منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 وأعدّوا لهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

وأعدّوا لهم Empty
مُساهمةموضوع: وأعدّوا لهم   وأعدّوا لهم Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:45 pm



فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة

القصة العاشرة


وأعدّوا لهم

تنطلق السيارة نحو القدس ، عبر الأشجار والندى ،والصبح الذي يولد ببطء ، فوق التلال وبين الأودية ، والهدوء والصمت الذي يغشى الركاب ويسودهم ، يستشعرون النسيمات الرطبة الباردة المتدفقة عبر النوافذ المفتوحة نصفا ، ويتحول الصمت إلى خشوع مع القرآن الذي يتلى من المذياع ، لعلها قراءة شافع ، فسالم لم يأخذ كامل المحاضرات في مساق القرءآت ،إنه يتمنى لو يحصل على تسجيل لهذه القراءة ، لعله النموذج الحسن .
إنه يمضي باكرا ، فالإبكار يعطي نشاطا متميزا ، وتواجدا حيا وحضورا حقيقيا ، لا يدري لماذا ربما لأنه لا يحب النوم بعد صلاة الفجر ، فيظل يقظا ، ويركب أول سيارة تغادر القرية ، إنه كتلة مبدأ , هكذا يصفه أهل القرية ،ويسمونه الشيخ سالم ، لماذا اختار كلية الشريعة دون غيرها ؟ لماذا لم يدرس الطب أو الهندسةأو العلوم ؟ كما يقتضي مؤهله ، لماذا لم يصغ للأهل والأصدقاء ،؟ ولم يأخذ بنصائحهم ، لا أحد يعلم ، بل لا أحد يدري سر هذا الاتجاه الذي يشيع بين الشباب .
دورية تربض في منعطف حاد ، يتفاجأ السائق ويخشى المخالفة ،فزيادة الركاب مخالفة صريحة باهظةالعقوبة ، يتوقف لإشارة الجندي ، فيمد رأسه من فتحة الشباك ، يطلب الهويات ، تمتد بها الأيدي ، يدقق فيها ، يزداد السائق انكماشا ، لم يأبه للحمولة الزائدة ، يأذن لهم فينطلق السائق فرحا ، يقفل المذياع ، ويطلق لسانه في أحاديثه المعروفة ، يحتج الركاب على قطع التلاوة ، يعتذر السائق ويعيد إشعال المذياع .
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون عدو الله وعدوكم ...) تسقط على القلب بلسما كالشذى ، كالندى ، يرددها الركاب في تلذذ، يقرأونهامع المقرئ ، كأنهم يستطيبونها ، لقد أصبحت هذه الآية شعارا من الشعارات التي تُرفع في طول العالم العربي وعرضه ،ماذا يعني الأعداد ؟ ما حكم الأمر في ( وأعدوا) ؟ أتراه تكليف للفرد أم للجماعة .
لم تبزغ القدس ولا أطلت مآذنها ، ولا بد من دوريات أخرى على الطريق ، فالمظاهرات مشتعلة والإضرابات متواصلة ، والمواجهات دامية ، في القرى والمدن والمخيمات ، كل يوم فيه شهيد أو أسير أ,جريح ، أترعت السجون بلا جدوى ، فلكل جيل معركته ، وتجربته ، لا يغني جيل عن جيل آخر ،يقدم ضريبته ، ويدفع ما عليه لله والحق والوطن ، لا نهاية لهذا الكفاح الذي ينبت كالعشب البري ، وينمو مع الرعي والتقليم ، الأمور تزداد تفاقما ، وتصبح مادة دسمة للإعلام .
تنتهي التلاوة ، يعدل سالم جلسته ، ينضد كتبه على فخذيه ، يصغي إلى التفسير (...ويأمرنا الله في هذه الآية الكريمة أن نعد للأعداءما نستطيعه من قوة، والمقصود هنا بالقوة ، ووسائل القوة كثيرة كثيرة تختلف من عصر إلى عصر ، فحينما كانت تتمثل قديما بالسيوف والرماح والنبال والتروس ، فإنها تتمثل اليوم بالدبابات والطائرات والصواريخ ، ومختلف الأسلحة الأخرى ...)
تفسير تقليدي لا جديد فيه ، فلماذا قال الله تعالى ةمن رباط الخيل أي عطف رباط الخبل على القوة ، لاشك يرمي إلى فصل الإعداد عن المرابطة ، ولكنه يجعلهما متلازمتين ، أي إعداد متواصل ومرابطة متواصلة ،لماذا تكون التفاسير المأثورة هي التفاسير الأفضل ، لماذا هذا المعسكر الكبير المتواجد هنا منذ أن كان الاحتلال ، إنه ليس معسكر تدريب أو صيانة أو خدمات ، نمر عليه يوميا نرى فيه الدبابات والمدافع والناقلات والصواريخ ، أسلحة لم تبرح مكانها حتى في حروب إسرائيل الكبرى ،ربما أنها غير صالحة ، ربما أنها للعرض فقط ، كي ينظرها العرب ويتذكرون وضعهم الأعزل الضعيف ، ويؤمنون بتفوق عدوهم واقتداره .
(...وأعدّوا لهم ما استطعتم ...) لماذا لم يقل وأعدوا لهم أكثر مما أعدوا لكم وأحدث ؟ ماذا تعني الاستطاعة ؟ إنها نطاق القدرة ومجال الجهد ، أن تستحضر الإمكانات التي في حوزتك ، والتي تقدر عليها ، وفي متناول يدك ، تعني ألا تنتظر القوة التي تريدها ، أو تتمناها ، وتتفوق فيها على عدوك ، إذن فالمقياس هو القدرة والاستطاعة ، وليس الكمية والنوعية ، إنها فقكرة تستحق المناقشة مع أستاذ التفسير ، ولكن لماذا المناقشة وأخذ الرأي ؟ إنه تفسير يتفق مع الروح الإسلامية والوقائع التاريخية , فما كان يوما من توازن بين المسلمين وأعدائهم ، كانوا الفئة القليلة التي تنتصر على الفئة الكبيرة ، كانوا الأقل عتادا والأكثر نصرا .
تؤرقه الفكرة ، وتدور في صدره ، يتداولها الطلبة باهتمام ، بين المحاضرات وفي الردهات وفي الملعب .
يقول الشيخ سالم في جمع من الطلاب :
- لقد أمرنا الله أن نقاتل بما نستطيع ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وعلينا أن نعترف بما نستطيعه وبما لا نستطيعه ، فإننا سنرهب به عدو الله وعدونا ، وإن ينصركم الله فلا غالب لكم )
- تشتعل الفكرة في النفوس ، تناقش بكل الجدة والعمق اللازم ، تخرج جموع الطلبة من الكلية ، تحمل الحجارة ،تتجه صوب المركز العسكري ، يقذفونها ويهتفون:
- اللهم هذه استطاعتنا ...اللهم هذا ما نستطيع .

20/8/1983



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
وأعدّوا لهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: