منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 رجم العذارى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

رجم العذارى Empty
مُساهمةموضوع: رجم العذارى   رجم العذارى Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:42 pm


فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة

القصة الثامنة


رجم العذارى

هاهي الجرافات في رجم العذارى ، تقلع الأشجار وتسوي الأرض ، يترآى الغبار من مسافات بعيدة ، ونحن نتدفق من كل صوب ، ننسل من البيوت والحارات ، نرنوا بلهفة وتحسر نسب ونلعن ونصرخ ، ندنو في تهيب وحذر ، نتشكل في حلقات ، نتكاثف في مجموعات ولا نجرؤ على الاقتراب ، لا ندري ما نفعله ، فهذه إسرائيل تقرر فجأة إقامة مستوطة هنا .
لماذا رجم العذارى ؟ إنها المنطقة التي تعيش في وجدان كل شخص منا ، إنه أكثر من حديقة عامة ، وإنه أكثر من مجتمع للناس بالمناسبات ، إنه ليس أفضل قطعة أرض في قريتنا فقط ، بل هو شيء آخر ، إنه رجم العذارى .
تهوي الأشار الباسقة ، تسمع طقطقة الجذور وتكسرها ، وضجيج اقتلاعها ، نحس وطء الجنازير ومخالب الشفرات ، والغبار الذي يحجب عنا بعض الألم ، وكالأشجار تتمزق الأفئدة وتتحطم الذكريات ، كل منا له فيه حصة ، كل منا له فيه شجرة ، زرعها أو زرعت له ،يسقيها، يقلمها ، يعتني بها ، يقطف ثمارها ، كتب على جذعها إسمه وتاريخ ميلاده ، إنه سجل مواليدنا ، فلا يولد طفل إلا وتزرع له شجرة ، تسمى باسه ، يترافقان في رحلة العمر فيزرع الزيتون والتخيل تيمنا ، حتى إذا مات كتبنا عليه تاريخ الوفاة ، يذهب وتبقى الشجرة نذهب ويبقى رجم العذارى .
يقول أحدنا وهو يرفس الأرض :
- يلعن أبو اليوم الذي قعدنا فيه نتفرج ونصف حكي
ويقول آخر
- ملعون أبوها ... هي التي أخذت المصاري ولم تفعل شيئا.
فيرد ثان
- يعني بدك محامية يهودية تحمي لك أرضك ، إذا العرب كلها مش عاملة شي ، بدك فليسيا لانغر توقف في وجه حكومتها
ها نحن الآن وجها لوجه أمام الجرافات والشمس المحرقة والعطش والمعاناة ,والأعصاب المتعبة تزداد توترا ، فهاهو رجل يدق رأسه بالصخر ، وآخر يغوص على شجرة يهشم أغصانها ، وفي آخر الجمع إثنان يتشاجران لأن أحدهما نفخ فأطفأ عود الثقاب الوحيد الذي كان سيشعل فيه سيجارته ، ويكور آخر حطته وعقالة ويركلها لاعبا بها كرة قدم .

رجم العذارى ، لم نكن نسميك بهذا الاسم ، كنا ندعوك يوما مرج العذارى ، كنت تستقبل الصبايا عصر كل يوم ، يمخرنك إلى نبع العذارى في السفح المقابل ، حاملات جرار الماء على رؤوسهن ، من إي عهد حملت هذا الإسم ؟ لا أحد يدري ،لا أحد يعرف متى ابتدأت هذه الرحلة اليومية ، إلا أننا نذكر قبل قرن من الزمن ، حينما جاءت عائلة تطلب ملكيته ، تدّعيه لنفسها ، فقد تركته يوما إثر الصراعات اليمنية القيسية ، وها هي تعود بعد عهد وقد ازدادت عددا وعدة ، اشتبكت مع العائلة الأخرى في موقعة عظيمة ، كانت الحجارة فيها تنقل على ظهور الحمير وفي القفف على رؤوس النساء ، تراشقت العائلتان من الضحى حتى العصر ، أبدع الرجال في فن اللوص والتصويب ، قتل سبعة وجرح خلق كثير ، سارع مخاتير القرى المجاورة ووجهاؤها ، وأوقفوا المعركة ، وأسعفوا الجرحى ودفنوا القتلى ، ودفعوا دياتهم ، وأجروا مراسيم الصلح ، وجعلوا فوق قبورهم كل الحجارة التي استعملوها ، صار رجما كبيرا ، اسمه رجم العذارى ، وصار رجم العذارى ملكا عاما .
ها هي الجرافات تكتسح الرجم ، تزيحه إلى الأطراف ، تبعثر حجارته ، يتردد أن اليهود لا يستولون على الأملاك الخاصة ، أترانا أخطأنا إذ جعلناه ملكا عاما...! ولكن ما الفرق بين الخاص والعام ؟ لماذا نطلب من كل شخص أن يدفع الشر عن نفسه ؟ ماذا يستطيع المخاتير والوجهاء أن يفعلوا غير مقاضاة الدولة بواسطة محامية قديرة ؟ ثم يرفعون القضية المليون إلى هيئة الأمم؟ وان تصبح القضية عنوانا بارزا في الصحف والإذاعات والتلفازات ؟
ها هي الجذور تعلوا في الهواء ، تزاح الأشجار كالجيف ، لعل أطفالنا أكثر فضولا ، وأكثر جرأة وحنانا ، يقتربون أكثر ، نخاف عليهم ، ويزدادون اقترابا ، تنطلق من أكفهم الحجارة الصغيرة متوالية كثيفة ، تصيب الجرافات ، ترتد عن فولاذها وشفراتها ، يصاب السائقان ، يتوقف العمل يسرع المسلحون نحو الجموع ، يطلقون الرصاص ، ينتشر الناس في البساتين ، يتشتتون ، يتعثرون ، يسقطون ، يصابون ، يموتون ، لكن الحجارة ظلت تتساقط على اليهود والجرافات بلا انقطاع .

13/ 8/1983

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
رجم العذارى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: