منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  وامعتصماه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 وامعتصماه Empty
مُساهمةموضوع: وامعتصماه    وامعتصماه Emptyالخميس يونيو 09, 2011 5:56 pm



فتيان الحجارة

سعادة عودة أبو عراق

فتيان الحجارة

قصص قصيرة

منشورات دار آسيا للنشر والتوزيع

رقم الإيداع323/7/1984

الطبعة الأولى
1985

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهــداء
إلى أحبائي ؛ مناف ومحمد ، إنها أحداث
لم تشهدوها ، دعوني أقصهاعليكم

سعادة

القصة الخامسة عشر


وامعتصماه

سيارات عسكرية ثلاث ، تستقر هادرة في الساحة ، يبصرها المختار ، إنها سيارات حرس الحدود , ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لونها قابض شرس ، يقشعر له البدن ، ويفيض القلب خيفة وتوجسا ، فأي الشباب سوف يعتقلون ، يهرول الدرجات متكئا على الافريز الخشبي ، إنهم هم الذين يأتون للإعتقال دوما ، فيهم توكل دوما مهمات الاعتقال ، هكذا يبدو ، يقترب منهم ويقتربون منه ، يعرفهم ويعرفونه ، يخاطبونه ويردون عليه برود ، يستل الأوراق المعهودة من جيبه ، يعرفها من شكلها ولونها ، وما تحويه من أسماء سيعتقلونهم ، فمن يكونون ...؟ إنه يخمن ، إنه يعرف ولا يعرف .
إنها نجمة عبدالسلام .....!
إذاً فهي فتاة هذه المرة ، إنها أول فتاة تعتقل ، نجمة..., هذه الفتاة التي تعمل مدرّسة في مدرسة البنات ,ونعطي بعض الحصص في مدرسة الذكور تطوعا ، تلك الحصص التي شغرت باعتقال أحد المدرسين . نجمة تلك الفتاة البسيطة الاجتماعية الذكية , المخطوبة إلى معتصم جابر ، الممرض الذي يدير المستوصف في غياب الطبيب .
خبر مذهل ، يسقط على المختار كالقدر ، يصبح إزاءه واجما لا يريم ، إنه حرج الموقف ، لماذا يريدونه شاهدا على الاعتقال !
وكأنه مشارك في اعتقالهم ، أو يقدمهم بيديه ، ما هذا العناء الذي لا ينتهي ! والعذاب الذي يزداد . أما اعتقال فتاة ،فإنها إضافة نوعية جديدة ، ليست أول فتاة تعتقل ، لكنها أول فتاة من القرية ، لذلك فالشعور أليم مختلف متميز ، إنهم يتأسون بشجاعة الشباب وقدرتهم على الاحتمال ، ورغم ذلك فإنهم يتفطرون ألما حينما يُزَجْون بالسيارة ،ولكنها اليوم نجمة ، لا أحد يعرف كيف تكون المشاعر ، ولا كيف تضبط التصرفات والانفعالات .
- لماذا ...؟
يسأل المختا وكأن هناك أسباب وجيهة ، لعله يباطئ ، يقاوم التنفيذ ، يتلكأ ، يعبر عن رفض لاشعوري .
_ مخربون ... كلكم مخربون
يرد الضابط بصلف ، يتلذذ بهذا الهلع الواضح على وجه المختار ، وهذا الاستطلاع المتوجس الذي يبدو على الوجوه التي تجمعت من كل صوب ، كيف توافدت هذه الجموع بهذه السرعة ؟
_ في المدرسة
يجيب المختار ، يسير منوما ، يسيرون معه ، فالمدرسة على الضفاف الأخرى من الساحة ،يدخلون المدرسة ، يزداد التوتر في الجمع ، ينفجر القلق وتنطلق التخمينات ، يتوافد الطلاب من مدرسة الذكور ، إنهم خلق كثير ، لعل أحدا لم يشهد هذا العدد ، شيوخ وأطفال وشباب ونساء ورجال ، توقف بعضهم باغنامه وبقراته وحميره ،حتى القطط والكلاب تجمعت في مكان غير بعيد .
يخرج المختار والمدير ونجمة وخلفهم الجنود ، تمتقع الوجوه وتستدير الأحداق وتَجمدُ في محاجرها ، أكثرهم لم يفطن إلى ريقه الذي نشف ، ومن فطن بلعه وضرب كفا بكف ، وقال لا حول ولا قوة إلا بالله .
اخترق الموقف الصفوف ، حركة استعراضية أبهجت الضابط وأمتعته ، وفجأة تنطلق الصرخة :
-وامعتصماه ...!
تطلقها نجمة في سورة من الياس والحماس، يرتفع الضغط ويزداد التوتر الشرياني ، ولم تعد الجفون قادرة على حبس الدمع المتحفز أن يفيض ، ( وامعتصماه ) صرخة تاريخية تراثية أطلقتها امرأة أنطاكية وسمعها الخليفة في بغداد ،صرخة تطلقها الفتاة تقليدا وحماسا، تربط الماضي بالحاضر ربطا رومنسيا ، للمقارنة ليس إلا ، لكن القوم يزدادون وجوما ، ويزدادون إحباطا وانهيارا .
يقترب الموكب من السيارة ، يتباطأ الضابط كأنه يمشي في عرس ، يصل معتصم جابر ، يندفع كالسهم يخترق الجمع ، يبرز في ثيابه البيضاء كالشبح ، يواجه نجمة ، تقف في حلقه الكلمات ، تبادره القول :
_ معتصم ...! لا تخف يا معتصم
_ أنا فداك يا نجمة ...
تفيض النفوس أسى ، ويزداد الدم الصاعد للرؤوس، وتصبح الدنيا في حجم امرأة ، فتنزف النفوس آهاتها ، وتنفث آلامها ، والمعتصم يصرخ كالمجنون :
_ خذوني أنا.... خذوني أنا
يُدفع إلى مسافات بعيدة ، تندفع إليه نجمة ، يمسكون بها ، وتُسحب نحو السيارة ، فتناديه مرة أخرى :
_ وا معتصماه ...
ويعرف الناس أي المعتصمين تنادي ، إنها لا تطلق شعارات ولا تستثير عواطفا ، بل تعرف أين تبث صرختها ، لقد سمعها على بعد ليس بقليل من هنا ، فالقلبان متواصلان ، يتهاتفان بإسلوب لا يعقله إلا المحبون .
وتناديه مرة أخرى :
_ وا معتصماه ...
إنه الخليفة حيث مات الخلفاء ، إنه الشجاع حيث مات الشجعان ، يلبي النداء حيث يتشاغل الآخرون ، وماذا في يدك يا معتصم ، قبضة من تراب ، اقذفهم بها ، ولا تأس َ ، فلتذروها الرياح ، فلتنتثر ، هاهي ترتد عليهم حجارة بعدد ذرات التراب ، تهطل شواظا على السيارات والجنود ، من كل الأكف الصغيرة والكبيرة ، من كل الجهات تتساقط ، أنظر ، في جميع الجهات يطلق الرصاص ، ومن جميع الجهات تقذف الحجارة .

3/9/1983



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
وامعتصماه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: