منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 الحجر المهاجر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

الحجر المهاجر Empty
مُساهمةموضوع: الحجر المهاجر   الحجر المهاجر Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:37 pm

فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة

القصة الخامسة

الحجر المهاجر


تتغير خزائن البيت وملأة الاسرّة والأرائك , تتغيرألوان الجدران والأبواب والشبابيك ، وتتبدل الصحون والزهريات ، وتباع التحف أو تهدى أو تتلف ، ويؤتى بغيرها ، إلا ثلاثة أحجار بيضاء غير مستوية ، لا تزن كيلو غراما واحدا ،توضع في دورق حينا وحينا على وسادة من مخمل ، كأنها الماس أو حجارة من القمر بل إن أبا شلبي يقول إنها أثمن ما في الوجود ، إنها بعض من بيته ومزرعته التي غادرها في يافا .
ترتفع شدة الحرص على هذه الحجارة يوما بعد يوم ، وتزداد أهميتها مع سوء الأخبار السياسية وحسنها ،ومع الأحداث والتطورات سلبا وإيجابا ، أبو شلبي وحده يمارس معها طقوس العشق والتعبد ، أمامها يبكي ويفرح ، يناجيها ويكلمها كلما حزب الأمر ،ويبدي ضربا من الهلوسة وحالة من حالات الحنون تثير خوف الأسرة وحفيظة أفرادها ، يتمنون لو تغيب بقدرة قادر، تسرق، تتطاير، فقد بدا الرجل الذي جاوز السبعين يفقد عقله ، يفقد منطقه وفكره وذاته ووطنيته ،يصبح سوداويا سلبيا طفوليا .
ينكره الرفاق الذين عايشوه ، ويعرفونه من زمن بعيد ، فهذه الصوور المبثوثة في القاعة ، تشهد على شخصية ثرية العقل والتاريخ ،فها هوواقف بسلاحه مع حسن سلامة ،وهنا يقف مع أقطاب الحزب الوطني ،وفي تلك الصورة مع المجاهدين في الجبال ، وهذه المكتبة الزاخرة المنتقاة بعناية على مدى عشرات السنين ، لا تدل على شخصية سخيفة مهووسة .
يكرهها الصغير أشرف ، ويهم بقذفها أو يحاول تبديدها ، لعل شيئا من هذا النحس الجاثم أن يرحل ،فأبوه قد يغضب ردحا ، لكنه سيرضى آخر الأمر ،فما الفرق بين حجارة من يافا وحجارة من رام الله ، وأين دلالة الرمز والأيحاء ،ألا يكفي أننا الرمز الأقوى لفلسطين ، وهل نحتاج إلى حجارةحتى نتذكر الحق والأرض والوطن .
يدنو منها ، يزمع قذفها ، يحجم ويتذكر القصة الطريفة التي جاءت بهذه الحجارة ،قصة متداولة في العائلة شائعة عند الناس ، يتندرون بها في بعض المواقف ، ونشرها أحد الصحفيين في الجريدة ،قصة تدل على شاعرية الأب ورقته ووطنيته ، حيث التقى برجل إنجليزي ، كان يعرفه في يافا زمن الانتداب ، وكان قد دعاه يوما إلى بيته ، وطلب منه أن يذهب إلى فلسطين ، ويمضي إلى بيته هناك ،يصفه له ويحدثه عنه ويصوره أيضا ،ويحضر له ضمة نعنع من مشتل البئر ،وأي شيء آخر يراه مناسبا ، رجاه كثيرا واشترى له تذكرة سفر ، ذهابا و إيابا ، وما يحتاجه من مصاريف ، وذهب الإنجليزي ،ووعاد بعد اسبوع ، يحمل النعنع والصور والأحجار الثلاثة والكثيرمن الحكايات ،وفرح أبو شلبي واعتبر أبو شلبي ذلك أثمن ما في الوجود .
يعرف أشرف أنهذا أسلوب من أساليب التعبير عن الوطنية،ولكل إنسان أن يعبر عن موقفه بما يشاء ، ويعرف أن النقاش مع أبيه حراثة في بحر ، فيعرض الفتى أشرف معاناته على أحد معلميه :
- فلسطين يا أشرف ليست وثنا ، ونحن لانحبها من أجل أرضها وسمائها، ولا لأنها أرض آبائنا وأجدادنا ، إنها أرض من أرض الله لايميزها عن غيرها شيء إلا أنها شاهد على وفائن او إخلاصنا وأخلاقنا ، التفريط بأرض فلسطين ليس تفريطا بمساحات من الأرض بل تنازل عن الأمانة التي حملنا الله إياها ، تنازل عن واجبنا في إقامة الحق والعدل ومكافحة الظلم والإعتداء والفساد .
لم يستوعب أشرف الكثير من قول الأستاذ ، لعله قول صعب ، أوفكرة ليست في مستواه ، أو أن الأستاذ قد اقتضب القول .
أردف الأستاذ :
_أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية أن تصبح لها أبعاد مادية ، أي تنحصر فلسطين بالأرض والسماء والتراب والحجارة والمياه ،والأشجار والأجواء ،وأن تكون موقعا للسكن ومصدرا للعيش ،عندها يبدأ حصرها وتطويقها وتذويبها وتبديلها ، ونُدفع لأن نبحث عن سكن آخر ومصدر عيش أفضل ، أما ان تظل فلسطين رمزا للحق المدنس والظلم الواقع فإنها تجل عن التضييق والاستبدال، وتعظم عن الاحتواء والتقزيم والافناء .
- تمضي الايام ولم يزل أشرف على حيرته ، لم يعطه الاستاذ فكرا محددا ولا طريقا واضحا ، لكنه فهم ان الحجارة رمز سخيف لا تزيد شيئا ان لم تنقص ، أهؤلاء المتظاهرون الذين يرشقون الجنود بالحجارة لديهم رموز في قارورة يتزودون منها وينطلقون،الحجارة لا تصلح الا ليقذف بها الاعداء ، ها هم المتظاهرون يقتربون ، وانها فرصة لا تتكرر ، يمد لها يدا غير مترددة ،يلتقطها ويمضي مهرولا صوب الشارع ، ينطلق نحو المواجهة، يختبئ خلف جدار ، يراقب الموقف ، والجنود ، يقذفهم بالحجر الأول ، لم يتأكد من الإصابة ، فيطلق الثاني ويغير موقعه ، ويطلق الثالث ،لم يدر أن كانت قد أصابت أهدافها جيدا ام لا ،لكنه يعلم أنها استعملت الاستعمال الصحيح.
27/7/1983




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
الحجر المهاجر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: