منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 1 شارع النزهة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

1  شارع النزهة Empty
مُساهمةموضوع: 1 شارع النزهة   1  شارع النزهة Emptyالخميس يونيو 09, 2011 6:15 pm

شارع النزهة

(زرقاء بلا ذنوب)
كتاب منشور بقلم : سعاده عوده ابو عراق

1 شارع النزهة

في شارع النزهة ، أمام المحكمة يجلس نايف فضّي خَلْفَ طاولةٍ مرتوقة ، يستظل ببقايا شجرة كينا عجوز ، ينظر إلى المارين ، يستطلع مشيتهم ، يستدرجهم بكلمات معسولة متوسلة،عارضا عليهم أنواع خدماته اللازمة في المحكمة .
يتعلق بصره بامرأة سمينة مشيتها متهالكة ، كأن بها عرجا ، تمشي على وجل وتهيب ، أدرك بفراسته _ وهي تختار موقعه المتطرف _ أنها تكتم أمرا يصعب البوح به ، فقال بلطف مبالغ به.
_ تفضلي يا حاجة .
تمهلَتْ ، واقتربت منه ، فمد لها كرسيا هرما ، جلست ولهاثها عميق .
_ أهلا وسهلا .... بماذا أخدمك ؟
استرجعت هدوءها، وبدت ترتب أفكارها، وهي تنظر نحو السيل، تأملها ، فلذَّ له منظرها ، كأن في وجهها ملامحَ مألوفة ، تستريح لها النفس .
استردت بصرها السارح عبر السيل الجاف، وقالت وهي تنفث:
_ والله آخر زمن ...!!
_ كلنا نعاني من جور الزمان ، بماذا يمكنني أن أساعدك ؟
_ أريد أن أطلب نفقة من أولادي .
تناول القلم وأعد نفسه للكتابة ، قال لها :
_ ما اسمك ؟
_ زكية عبده .
توقفت يده عن الكتابة ، وحدق بعمق في وجهها ، ثم قال باستفهام :
_ زكية عبده الصابر ؟
نظرت إليه باستطلاع مريب، تتفرس في وجه هذا الذي يعرفها، كان صمتها إيجابيا ، قرأ فيه صدق ذاكرته ، فصاح بلا وجل كأنه في البرية :
_ أنا نايف.....نايف فضّي
برقت عيناها ، وكتمت فرحا فجر الدم في وجنتيها ، وقالت منكرة معرفتها به:
_ من أنت ... ؟ من نايف ... ؟
لعلها ترمي إلى إيقاف جنونه ، لا بأس ، يجب أن يأخذ نفسا ويهدئ أعصابه ، ويستعيد لغة العاشقين المستعطفة :
_ أتذكرين حينما افترقنا هنا قبل أربعين سنة ؟
_ عيب عليك يا رجل ، أنت كبير السن .
لم يجد في إنكارها شيئا ضد الأنوثة .
_ أتذكرين حينما صعدنا من جانب هذا المسبح ، كنا نتكئ على بعضنا ، فإذا بأبيك هنا ، يسير على هذا الطريق ، أمسك بي فهربت ، وأمسك بك فأذعنت ، كنت صغيرا ، لا... كنت نذلا ...كنت جبانا .
¬ _ في أي حلم رأيت هذا ... إنك حقا لمجنون
جميل أن لا تبوح بمكنونات ذاكرتها
_ نعم ... لقد جننت ، فماذا فعل بك أبوك ؟
_ أتريدني أن أختلق معك الحكايات ؟
جيد ... ، لقد بدأت النقاش ، بدأت الاستجابة .
_ أي حكايات أختلقها ؟ اسألي هذه الكينا التي شاخت ، ألم ترنا ونحن نمر بجانبها . اسألي شجرة التوت السفلى عن الحفنات الذي التقطناها منها ، اسألي القصب الذي لذنا به ، والماء الذي غسلنا أرجلنا فيه ، ذهب الماء ولم تذهب الذكرى .
_ ما بك...؟ هل أنت تمثل على مسرح ؟
_ هذا تعبير لا تأتي به امرأة في مثل سنك ، لقد كنت مثقفة ، تحبين الكتب والمجلات ، تجيدين الرسم والشعر والغناء ، أنت زكية .... ولا تشبهك امرأة في العالم .
_ ما يهمك أن أكون زكية أم غيرها .
_ ليتك تعلمين أهمية ذلك ، لقد جعلتني طوال أربعين سنة مخروطا معدنيا يدور على رأسه ، يحفر الأرض ، لا يدري عمَّ يبحث ، لعله يتوقف الآن أو يستريح.
_ إذن سأتركك لتستريح، فليس لدي ما أقوله.
_ لا أطلب منك أن تقولي ، اسمعي فقط ، لقد كلمتك طوال أربعين سنة ولم أسمع منك ردا ، لقد كنت دوما معي ، في صحوتي ونومي وسهدي ، في مسيري وجلوسي ، في فرحي وبؤسي، في غرفة النوم وغرفة العمل ، فوق الورق وعلى الحائط وفي محفظة النقود ، في وجوه الصبايا الجميلات وفي فترينات الملابس ، في وجه القمر وعلى بتلات الزهور .
_ لو كنت زكية , فما الذي تريده مني ؟
_ ماذا يريد الأعمى غير عينين، ماذا يريد الظمآن غير شربة ماء ، والسجين غير الحرية ، والغريق غير الشاطئٍ ، أنت جزئي الذي ضاع مني .
_ أراك قد أصبحت شاعرا .
_ ها أنت تعترفين بشاعريتي ، وما كنت تعترفين بها ، كنت تقوِّمين لي الأوزان ، وتصلحين لي النحو ، وتسخرين من تعبيراتي البدائية الفجة ، وحينما امتلكت القدرة ، لم استطع أن أُسمِعَك . كنت أناديك بها من على الجرائد والمجلات، وعبر الإذاعة أحيانا ، لكن لا أنت سمعت، ولا رجع الصدى .
سكت ، وسكتت زكية ، مستسلِمَيْن لانفتاح الذاكرة على مكنوناتها ، غارقين في تخاطب العيون ، وسيل المشاعر حد الاستحمام ، لم يسألها عن زوجها الذي مات ، ولا عن عقوق أولادها، ولم يخبرها عن تجواله في بلاد كثيرة ، وعن الفشل الذي لازمه حتى استقر به المطاف كاتب استدعاءات أمام المحكمة ، عن أحلامه التي تابعته كثيرا كالغمام ، لكنها انقشعت بعد طول سفر ، فالوقت الآن أثمن من أن يُبدَّدَ بسرد الذكريات . دنا منها وكأنه يسأل بعد طول جدال :
_ هل تتزوجينني يا زكية ؟
أطرقت وهي تبتسم ، فاسترخت قسمات وجهه ، فرأى السيل يتدفق بمياهه الصافية ، ورأى القصب يحفه ، وبساتين الخص ، وأشجار التوت والمشمش وارفة كما يشتهي .
فقال وهو يخرج ورقة أخرى :
_ إذن... نكتب استدعاءً لعقد الزواج ؟


الزرقاء10/3/2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
1 شارع النزهة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 11 شارع السعادة
»  20 شارع الإسلام
» مطابخ خشب ارو ( 18 شارع امتداد مكرم عبيد - امام البنك الاهلى )
» مطابخ stainless (شارع امتداد مكرم عبيد – امام البنك الاهلى )
» مطابخ استانلس (شارع امتداد مكرم عبيد – امام البنك الاهلى )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: