منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  أبو حجر....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 أبو حجر.... Empty
مُساهمةموضوع: أبو حجر....    أبو حجر.... Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:54 pm


فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة

القصةالرابعةعشرة





أبو حجر

إنهم يتنادون بالألقاب، عادة شائعة، ما زالوا في القرية يمارسونها، بعضهم صنع لقبة وبعضهم أُطلق علية، يتمايزون بها ويتنادون أكثر من اسمائهم الصحيحة.
لا تتعب نفسك وانت تبحث عن عبدالله محمود، فأحد لا يعرف هذا الأسم حتى لو سألت أقرب الناس إليه، أما لو سألت عن (أبو حجر) فكأنك تسأل عن أحد المشاهير، إسم لا يوحي لك بأنه فتى في الخامسة عشر من عمره، وادع مسكين، ينوء بهذا اللقب وتصطبغ حياته بالكثير من الهواجس والمحظورات والكوابيس .
إنه الفتى أبو حجر، لا يستطيع أن يؤكد لك ما يقوله الناس عنه، فكل ما يقال حدث في زمن اللاوعي، قبل ان يبلغ الرابعة من عمره، يقولون أنه كان طفلاً عادياً، يتميز ببعض الحركة والنشاط، يقولون أنه قتل طفلاً كان يلعب معه، يقصونها بشيء من التفصيل وكثير من الوجوه، أحدهم يؤكد أنه دق رأسه كما يدق الثوم، ويقول آخر أنه صفقه بحجرين على رأسه فكسر جمجمته ويجمعون على انه مضى في لامبالاة وترك الطفل ينزف حتى مات .
ها هي القرية ككل المجتمعات الصغيرة لا تسقط شيئاً، تحتفظ لكل شخص بتاريخ مفصل، مسجل في الذاكرة، يحكون أخباره ونوادر ويعيدون حكاياته وأقواله، يتداولونها باستمرار، هي مادة السمر في الليل والتسلية أيام الحصاد، حتى البرامج الاذاعية والتلفزيونية ، لم توقف هذه المداولات ، يرحل الناس إلى ديار الغربة وتبقى الأخبار، يرحلون الى جوار ربهم وتبقى حكاياتهم ونوادرهم .

ومهما حاول أن يخرج على هذا الاستحضار الدائم لجريمته إلا أنه عاجز دائماً، إنهم يقصونها عليه من باب الوعظ ومن باب التذكير ومن باب الممازحة السمجة، يؤكدون له بشاعة فعلته ، فعلتة لم تحدث في تاريخ القرية، ولم يسمع بمثلها في مكان آخر، قضية هزت الوجدان، استنكرها كل من سمعها رغم أن الجاني طفل، يذهل الأهل ويتحملون المسؤولية، فيسوقون المخاتير والوجهاء عطوةً، ويسقط أهل المغدور حقهم إكراماً لله والجاهة ، على أن يجلوا عن القرية خمس سنين، يعود بعدها عبدالله ليلقاه اسم جديد يتلبسه، يذهل لحكايات مفزعة ، تنغص العيش عليه ، تجعله رهن الخوف والحذر من عملية انتقام .

ليس هذا فقط ، فإشياء كثيرة تذكر عبدالله بمأساته ، فهذا قبر الطفل واقع حذو طريق المدرسة ، يجلب انتباهه وإن حاول تجاهله ، وفوق ذلك يجد من يقول له : هذا قبر الذي قتلته ، فيغمره الهم ويشارف على الاختناق ، يهرب ، لكنه من ساحة المدرسة ينظر إلى البستان المجاور ، ذلك البستان المملوء باللوز والمشمش والتفاح والإجاص ، ذاك البستان الذي كان يوما ملكا لهم ، بستان بيع بثمن بخس لكي يسدد الأهل نفقات العطوة والصلحة واسترضاء الخواطر ، يشعر بمسؤولية ما ، يشعر بفداحة الذنب والخسارة التي سببها لأهله ، يشعر أنه مدين لأهل الطفل ، مدين للناس ، يلسعه الألم ويغمض عينيه ويهرب.
إنهم يؤكدون براءته دوما، إلا أنهم يتعاملون معه بشيء من التوجس ، يقول بعض المتعارفين إنه مفطور على الإجرام ، يقتضي تجنبه والحذر منه ، ولا يقتضي مصادقته أو ممازحته او مشاركته اللعب والمرح ، يقيمون حياله حاجزا ، تتباعد بينه وبين الناس ، ويتساءل بنفاذ صبر : ما العمل...؟ كيف له أن أن يجتاز هذه الشرنقة التي تكبل حركته وتقولب شخصيته .
ها هم يدفعونك إلى الزاوية ، إلى التفكير بالهجرة ، بالإنتحار ، يقلب الفكرة ، يفتش عن أساليب الإنتحار؛ السم ،السكين ، التردي ، الاحتراق ، الغرق ، كلها ممكنة في القرية ، إلا أن شيئا يشده ، يثنيه عن هذا الاتجاه ، فالإجرام بحق نفسه لا يبرئه من الإجرام بحق الآخرين ، إنه يحاول تحسين سمعته بمزيد من من الانضباط الخلقي ، إلا أن الإنتحار بفضي به عكس ذلك تماما .
ها هو أبو حجر يقف _ رغم محاذير أهله المتكررة _ يقف على شرفة منزله ، في غمرة اليأس والقنوط ، يسائل نفسه ويحتار ، والسيارة العسكرية القادمة ستستقر كالعادة تحت الشرفة ، تزيده إحباطا فوق إحباط ، لماذا لم يشارك يوما في مظاهرات أو تصدٍ أو عمل ما ؟ إنه ليس جبانا بل أكثر شجاعة مما يعتقدون ، لكنه السد القائم بينه وبين الناس ، والظروف التي لم تسعفه .
تقف السيارة في موقفها المعتاد ، يطفئون المحرك ويستعدون لجولتهم اليومية ، ينزل الجنود ويسبقهم قائدهم ، يتميز بمشيته الطاووسية ، ورتبته العسكرية الواضحة ، فوق كتفه ، يستقر قرب الشرفة ، بل أسفل الشرفة ، ماذا لوأسقط على رأسه شيئا ...؟إنهافكرة ...لو يستطيع تنفيذها ، إنها الفرصة التي سنحت ، ما أجمل أن يكون أباحجر حقا ...! أن يغتسل من الماضي العفن ، ماذا لو يسقط من قوارير الأزهار ، لا إنها لا تسحق رأسه جيدا ، لعل ذاك الحجر الموضوع علىكومة الجبن الطري أفضل بكثير ، أجل ، إنه لعظيم ، ثقيل بقدر المعاناة ، مجهد بحجم الاغتسال ، يستقر به على حافة الشرفة ، إهدأ ، وابرد أعصابك المشتعلة ، خذ نفسا وراقب القائد أين تستقر به الخيلاء ، ، هل صار في مهوى الحجر ؟ إدفعه إذاً ، وارقبه كيف يسحق رأسه ، وانظر فزع الجنود واضطرابهم ، وإطلاقهم العيارات في شتّى الاتجاهات ، ثم انزل الأدراج إلى الشارع ، قدم لهم نفسك ، واعترف ، وإن سألوك ما إسمك وما عمرك فقل لهم : إنك الفتى أبو حجر







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
أبو حجر....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: