الملح و الإسفنج
صورة لحكاية تراثيه شعبية محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقى يا حفيظين العُمُر والسلامه ، حتى اتصلَوا على صاحب الإمامة ، سيدنا محمد ،
قولوا ألف صلاه وسلام عليه
بقى ها لمكاري ، على زمن ما بقى قِطاع النقِل على الدواب ، يرحم هذيك لِيّام ،
قدّيش بقى فيها محبه بين الناس و وئام
وحى ما نقورب عن الخرّافيه بنقول : بقى عنده ها لحمارين ، إجاه زبون ...
عنده ملح واسفنج ، وبده مكاري هُمام
عنده حمير صلبه ، مثل الأصايل كل ما تعبت إجا طِيبها أكثر ، مع انه لِحمار حمار ..،
ولو أطعمته لوز وحَمّمّته كل يوم حَمّام
أخذ ها لِحمارين ، واحد حط عليه لِسفِنْج ، وواحد حط عليه الملِح ، وقللهن حِي...،
ومَشِن ، والمسأله ما فيها عداله ولا انسجام
بقى اللي حامل الملِح يرزح تحت الحِمِل ، ونفسه مقطوع ، وعَرَقه مَرَقه ، ماكل روح الخل ،
وقلبه يرفط مثل جناح الحمام
واللي حامل السفنج مهيص ومعنفص ، يرقص ومدفعيته تقصف من الجذل والطرب ،
زيادة سخريه وقلة احترام
ويتمسخر عا للي حامل الملح !! إرزح تحت الحمل ، ما بتوصل إلا وانت مهدود ، منحرق فاطس فاطسك ،شايف الموت الزؤام
أنا حِملي خفيف ، بنط مثل الأرنب ، بطير مثل الفراشه ، أنصفني صاحبي بها لحمل الخفيف
وانتقم من جنابك شر انتقام
وحمار الملح بقى حزين ومهموم ، ليش حمل ثقيل وحمل خفيف ؟؟ والعداله تقتضي السويه ..،
بس الظاهر ما في عداله ها ليّام
وظلوا تحت ها لحملين ، ناس في عِزّها وناس في عزاها ، ناس بتوكلها هنيه مَرِيه وناس ،
بتوكلها مش على ما يرام
وفي الطريق بقى نهر ، راح حمار السفنج معنفص وخايض جوّاه ، يبلل جلده تا ينتعش ،
ويطير مثل عصفور محلّق با لأحلام
وما وصل حمار الملح إلا وحيله مهدود ، وبدنه مكدود وقايله فيه اللي بتقول بالحلقه *
عَ اللي شاربه مثل خط لِقلام
ورمى حاله في الميه واسترخى ، وقدّيش حس براحه بعد رزح الحمِل ، وتحلل التعب ،
وزالت الأوجاع اللي صابته والآلام
ذاب الملح وشرب السفنج الميه ، واللي بقى تعبان ارتاح وعنفص ، واللي بقى مرتاح ..
رزح با لتعب يشتكي من غدر لِيّام
قديش الوضع محزن للي برتاح بأولها وبشقى بتاليها ، وقدّيش الأمن والأمان للي ..
بشقى بأولها وبرتاح تالي العمر ولِيّام
* من صنوف النواح عند النساء أن تكون إحداهن (تبدع) أي تقول واللواتي حولها في الدائرة يرددن عليها ، وإذا كان المتوفى شابا تقول ( يا قايله قولي معي بالحلقه-وهي الدائره- يا شاربه خط القلم على الورقه) ، واذا كان محاربا يقلن ( طل بوز الباروده والسبع ما طل ، يا بوز الباروده بالندى مبتل)
تقرأ بلهجة أهل سنجل