منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  حادثة سير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 حادثة سير  Empty
مُساهمةموضوع: حادثة سير     حادثة سير  Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:52 pm


فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة

القصة الثالثة عشرة

حادثة سير

الم تمل الجلوس هنا يا سفيان ، لماذا تطيل المكوث والتأمل ؟ أتراك تهرب من الناس أم تهرب من ذاتك ؟ كيف اكتشفت هذه الصخور وموقعها المطل على هذا الوادي ؟الذي يبدو كالجرف ، موقع رائع يريك السفح المقابل والانحدار الصخري الأملس ،رائع بقدر ما هو عار من الشجيرات والأتربة ،رائع بهذه الصخور المنزلقة في الجرف ، بهذه السيارة التي تستقر هيكلاً في القعر ،صدئة مهترئة من نصف قرن أو يزيد .
أحد لا يشعر مثلك بهذا الموقع الاستراتيجي المشرف على الطريق الواصل بين رام الله ونابلس ، متعة أن تتابع سعي السيارات عليه، تلاحقها البصر في اختفائها وظهورها ، في ذوبانها بين الظلال والضباب لماذا يسمون هذه المنطقة ظهرة سفيان ،الان جدك هو الذي استصلحها وزرعها ،أم لأنها كانت مسرحاً لعملية قام بها عام 1936.
اسموك يا سفيان على اسم جدك تيمناً به ،ورغبة من اهلك أن تصبح نسخة جديدة عنه ، بل هي رغبة الجد قبل أن يموت ،انه اسم ثقيل عليك،تنوء به حملاً قاسياً ،فانى لك أن تصبح مثل جدك ! فجدك كان اسطورة ، لا زال يعيش في وجدان القرية ،كان رجلاً ضخماً قوي الصوت ، ويأكل خمسة ارغفة ويبطح أربعة رجال ، يستطيع أن يرفع رجلين على كفيه ،يتندر الناس بحكاياته ومغامراته ،يقولون باسناد صحيح أنه أمسك بمؤخرة سيارة فلم تستطع الانطلاق ، ويؤكدون بفخر انه ضرب شجرة تين حجراً فخلعها من جذورها ، كما ضرب البغلة كفا على بطنها فبقرها .
هذاجدك يا سفيان ،وأين أنت منه اليوم ،زنداك رفيعتان كعودي قصب ،ضعيف البنية نحيل الجسم ،بطيء الحركة ،لا تكاد أن تأكل شيئاً ،لا تحب الرياضة ولا تميل الى العنف ، انعزالي أو على رأي الآخرين حيادي ،لا تملك الكثير من الأصدقاء والصحاب ،لست متفوقاً في شيء ،لا في الدراسة ولا الذكاء ،وليس فيك من سميك شيئاً .
هل جلوسك هنا عزاء لك عن هذه المفارقة ،هل تعيش الماضي هنا أم تنطلق الى المستقبل ،جدك يجلس هنا قبل نصف قرن ، هنا كان مركز قيادته ،يخطط ويدير عمليات فصليه ،وكانت جولاته تدل على ذكاء وشجاعة نادرة ،أراد أن يدمر سيارة عسكرية انجليزية كانت تمر على هذه الطريق بأنتظام ،يقول العارفون بهذه الواقعة أنه فكر أن يعترضها بشيء من الصخور والتراب ، لكنه خشي على سيارات الناس التي تمر بلا انتظام ، فكر طويلاً وتفتق ذهنه عن طريقة جديدة ،أن يدحرج حجراًضخماً من هذا المنحدر ،يدحرجه كي يلتقي مع السيارة في نقطة واحدة يصطدم بها ويحطمها ، لعلها تجربة فريدة ،لا تقاس إلا بالإحساس البكر المرهف ،أعد الصخرة الكروية ،وضعها على شفى الانقلاب حتى اذا ما اقتراب سيارة الدورية دفع الحجر ،وهرول بقوة وتسارع ،شاهده السائق ،ارتبك ، حاول أن يتفادى الارتطام به انزلقت السيارة واستقرت في الوادي .
انهم يقصون عليك هذه القصة بأساليب مختلفة ،لماذا تحب أن تذكرها ولا تحب أن تسمعها ،لعلك ترغب أن تكون مثله ولكنك تكره الإلحاح ولا تحب المقارنة ،يداك ضعيفتان وقواك محدودة ، ولا يمكن أن تكون صورة جديدة ،لقد عاش زمنه ، وأنت لا تقوى أن تعيش ذاك الزمان ،تغيرت أشياء كثيرة ،هذا الشارع الذي تضاعف اتساعه ،والسيارة الحديثة القوية ذات الكوابح العالية الفعالية ،وأجهزة الاتصال الحديثة ،والاساليب البدائية ما عادت تفيد مع دولة عسكرية متطورة .
هل أنت يائس.. ربما.. أنك لا تستطيع أن تدحرج حجراًضخماً كما دحرجه جدك ،ولا تستطيع أن تكون فدائياً ولا قائداً لجماعة ولا أن تكون بطلاً ،فليكن ...فهذا قدرك وهذه استطاعتك ،هيهات أن تقوى على قذف حجر بحجم حبة الجوز ،وتتعدى به الطريق الى السفح ، اقذف بواحد تجربة ،اتبعه بآخر ، لا بأس ،تقصر المسافة ويسقط وسط الطريق ،ويكاد أن يصيب سيارة القرية ، يصيح ركابها عليك، ويقذفونك بشتيمة لم تميزها، تأسف لما بدر منك، لكن الإساءة تبقى إساءة، ولكن لماذا لا تصيب بمثل هذا الحجر سيارة الدورية العسكرية التي تمر يومياً، فكرةتحتاج الى كثير من الشجاعة، ولكن ماذا تريد أن تحقق بهذا الحجر؟ هل ستعطبها، أم تكسر زجاجها ؟أنك لا تهتم بالنتيجة، إنك تريد أن تفعل شيئاً.
ها هي السيارة العسكرية تسعى، شكلها يدل عليها تجتاز المنعطفات المتعاقبة، تزداد اقتراباً ووضوحاً، مكشوفة الغطاء، تقل أربعة من الجنود، تجتاز المنعطف الحاد الى منعطف حاد معاكس، سرعتها ثابتة، السرعة التي يمر بها العسكريون دوماً، انتق الحجر المناسب، ها هم يقتربون يصبحون في مجال الهدف صوب قدر جهدك، ها أنت قد أصبت السائق في رأسه، والسيارة يختل توازنها، ترتد من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، تموج كأنها زورق، يحاولون التشبت بأركانها، وتصحيح مسارها، وانقاذ عجلاتها الخلفية من الجنوح الى الاطاريف الترابية، لكنها تنزلق ،ينهار التراب، تفقد توازنها، تنقلب على نفسها، تتدحرج، تهوى في الوادي السحيق، يتبعها الغبار الكثيف وأصوات الارتطام الرهيبة كالرعد أو قصف المدافع، ويرتد الصدى، وتسكن في القعر حطاماً، تحت ضباب الغبار وتتابع انهيار الحجارة، تتكوم قرب الهيكل القديم المهترىء.
لماذا تهرب يا سفيان؟ لماذا لا تخبر احداً؟ فالناس يسمعون الصوت ويعلمون الأمر، ويتكلمون عن عمليات الانقاذ المضنية والضحايا التي تناثرت اشلاؤها، يسمعون عبر الاذاعة عن مصرع أربعة جنود في حادث سير مؤسف .
وأنت يا سفيان بين الحلم والحقيقة .

29/8/83




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
حادثة سير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: