منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 15 حي الحسين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

15  حي الحسين Empty
مُساهمةموضوع: 15 حي الحسين   15  حي الحسين Emptyالخميس يونيو 09, 2011 6:51 pm



(زرقاء بلا ذنوب)
كتاب منشور بقلم : سعاده عوده ابو عراق
15
حي الحسين
لم يكن حي الحسين حينما هبطه محمود العلي سوى ضاحية مازالت تتشكل ، في الجهة الغربية من الزرقاء ’ وكان محمود فتى يافعا أعزب تكفيه غرفة واحدة يستأجرها ، وها هو الآن قد بلغ مرحلة التقاعد وما زال يسكن في الغرفة ذاتها ، جاء على مضض واستوطن أرضا مملوءة بالغبار ، على غير ما ألفه في قريته القابعة في الشمال، صغير السن لم يتقبل هذا الجفاف والحرارة والصراصير ، والطعام المعروض في واجهة المطاعم ، الذي لم يتعوده في العائلة ، ولم يألف تحيات الناس المقتضبة التي ما عهدها في قريته (رسنا) .
منذ أن سكن حي الحسين وهو يحاول العودة إلى قريته رسنا ، أما وقد أُحيل إلى التقاعد بعد أربعين سنة ، فلم يبق مبرر لتأجيل العودة إلى بلدته ، خاصة وقد استحوذ راتبا تقاعديا ومكافأة نهاية الخدمة ، لكن زوجته تسأله بدهشة عن هذا الهوس الذي ينتابه للعودة إلى قرية لا ماء فيها ولا كهرباء ولا خدمات ، يجيب كطالب قد حفظ درسه : لا بد للإنسان من العودة إلى موطنه الأول .
عقائده هذه استقاها من جاره الفلسطيني الذي لم يعد يذكر اسمه ، حينما جاوره ذات سنة ، حينما كانا يسهران الليل معا، بعد أن تغيب الشمس قريبا منهما ،ربما كان يبرر له قلقه وضيقه ويصوغها له مبادئَ وعقائد، أين ذهب ذاك الذي كان يذكر قريته كأنها قطعة من الجنة ؟ ويقول كأنه يرى ذلك( لا بد أن أعود إليها ، إن وجودي هنا وجود مؤقت ) وأظهر له أن العودة إلى مسقط الرأس دائما مقدسة ، لقد أحبه كثيرا ، والإنسان يتعلم ممن يحبه وخاصة حينما يتكلم بشاعرية عن ألم الفراق الذي لا يبرحه ، لقد ذهب وتركه يعتقد أن وجوده هنا مؤقت ، وأن انتماءه الحقيقي لقريته رسنا ، حتى جعله يبدل اسمه إلى محمود الرسناوي ، تأكيدا لانتمائه لقريته ، بل جعلها تعويذة تدرأ عنه انتماءه للزرقاء ،لقد ذهب ذاك الجار الفلسطيني , منذ ثلاثين سنة أو أكثر ، وترك بيته الذي اشتراه فارغا ، حتى تآكل وصار خطرا على السلامة العامة ، فهدمته البلدية ، وحوله الأولاد إلى ملعب فسيح .
زوجته تحاول إقناعه أن يشتري بالمكافأة التي حصل عليها البيت الذي يسكنان به ، البيت الذي عُرض عليه يوما بمائة دينار ، لعلهما يبنيان بيتا حديثا مكانه،فحرام أن يقضيا العمر في غرفة واحدة ، فيجيب محتدا :
_من أين لي بالفلوس للبناء ؟ راتبي التقاعدي للمصروف وليس للتوفير...!
تقول زوجته كأنها تقول بديهية:
_ تبيع الأرض التي في رسنا !
هنا يحتد ،كأن الذي سمعه شتيمة ، لكنها تصعّد خطابها :
_ وما الذي استفدناه من تلك الأرض طوال هذه السنين؟ أتريد أن تتركها لأخيك كي يرثها؟
_ الأرض مثل العرض ، لا يجوز التفريط به.
قالت والقهر يملؤها :
_ إذن فابحث عن عريس ليستر لك عرضك.
ليست زوجته فقط هي التي تعلم عن انفصاله العاطفي الذي يعانيه، بل كل الذين يعرفونه ،يؤكدون أنه لم يشارك في جمعية تطوعية ، ولا في مجالس الأحياء التي تتأسس لخدمة الناس ولا لمرافقة الوفد الذي ذهب مطالبا رئيس البلدية بترقيع الشارع وإصلاح مجاري الصرف ،بل اكتفي بالسباب على رئيس البلدية والمجلس البلدي .
أما الانتخابات البلدية أو البرلمانية ، فهو أمر لا يعنيه إطلاقا ، بل يراه بلا فائدة إذ يقول ( نحن نسعى إلى إيجاد وظائف لأشخاص ليسوا بحاجة إلى وظائف ) ، ولكن حينما جاءه وفد من (نيفة ) المجاورة لرسنا ، وأخذوا بطاقته الانتخابية ،ليدلي بصوته الانتخابي هناك ،قالوا له إن صوته الثمين يجب أن يعطى لأهله ،اقتنع أوهم أقنعوه بأن تلك هي المواطنة الصالحة ، لم يسأل لمن سيعطي صوته ،ولكن أعجبه الجهد الذي بذلوه للوصول إليه ، وما سيبذلونه فيما بعد عند الاقتراع ، وهذا بذاته تكريم يرد الاعتبار لشخصيته المهمشة في الزرقاء .
أمس زارته لجنة بناء المسجد الذي سيقام على الأرض المجاورة له ، تطلب منه تبرعا وقد علمت أنه قبض مكافأة دسمة، كان انفعاله مختلفا إذ قال متسائلا :
_ لمن هذه القطعة
_ لقد تبرع بها صاحبها لوزارة الأوقاف .
_ ما أسمه ؟
اغتاظت اللجنة من هذا النقاش الجانبي إذ قال أحدهم :
_ لماذا تسأل عمن باض البيضة؟ أتريد أن تتبرع أم لا؟
ومضت اللجنة دون أن تسأله المزيد.
هذا الصباح... حضرت حافلة إلى حي الحسين ، طرقوا بابه ، دعوه بلطف بالغ هو وزوجته كي تحملهما لصندوق الاقتراع في رسنا، ذهب هو ولم تذهب الزوجة ، كانت الحافلة مملوءة بأشخاص يعرفهم ولا يعرفهم ، كان فخورا باهتمامهم به ، وذهابه مع مجموعة ينتمي إليها ، وصلوا صندوق الاقتراع ، أعطوه الاسم الذي سينتخبه ، سطر اسمه على ورقة وأدخلها الصندوق ، زار بعدها أقاربه ، لم يرق له المبيت هناك ، وانتظر طويلا عورة الحافلة إلى الزرقاء ، إلا أنها لم تأت ، فعاد إلى الزرقاء على حسابه الخاص .
في الزرقاء ، كانت زوجته ترى الندم في عينيه وقالت متشفية :
_أنت كشاهد الزور ، ذهبت راكبا وعدت ماشيا
تجاهل قولها ، وراح يتساءل عن الهدف من انتخاب شخص لا يعرفه .
الزرقاء 26/4/ 2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
15 حي الحسين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: