منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 القنبلة .......

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

القنبلة ....... Empty
مُساهمةموضوع: القنبلة .......   القنبلة ....... Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:27 pm

فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة













القصة الأولى
القنبلة
_____________________________________

حشا دفاتره في الحقيبة ثم مضى، لعله في عجلة من أمره ، أويشعر بشئ من التأخير، لم يدر إن كان قد حل واجباته المدرسية أم لا ، فالوقت قصيرجدا ، لايتسع لمزيد من الاسترخاء وتضييع الوقت ، فالإلحاح شديد على ضميره ، يرى لزاما عليه أن يذهب عصر كل يوم إلى البستان يحرسه ،يقضي به بعض الوقت ، ولا يدري مصدر الإلزام هذا ، بل لا يدري سر قوته وتسلطه عليه ، إنها ليست أوامر فرضتها أمه عليه ، ولا عادة يتبعها وتتحكم به ، ولا نزهة يشتاق إليها .
اجتاز الازقة والحارات ، فافضى به السير إلى الساحة الكبيرة ، يتناثر بها الناس وتصطف على جوانبها الدكاكين وتربض فيها سيارة عسكرية اسرائيلية ،لم يتفاجأ بها ،فقد افاق على الحياة وهو يراها محشوة بالجنود ،تتواجد في شتى الامكنة ،ملصقة لا تتسق مع ما يحيط بها ،لم يتقبلها ولم يبدِ ازاءها عدم اكتراث ، بل تشكل على قلبة ثقلا ولإحساسه استفزاز .
تمضي به الطريق صوب الكرم ، وتغيب القرية من خلفه ،ويصبح الكرم على بعدٍ يسير ، تتوعر الطريق ثم تضيق ، وتصبح أدعى للاتئاد ، ويصبح أكثر تدقيقا في الطريق وعند موضع أقدامه وتصبح الأشياء جديدة ومثيرة، ويرى حجرا بيضيَّ الشكل ، رمادي اللون ، في حجم البرتقالة وشكلها ، لم يدهشه لونه او حجمه فقد رأى كثيرا من حجارة الصوان ، الا ان حجرا على هذا النحو من الاستدارة والتنسيق يستحق الالتقاط والتامل ,وملاحظة هذه الخطوط الطولية والعرضية التي تشبه تلك التي على مجسم الكرة الارضية .
تحملة القبضة الصغيرة ، وتعاني من ثقله شيئا فتتعاور الكفان على حملة ، فحجر له هذه الروعه من الاستداره ، يستحق الجهد والتعب ، ويستحق ان يقدم الى استاذ التربيه الفنيه ، فله قابلية للتشكيل وان يصبح برتقالة او ليمونة او رأسا بشريا .
يصعد المرتقى ، ويقترب كثيرا من الكرم ، فيلتقيه حسان ، يستوقفه وفي عينيه لهفة وعلى شفتية خبر، يدنو منه ويقول بلا مقدمات :
_ موجودون في كرمكم ... ! اليهود في كرمكم ...
يستنكر الخبر.
_ ماذا..؟
ويأتي الجواب موضحا ومؤكدا:
_ خمسة يجلسون تحت الخروبة
يشتعل الجسم وتتدفق الدماء في العروق ،ويسكت عن كثيرمن التفاصيل , ويمضي كالطلقة، همّةً لم يستشعرها من قبل، يوجه إلى نفسه لوما ما ، يشعر بشيء من التقصير والتأخر والإهمال ، لكنه يمضي مطلا من خلف الصخرة الناتئة، يراهم ولا يميز عددهم ، لا يهمه ذلك ، بل يمضي وعيناه مسمرتان على شجرة الخروب ، فهو موكل بحراستهامن اللصوص والحيوانات والطيور ،لكن حمايتها من اليهود فأمر لم يخطر على باله ، ولا تسعفه الوسائل المتاحة للتصرف والاختيار، فالموقف مهين ،إنك تقف مكتوف اليدين ، لاتقوى على فعل ولاتجرؤ على قول ، ولا تستطيع الذود عن أرضك وممتلكاتك ،تغلي الدماء في العروق ، ويزداد اقترابا ، ويزدادون في عينيه وضوحا ،إنهم خمسة من اليهود، يجلسون في استرخاء يثير الاستفزاز ،يدفعه إلى تصرفٍ مرتجلٍ غير محكم التخطيط ، يعتلي الرجم المطل ، ويستجمع حقده ويشحن صوته :
_ أخرجوا ....! أخرجوا من هنا ...
يلسعهم الصوت الحاد والنبرة العالية ،ينتبهون ، يتراجعون عن استرخائهم ، ينظرون إلى شموخه فوق الرجم ،متوترا رافعا ذراعيه ،وفي قبضته شيء ، ويصيح احدهم وهو يعدل جلسته :
_ سنخرج ...سنخرج ، ولكن لاتلقِ القنبلة ...!
لعله لم يسمعهم جيدا ، واختلطت في سورة الغضب المفاهيم لديه ، رآهم يلمون امتعتهم ، يتراجعون كأنهم يهربون .
تعود لفظة القنبلة كالصدى تطرق سمعه ، يبحث لها عن معنى أو تفسير ، يشغله الزهو والانتصار الذي يفيض عليه ، يسترخي ، يجد نفسه قابضا على الحجر الرمادي ذي الشكل البيضي ، يقلبه كأنه عثر عليه ، والقنبلة لم تزل تجوس في سمعه ، لعل حدهم ظنه قنبلة ، إنه لم يشاهد عن كثب قنبلة ، ولا يدري كيف تكون ، أحقا تكون على هذه الهيئة من التكوين ؟ لقد رآها يوما مدلاة من أحزمة الجنود ، وقد تكون قريبة من هذا الشكل ، إذاً لا بد أن يجعل من هذا الحجر قنبلة .
يسري في نفسه ارتياح ناقص ، شعر بانتصار سهل ما كان يحلم به ،لا يعرف كيف كان ولا يدري كيف يشرحه ويعبر عنه ، فيكتمه في نفسه .
في الصباح يدس الحجر بين الكتب ، يلتقي أستاذ التربية الفنية ، يخبره بما حدث ، يطلب منه أن يشكل الحجر قنبلة.
تستطيل الكلمات ، يكبر فيها الفتى حتى يسد الفضاء يصبح ماردا ، يرمقه الأستاذ بنظرات الدهشة ،يتقاصر التعبير يتكاثف في الأحداق ويتجمد في الشفاه ، ينبجس فيضا من الوجد والدمع والفخر .
_ لقد حولت فعلا الحجر إلى قنبلة ، وما عدنا بحلجة لأن نرسمها .
يتفاجأ الفتى بالكلمات ، كأنه لم يتوقعها، ربما ظن هذا من الأستاذ تحرزا ، إلا أن سيارة عسكرية تستقر في باحة المدرسة ، ينزل منها جنود وضباط برفقة مختار القرية ، يتوجهون إلى مدير المدرسة ، يطلبون فتى كان بالأمس يحمل قنبلة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القنبلة .......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: