منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 الحجارة في الحقيبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

الحجارة في الحقيبة Empty
مُساهمةموضوع: الحجارة في الحقيبة   الحجارة في الحقيبة Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:33 pm

فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة

القصة الثالثة


الحجارة في الحقيبة
_____________________________________
ماذا يعني وجود سيارة عسكرية في منعطف حاد, غير الكثير من التوقف والانتظار ، وغير التوتر والقلق ، أنه يعني التفتيش في الذاكرة عن شيء له علاقة بالأخبار المعلنة ، وهذا يعني أنك متهم حتى تثبت براءتك ، وأنك سوف تتعرض إلى سيل من الأسئلة وتضييع الكثير من الوقت والمواعيد .
أما حينما يتم توقيف الأطفال فقط ، فهذا شيء آخر ، يتعلق بالمظاهرات وإلقاء الحجارة، وهذا يعني التصرفات الشاذة اللامنطقية، التي لا تتفق مع البراءة والطفولة والنقاء ، ويعني أيضا فرض الغرامات الباهظة المزاجية على الأهل والناس .
إنهم يقفون على كتف المنعطف ، ويصطف الأولاد في خط متعرج ، يتفاوتون طولا ويتمايزون نشاطا ،يحملون حقائبهم وأشياءهم ، يدورون على أنفسهم ، يمارسون المزاحمة والشجار وتغيير الأماكن ، وجندي يضبط ضيقهم وقلقهم وصياحهم ، ويستعمل فوهة البندقية في الزجر والتنظيم ، وضابط آخر يجري مراسيم التفتيش ببطء شديد ،يفتح الحقائب على مهل ، يخرج الكتب والدفاتر والأقلام ، ينظر في زوايا الحقائب ، يلقيها أرضا ، ومن ثم يتناولها الأولاد يعيدونها ثم يمضون .
في آخر الصف الممتد ، ينتظر سامي الشايح ، هو هكذا ، وعجيب أن لا تراه على هذا النحو ، يتلكأ في المشي والكلام ، يكثر التحديق والإمعان بالأشياء ، فهو فنان أو مصاب بلوثة الفن ، فإذا ما قلت فنانا خالوك تقصد سامي الشايح ، عبقرية في الرسم والنحت والتلوين يشغله الفن عن الرياضة والرياضيات والمجتمع المحيط به ، حتى يتهم بالتياسة والعبط ،لكن الكلام معه يعهدم هذه الفرضية ، ويثبت أنه يعي كل شيء .
سامي في آخر الصف يتأفف ضجرا إلى أبعد الحدود ، ينظر إلى الصف بصبر نافد ، ينقل حقيبته الجلدية الثقيلة من يده اليمنى إلى يده اليسرى ، حقيبة مثقلة بحجر كلسي كبير ، انتقاه من فترة بسيطة ، يشكله على مهل ، بالمبرد والمثقب والإزميل ، يحمله يوميا كأنه شيء منه ، ينسى كتبه ودفاتره ولا ينساه ،يضع الحقيبة على الأرض ، ويتمتم في استفهام ساذج :
- ملعون أبوهم ...! شو هالتفتيش ؟
استدار إليه الصبي الذي يقف أمامه .
- يعني شو عندهم غير التفتيش ...!
قالآخر كأنه يفضي بسر :
- أكيد وصلتهم إخبارية.
يدس سامي يده في الحقيبة ، يتلمس الحجر الذي صار له ملمس ناعم، وشكل مدور تتخلله ثقوب كثيرة ، وصارت قيمته الفنية مساوية للجهد الذي استنفده ، والمعاناة الطويلة والمكابدة ، وإشراف معلم الرسم المستديم عليه ، وإعجاب الجميع به ، والمدير الذي قال (إن لك إحساسا فنيا عظيما ، يجب أن تتابع اتجاهك )
قال وهو يضم الحقيبة بساقيه :
- الله يصبرنا...!
وأخرج زفيراطويلا ,قال الفتى الذي اصطف خلفه :
- أمس اعتقلوا عشرة من المدرسة السليمية الإعدادية .
قال كأنه يسمع بديهية :
- يا سلام ...! هو الاعتقال شيء جديد ؟
هزه من كتفه ودنا منه وقال هامسا :
- يا أهبل اسأل أولا عن سبب الاعتقال.
- إيش يعني ، هوالاعتقال عاوز سبب ؟
سكت قليلا وراقب الجندي الذي يحرس انتظامهم ، فقال الفتى وهو يتله بحذر :
- أول أمس ، مشى عشرون ولدا من جانب المخفر ، وكان كل ولد حاملا في حقيبته حجرين ، ولما وصلوا المخفر ، ضربوا الشرطة الواقفين في الساحة .
أبدى اهتماما في الأمر ، فأصغى مفكرا بينما تابع الفتى:
- السبب هو أن الشرطة عبّدت كل المناطق المحيطة بالمخفر ، ولم تبق حجارة حوله ،فحمل الأولاد الحجارة في الحقائب ، كي يثبتوا لليهود أن إجراءاتهم بلا معنى .
مبادرة رائعة تستحق التصفيق ، أتراها مبادرة أطفال أم إيحاء كبار ، حتى تُُملأ الحقائب بالأقلام والكتب والحجارة ، وهذا التمثال المُتعِب الذي ينوء به ،التمثال الذي يعده للمعرض السنوي ، التمثال الذي أثار إعجاب الكثرين وثناءهم.
- والله فكرة ...! من أخبرك ؟
- إبن عمي الذي يدرس في الكلية .
- إذا فهم خائفون أن نعمل ما عملوه .
- ربما ...!
لم يطل به التفكير ، ولم يراجع أفكاره ، دس يده في الحقيبة ، تحسس الحجر ،وجده باردا ثقيلا ميتا ، يأخذ حيزا كبيرا من الحقيبة ،وحيزا من الجهد وحيزا من الوقت ،شعر لأول مرة بالتقيؤ،أخرجه من الحقيبة ،وراقب الجندي ، أسقطه جانبا ، أقفل الحقيبة وعاد إلى موقفه ،ومضى يتقدم ببطء نحو التفتيش ، قلبوا الحقيبة ، نثروا محتواتها، رطنوا فيما بينهم ,ومضى سامي يلم أشياءه التي سقطت على الأرض ،ثم انطلق مسرعا .
في الطريق إلى البيت كان يحمل حقيبة فارغة ، كانت الطريق ترابية ضيقة ، وكان يسير باحثاعن حجر صلب خشن الملمس حاد الزوايا ،ليحمله في الحقيبة

24/7/1983




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
الحجارة في الحقيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: