منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 الرسالة.....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

الرسالة..... Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة.....   الرسالة..... Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:30 pm

فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة


القصة الثانية


الرســــالة

الساحة مملوءة بالناس ،يتناثرون بلا انتظام ،يتحركون ما بين
دار البلدية والجامع والبريد ، يجلسون على كراسي القش , وعلى الحجارة ،ويتسلق الأولاد جذوع الأشجار ، وتقف النساء في مكان قصي ، يتعجب المختار من وجود النساء ، لكنه يكتم تعجبه ولا يستنكر .
صُفت كراسي المقهى على شكل نصف دائرة ،وجعلت في الوسط أرائك فاخرة ، أعدت للحاكم العسكري وأتباعه، تظلهم شجرة ميس ضخمة ،تقي لفح الصيف ، وتعطي انطباعا عن ترحاب مفتعل .
لا يذكرون كم حاكم عسكري استقبلوا ، لعله تقليد اتبع منذ أن جاء أول حاكم عسكري ، يدعوهم إلى اجتماع عام ، يستمع إلى مطالبهم ، يؤملهم ويعطي الوعود المستطاعة، ثم يلبي من المطالب ما يشاء ، ويأتي اليوم حاكم جديد ، يدعوهم ، ويدفعهم الفضول والبطالة , فيأتون ،ومحاولة لتصديق الأوهام ، والآمال الكاذبة , ومطالب منذ أن نشأت المطالب .
المختار يحمل ورقة مكتوبا عليها أشياءكثيرة ، يفضها مرارا ، يستذكر ما بها ،كأنه يتدرب على خطبة , يبدو عليه اهتمام زائد فالمطالب كثيرة :
• إيصال الماء والكهرباء ، واستعداد القرية للدفع الفوري
o بناء غرفتين جديدتين للمدرسة الثانوية .
o إخلاء سبيل إبن الحاجة زكية الموقوف منذ سنة .
o رفع الإقامة الجبرية عن إسماعيل منصور.
o إصدار هوية بدل ضائع لياسين عبداله .
o لم شمل لبركات الحلو وعائلته .
ابتدأت الشمس بالإرتفاع ، ويدأت الظلال تنحسر ،ويتقلص امتدادها ،يتراص الناس تحت الأشجار وتحت معرش المقهى ،أو يحشروت أنفسهم في دكان أبي لافي ، وينتحي المختار برجل يرفض الاجتماع بالحاكم العسكري ،
- ما دام الحاكم العسكري قد طلب المقابلة ، نقابله والسلام ، إن حصل شيء حصل ، وإن لم يحصل لا نخسر شيئا .
يسكت الرجل ويبدو عليه الاقتناع ، ويمضي الوقت ويزداد الجو حرارة ،وفي ركن قصي من الساحة يجلس فيصل ناجي على جدار مهدوم ، هكذا هو دائما ، متفرد في جلسته وفي فكره و تصرفاته ، طالب في الثالث الإعدادي ، يشهد له معلموه بالتفوق والذكاء والنباهة ، يلاحظون اهتمامه بالقضايا السياسية ومتابعة الأخبار ، يتميزعن زملائه بأشياء كثيرة ، يعشقه أقرانه ويعجب به الآخرون ،يجلس مفكرا كالكبار،فربما أزفت ليلة القدر ، وربما يتمنى ملعبا لكرة القدم ، وأن يتمنى ناديا صيفيا ، أو شيئا من هذا القبيل ، ولكن لماذا لم يطلب المختار ما يجب أن يطلبه ، لماذا أغفل الأشياء الكبيرة ،ولم يجرؤ على البوح بها ،لماذا لم يعترض على الأراضي التي صودرت قبل شهرين ؟ وضمت إلى المستعمرة الجديدة ،لماذا لم يثر قضية سليمان السعيد الذي قتل قبل أسبوعين وهو يرعى أغنامه ؟وزيتونات شاهر الرحال الخمسين التي خلعت بالجرافات العسكرية ؟ لماذا يسكت الكبار عن القضايا الكبيرة ؟ لماذا يبدون في مطالبهم حملانا وادعة؟ لماذا يحبون المسالمة ويكرهون الرفض ؟
يجيء الحاكم العسكري ، يستقبله المختار وأعضاء المجلس ، ويجلس في مكانه المعد له ، ويجلس من حوله معاونوه ، والناس وجوم وفي أعينهم ترقب وفضول ، يلقي المختار كلمة الترحيب ، يقرؤها بعناء واضح ، وتشديد على أحرف المد ، مستعينا بسبابته اليسرى حينا وباليمنى ، ويتقدم أصحاب المطالب يحكونها أو يقدمونها مكتوبة للمساعدين ، والحاكم يصغي ولا يتكلم إلا لماما بلكنة أجنبية مألوفة ،وتتحرك الناس ببطء وتكاسل ، كأنهم يحاذرون الضوضاء ، يتكلمون همسا أو بالإشارة ، وبين الأشجار وعلى أغصانها يجلس الأولاد ويصوبون أعينهم الصغيرة ، وفيصل ناجي لم يزل يعلج ما في نفسه ،يبلورأفكاره ،يقضه البوح بها ، فليس لك أن تطلب من جلادك شيئا إلا إذا كنت في موقف المقايض ، تعطيه ويعطيك ، تعطيه الأمان والاستسلام ويمن عليك ببعض ما تشاء ,تعطيه تنازلا عن حقوقك وقبولا بالاحتلال ،تؤكد له إن لا حاجة لك إلا رضاه ، فتفقد حماس العيش ،ومبعث الحركة ، ومبرر الحياة الإنسانية .
البِرْكَة تصفو ، يتطحلب فيها السطح والجوانب ، ولا بد من حركة ، ولا بد من موج ، ولابد من حجر يلقى فوق أديم الصفو ، يتناول حجرا ، ينتقيه بعناية ،يتناسب مع قبضته ، يصوب الرمية نحو الحاكم ، لم يتأكد إن أصاب الهدف أم لا ,فقد حدث هرج ومرج كبير ، تلاطم الموج ، وتعالت أصوات ،وأطلقت عيارات ي الهواء ،وصوب الأطفال ، ولاذ الكل إلى أكناف البيوت والأشجار ،وتتساقط من كل اتجاه حجارة وبندورة ورمان ، ومقذوفات أخرى من شتى الأنواع ،تتناثر الأوراق ، وتضيع المطالب ، وينفضض الممثلون .















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
الرسالة.....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرسالة...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: