منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  8 قصر شبيب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

  8 قصر شبيب Empty
مُساهمةموضوع: 8 قصر شبيب     8 قصر شبيب Emptyالخميس يونيو 09, 2011 6:33 pm

(زرقاء بلا ذنوب)
كتاب منشور بقلم : سعاده عوده ابو عراق



8 قصر شبيب
كعادته قَدِم ( ربيعان ) من الشرق ، حاملا على حماره منتجات يبيعها : سمنا وجميدا وصوفا وزبدة ، ويسوق عنزات مذعورة لا يفتأ ينهرها بعنف وهي تحرن ، وعلى منكبيه فروة بهت لونها ،مثقلة بالغبار وروائح ألأغنام والدخان ، يغذ الخطى إلى دكان سليمان العودة ، يحرص أن يصله باكرا قدر ما يستطيع ، لعله يعود إلى مضاربه قبل المغيب .
لم يُفاجأ إذ رأى حانوت سليمان مقفلا ، لعله تأخر في النوم ، لا باس سيجلس ريثما يجيء ، لكن الشمس ارتفعت في السماء ولم يأت سليمان ، والزبد بدأ يذوب ، والناس تسأله ماذا يبيع ، ففكر ثم صاح بصوت بائع لا يحسن النداء :
_ السمن ...الجميد ....
يحوطه المارة ، ينظرون ويعاينون ، وربما يتذوقون ، وربما يسومون الأغنام الرابضة ، يشترون بالسعر الذي يبيعه لسليمان ، ويقولون وهم ذاهبون ( يا بلاش ) عندها أدرك أن سليمان كان يستغله ويشتري منه بأسعار بخسة ، رفع السعر ولم يكف الناس عن الشراء ، وعاود الرفع واشتروا، وباع بضاعته جميعها ،إلا الأغنام التي أخّر بيعها وبالغ في ثمنها .
لأول مرة شعر أن التجار يربحون أكثر مما كان يتصور ، وأن سليمان كان يخدعه وهو يقول له (شروة خسرانة ) لذلك قرر أن يكون تاجرا ، فكرة راودته بعدما امتلأت جيوبه بحفنتي برايز وقروش ، لها وزن وصوت يثيران الرضا ، لم يقلق كثيرا وهو يرى الشمس تغيب ،و لو باع أغنامه الأربع لأمكنه الذهاب إلى بيت سليمان والمبيت عنده ، لم يأسف فقد كسب أضعاف ما توقع، رغم قلة خبرته في بيع الأغنام ،إلا أنه ينظر إليها بحبور ، ينظر إلى شقاوتها وهي تستطلع بأنفها كل شيء ، ترمرم الورق وتنطح بسطة التفاح، يصيحون عليه ، ينهرها ، ويعتذر ، ويعتذر أيضا عن نهيق حماره وبوله وروثه ، الذي دفع بعضهم للشكوى عند مفتش البلدية
يجيء مفتش البلدية والشمس دنت من مغيبها ،وربيعان يفكر بعشائه وبالمبيت في الزقاق ،متدثرا بالفروة ، يخبره موظف البلدية أن ذلك ممنوع ،وعليه أن يبيت خارج المناطق السكنية ، تجادلا طويلا حد الاختصام ، أقبل الناس مستطلعين ، وجد مفتش البلدية نفسه يكلم رجلا من الفضاء ، فقال بحزم ، لا يُسمَح بمبيت الأغنام في الشارع ، معك مهلة ساعة ، دبِّر نفسك وإلا صادرت لك الأغنام .
أقفر الشارع إلا من مجموعة من الشباب والجنود الذين يقطعون تذاكر سينما الحمراء ، يأتي أبو شمَّة ، يصطاد فريسة يعرف معالمها جيدا ، ويعرف كيف يستدرجها ، يدنو منه ويشعره بوجاهته ومكانته في الزرقاء، ويقول له:
_ اسمع يالأخو... أنت رجل غانم ، وان شاء الله ما تبات إلا عندي .
قال وقد استشعر الفرج :
_ والله انك نشمي ... الدنيا إن خليت بليت .
