سعادة أبو عراق
سواليف قاظي معزول
على نمط الحكاية التراثية
بسَّة شيرازي
إيمتى عرفت الناس أنواع البساس والكلاب ، أظنها جديدة ، مع المصاري إللي خلقت البطر عند الناس ، وما كان واحد يهتم فيها ،أما في الأيام هذه ، وجد اولاد الطباخ شكرى بسّة سمرا بتلمع ،وعلى رقبتها شعر أبيض مثل الطوق ، وذنبتها مخططة بالطول بالأبيض والأسود ، وراسها تقول راس فهد، وسبحان إاللي خالقها ، أخذوها للدار وصاروا يلعبوا عليها ، ورغم محبة الأولاد إلها إلا أن الأم كانت مزعوجة منها ، مش حاببتها رغم إنه شكري جاب لها اللحم من بواقي المطعم إللي بشتغل فيه ، لكنها ظلت شوية شرسة ومش متأقلمة مع الجو، وصارت تخرمش وتخوف الاولاد ، فمبين إنها كانت عايشة في قصر كبير ، وظارية على رفاهية أكثر ،وأكل معين ، فأصرت مرة شكري التخلص منها ، وطلبت من جوزها يوخذها على المطعم على ريحة الطبيخ والزفر .
في المطعم ، حطها وصارت تتجول ، وتنط على الطاولات ، بعض الناس استحلوها ، حسسوا عليها وطعموها وبعض الناس خافوا منها وخاصة بعض النسوان والبنات والاولاد ، شاف صاحب المطعم إنها بتضر وما بتفيد ، فطلب من شكري إنه يطردها ، فحطها في كيس وراح رماها ، اشوية وإلا واحد من الزباين إللي أكلوا وطلعوا راجع ، بيسأل عن البسة ، قال خير ؟ طال له جريدة من جيبنه ووراه صورة بس ، مثل البسة إللي كانت ، وقال له هذا بس ضايع ، وإللي بيلقاة وبيرجعة إله حلوان خمسين دينار ،الطباخ شكري ما أعطى اهتمام وصار يضلل فيه ، ويبعدة عن المكان إللي رماها فيه ، بلكي قدر يروح يجيبه ويوخذ الحلوان .
استنا شوية حتى الشاب راح بعيد ، أخذ معاه مرموشة لحمة ، واستأذن شكري من معلمة وراح يدور على البسة ، طلع برَّا ووصل المكان إللي أفلتها فيه ، صار يطلع في الجها ت وراح بعيد حتى شافها واقفة على سور ، صار يتسلل شوي شوي كأنه بده يصيد أرنب ، فما إن قرب عليها وجد إنه ما يقدر يطولها ، شاف برميل حاول يقربه ويطلع عليه فما أن حرك البرميل حتى نط على منطقة ثانية ، منخفضة ، قال ممكن نمسكه فدخل الساحة ، فإذا بكلب كبير يتورشعه فهرب من الكلب وقرر إنه يرجع ع المطعم ، وما بده هالحلوان ،
وهو راجع ما شاف البسة إلا وهي واقفتة على منعطف الشارع ، وبدون تفكير منه نط وراها ، قطع الشارع ،السياة الجاية زعقت بريك ، كان بده يروح فيها والزوامير طلعت من وراه ، التخم ، وصار الشوفير يسب عليه ،ومن صوت السيارت انهزم البس ثاني مرة وما دري وين راح ، ورد راجع نفسه ولامها على هذه السخافة إللي بعملها ، وقرر إنه يرجع ع المطعم ، واخزى الشيطان ورجع ، وظل ماشي ، وهو ماشي قام شافة عند بناية تحت التأسيس ، ردت اتجددت في الحماسة ، وراح يبسبس واللحمة في إيده ، لكن البسة نطت لمكان ثاني ، فراح يمشي الحيط الحيط وهو خايف يسحول وييجي تحت ، لكن وهو يطلع عليها ، زحلقت رجلة عن حجر وقرقع لتحت على تراب السحويلة ، دحدل على التراب والله سترة ، قام وكل أواعيه تراب وغبرة ، صار يكتكت في حاله ، وصار يلعن في اليوم إللي جاب فيه البسة ، والوقت إللي عرف إنه غالي وأهلة بنشروا صورته في الجريدة ، وصمم إنه يرجع رغم إنه مبهدل ، وبفكر شو بده يقول لمعلمه ، وخاصة إنه بشتغل في مطعم ، ولازم يكون نظيف ، ظل ماشي والناس تتطلع على أواعيه المعججة ، وهو يحاول أن يتجنب الطرق العامرة ، ويمشي في الزواريب ، لكن وهو ماشي شاف البسة مع ولد أو عنده ، ومن جديد جدد الهمة ، وراح اتجاه الولد والبسة ، وهو بِحَنْوِرها باللحمة ، لكن البسة عرفته ونطت من بين إيدين الولد وهربت ، فوقف يائس خجلان من نفسه ،لما شافها دخلت في حديقة عمارة، فتركها ورجع ، وهو راجع شاف الشاب اللي قال له عن الخبر ، ومعاه الجريدة ، طلعت في راسه فكرة جديدة ، إنه يشترك الاثنين في مسكه ، فراح من جهة ثانية ، حتى إذا ما هربت من الشاب ، يلاقيها ويمسكها ، فكرة أعجبته ، راح للمكان إللي متوقع تخرج منها ، لف دورة كبيرة ، وفعلا خرجت البسة من البيت ، وهو مستعجل ومش شايف حدا صدم في ختيار ماشي ووقعه ، اضطر عندها إنه يساعدة على القيام ويكت له أواعيه ويتأسف له كثير ، والآن وين بده يدور؟ عليها ، يأي اتجاه بده يروح ؟، مشى شوي وجد البسة جنب الحيط ، بسبسلها شوية باللحمة ، وقرب عليها ومسكها ، رافست شوية لكنها هدت ، عندها استراح وشعر بالنصر ، وحتى يهدي البسة أعطاها اللحمة ، وبس مسكتها نطت من بين إيديه ، لأنه ما بعرف إن البسة بتحب توكل لوحدها بعيد عن غيرها ، وشعبطت بيت ها البيوت وطلعت على الطريق الفوقاني ، لكنه ما بقدر يعمل مثلها ، لازم يوخذ سيارة طلب حتى يدور الدورة لفوق ، حاول يقيم من راسه هذي الفكرة للمرة العاشرة ، لوما شاف سيارة أجرة بتزمر له ،قام أشر لها بدون تفكير وقال للشوفير طلعني لفوق ، قالوا عند مين قام قال عند البسة ، ضحك الشوفير كثير وقال له روحك خفيفة ، لم يسمعه لأنه مشغول البال ، ومستسخف حالة ، لكن لما دار الدورة اتطلَّع من بعيد شاف البسة ، قام قال للشوفير هدي هدي ، وإلا أقلك وقف ، فوقف ونزل وفي ذهنه إنه ينسنس شوي شوي حتى ما تهرب ، لكن الشوفير دعس بنزين ، خلّى البسه تهرب ، لكنه شاف وين هربت ،طلع وراها بين هالبيوت الفخمة ، شافها بتركض بسرعة ونطت على سور مش عالي ،اتطلع من فوقة قام شافها جوة حديقة محترمة ، شاف البوابة مفتوحة ، زرق منها جوَّة ، شافها قاعدة في حضن ولد ، قدم منه وتوقع إنها تهرب ،و صمم ما تفلت منه هذي المرة ، لكن قرب أكثر ، وإلا صوت مرة من بعيد بصرخ عليه ، شو دخَّلَك على بيوت الناس يا قليل الحيا ، ارتبك وقال البسة ، البسة هاربة ، إجت المرة عندة وما زالت البسه في حضن الولد ولم تهرب ،فقالت له شو مال البسه ، هذي بستنا ، هربت أول مبارح وهيي رجعت ، ما دري شو يقول ، ودندل ذنيه وخرج ، وهو يقول يا ملاحق البساس ، يا فاضي الراس