاتي ويا شريكة حياتي ، ولملم بقجته مع تباشير الصبح ، وودّعها وسافر على باب الله وفي أرض الله جاس
اشتغل عند واحد أكم من يوم ، لملم أكم من قرش، اشترى حبتين رمان عِلقن في عينه ، دغري وداهن للحبيبه أم القد المياس
فتحت الحبتين ، لقتهن بدل فرط الرمان مليانات ذهب ، دُغري دورت على شقفة أرض جنب قصر أبوها ، وبلشت حفر الساس
وبلشت ترفع المداميك ، وتعلي الحيطان ، وترفع البنيان ، تيصير قصرها مثل قصر أبوها ، والذهب طامرها من الرجلين للراس
جوزها بعد ما دارت فيه لِيّام ، شرى ها لفانوس بأكم من قرش من ها للي حوّشهن ، شده شوق للديره ، حنين وحماس
رجع لها لكوخ ، ولاَّ ها لبراكيه ، ما لقي أثرها ، هام على وجهه يدَّور على أميرته ، وما خلاّ زُقّه إلا وفيها مشى وجاس
وشافته من شباك قصرها ، وبعثت الخدّامين عليه ايودّوه عَ الحمام ، يخلوا ظهره مثل الدبور ، ويحلقوله الذقن والراس
ويلبّسوه ملابس بكوات ، من اللي بتعطي لابسها هيبه ومهابه ، وبترسم بسمة فرح ، وبتنشر ها لوقار عَ الوجه العَبّاس
وبعدين رجّعوه عَ القصر ، ولمّا شاف حاله في لِمرآه ، اتهيا ورقع تحيه للبيك اللي قدامه ، شاف صورة حكمدار ، سجّان حبّاس
إذن هو هو ، وهذي الأميره مرته ، بس شو غيَّر وبَدّل ، يا لطيف يا الله ، ما أسرع ما يقلب الأمور ، ويغير ويبدل الناس
شو جبت يا بن عمي معك ؟؟ قال جبت ها لفانوس ، فكري نضوي علينا البراكيه ، وما ظني الاقي قصر وخير مكدس أكداس
أخذت الفانوس وفركته ، نزلن أربع صبايا حلوات ، صارن يرقصن ويهر الذهب حميدي ومجيدي ورشادي، لولو وماس
يا نعمة الله !! صار الفقير المعدم أغنى من الملك ، وعزمت أبوها والوزير ، يسهر عندهم من غير ما يعرفهم ، عَ رقصة ذهب روباص
الملك شاف ها لشوفه واندهش ، طلب الفانوس يسهر عليه ليله في قصره ، أعطوه ، ومن ما شعّله نزل عليه عبد اسود با لمنساس
ونزل فيه ضرب ، اضرب ولا تضرب ، لمّا ورّم اجنابه ، وخلا ادمايته حمايته ، وصار يهر زبل رطب ، يزكم الأنفاس
وما اجا الصبح الا ورمى الفانوس بوجههم ، ولول خاف يكشفوا اللي صار لرماهم في السجن وخلا وقعتهم سوده و عَ رقابهم داس
ثاني يوم طلبه الوزير ، وصار فيه اللي صار في الملك ، وبعدين راحت وجوزها عَ أبوها ، ونشرت قدامه لِكتاب والقرطاس
واعترف الها أبوها ، وبصم انه غِنى الرجل وفقره من مرته ، والمره هبه من الله والوجه الحلو فرج على طول العمر وأعراس
تقرأ بلهجة أهل سنجل