سار الاثنان في شارع مقفر نحو الغرب ، تمتد على جانبيه أبنية طينية خفيضة ، لا أرصفة ممهدة ، ولا إضاءة كهربائية حينما بدأت العتمة تنتشر مع أذان المغرب ، وصلا جامع الشيشسان ، استأذنه أبو شمّة خمس دقائق ليؤدي صلاة المغرب ، فأيقن ربيعان أنه شخص ورع ، وما أن خرج حتى تابعا سيرهما نحو الغرب ، كان قصر شبيب مهيبا في شفق المغيب الداكن ، شعر بقلق ، فأراد أن يختبر وساوسه وظنونه حيث قال :
_ وين ودك توخذني ؟
_ شايف هذاك القصر ...؟
_ أيوة
_نروح عليه....
وصلا القصر ، استشعر اربيعان عظمة البناء ، والساحة الكبيرة الممتدة أمامه ، والوادي الخصيب الذي يطل عليه من الخلف ، فتشابكت في ذهن ربيعان أفكار كثيرة ، فرضتها عليه الدهشة والمفاجأة ، قطعها عليه أبو شمة وهو يشير إلى العتمة الموحشة داخل القصر ويقول:
_ أرجوك لا تواخذني ، بين عذرك ولا تبين بخلك ، القصر ما بيه لا ضوّ ولا فراش ، تراني رحّلت منه قبل أسبوع ،لأني ودي أبيعه.
قال باستغراب :
_ تبيع هذا القصر ...! وليش تبيعه ؟
_ يا الأخو أهلي كثار ، كل يوم وهم عندي ، ميكلين شاربين نايمين ، صار عليّ دين كثير، قلت أبيعه واخلص من الدين والظيوف إللي ما تخلص .
أيقن الآن أنه من الأجاويد حقا ، وكبر الحلم الذي يراوده بالتجارة فقال كأنه يتمنى :
_ لو كنت اعلم ، كنت اشتريته منك .
لم يدر أبو شمّة أن الكذبة ستصبح حقيقة في ذهن ربيعان ، فهل يمكن أن يشتري القصر؟ فتابع تأكيده :
_ أنا عارضه من زمان واحد قال لي وأنا في المسجد ، أجيب لك العربون بعد صلاة العشا، إن بدك تشتريه هات عربونك .
_ وكم بدك عربون ؟
_ قد ما معك ، عشان أحلف له يمين صادق ، وأقول له العربون في جيبتي .
شعر أبو شمة أن ربيعان قد تفاجأ بالموضوع ، وأنه بحاجة إلى مسافة للهبوط ، فقال يطمئنه :
_ أنت ضيفي الليلة ، خلّي الحمار الغنمات هون ، وبكرة نتفاوض ع السعر ويا لله نروح نتعشى .
صاح بنداء غريب ، فجاء فتى كأنه ينتظر الإشارة فقال له :
_دخِّل الغنمات جوَّة ، ودير بالك عليهم يا ابني ، أنا راح أتعشى أنا والضيف ، ونروح بعد ع السينما .
استسلم اربيعان لهذا الكرم والأريحية، وغادره الحذر الفطري ،وترك الغنمات للفتى يحرسها وأعطى ما معه من قروش وبرايز إلى أبي شمة ، الذي مضى معه إلى السينما ، مرّا بمسجد الشيشان وهم بالدخول إليه ، لكنه أحجم بحركة تمثيلية ليؤكد وجود مشتر في المسجد وهو يقول :
_خلص...، ما له عندنا شي .
وعندما وصلا سوق الحجاوي اشترى رغيفين وقالب حلاوة ، ومضيا إلى سينما الحمرا ،
في عتمة السينما كان ربيعان يضحك بصخب وهو يرى نجيب الريحاني يبيع الترام للفلاح الصعيدي ، ويود لو يتشارك وضيفه متعة الضحك ،حاول لكزه بكوعه ، تفقده ، لكنه لم يجده .


الزرقاء 3/3/2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
8 قصر شبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأمسية مع هشام عوده / شبيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: