منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 18 المسلخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

18   المسلخ Empty
مُساهمةموضوع: 18 المسلخ   18   المسلخ Emptyالخميس يونيو 09, 2011 7:00 pm


(زرقاء بلا ذنوب)
كتاب منشور بقلم : سعاده عوده ابو عراق
18

المسلخ
غدا هو يوم الاقتراع ، واليوم هو آخر أيام الدعاية الانتخابية ، وهو اليوم الذي يتمنى فيه الفقراء من الناس أن يطول إلى ما شاء الله ، فهم في دلال ونعيم ، في هذه الأيام عرفوا ثقل أصواتهم وتأثيرهم في غيرهم، وقيمة التأييد الذي يقدمونه للمرشحين، وكيف اقترب الكبراء منهم ، ويشعرون وهم يجتمعون على انتخاب مرشح ما ، كأنهم يتكتلون في حزب مباح ليوم واحد .
منذ أسبوع ، أي منذ ابتداء الحملة الانتخابية ،ومسلخ البلدية أهم موقع في الزرقاء ، ذلك أن المرشحين ، ومديري حملاتهم الانتخابية ، يأتون صباحا إلى المسلخ ، وفي سياراتهم البيكب عشرات الخراف والماعز ، يأخذون الدور ، لتذبح لهم الخراف باكرا ، الخراف التي أصبحت شحيحة وبالتالي غالية الثمن ، فعمدوا إلى الأغنام الاسترالية والجمال ، لكي لا يتوقف تقديم المناسف عصرا في التجمعات الانتخابية ، يأتي المؤيدون ، يصفقون حين قدوم المرشح الذي لا يقول شيئا سوى تفضلوا ، وهو يشير إلى المناسف ،فتؤكل إلا بعضها الذي يرمى للكلاب .
طباخو المناسف أصبحوا نجوم مجتمع ، يتملقهم المرشحون ، ويميزهم الآكلون ، فصاروا بذلك أصحاب مراتب نجومية كما هي الفنادق ، ورغم أن بعضهم لا يجيد سلق اللحم ، ولا سلق الأرز ولا إعداد الجميد ، فكل ذلك لا يهم ، ذلك أن المذاق الشهي يمكن الإغضاء عنه ، لأن الأغنياء يأكلون مجاملةً, بغير شهية ، و الفقراء يأكلون بنهم ، ولا يصوتون حسب جودة المنسف ، بل يعرفون في دخيلتهم أنهم يضحكون على المرشحين .
ليس الطباخون وحدهم من غير المحترفين الذي راج سوقهم ، بل صانعوا الكنافة النابلسية أيضا التي ما عادت نابلسية ، من عِظَمِ الافتراء عليها ، فمحلات الحلويات لا ترى داعيا لجودة الكنافة ، ما دام الذي سيأكلها فلاحون وبدو _ على رأي النابلسية .
هكذا توحد في الزرقاء المنسف الكركي والكنافة النابلسية ، وأصبحت كل مشاكلات الزرقاء محلولة ؛المقيمة منها والطارئة, فالمرشحون العشائريون بعد أن ضمنوا ولاء العشيرة ، راحوا يسترضون ناخبي المخيم بالصوبات التي تدَّخر للشتاء القاسي ، ويذهبون إلى الأحياء الفقيرة ويدفعون عنهم فواتير الماء والكهرباء ، أما في المجتمعات الأرقى فيؤملونهم بالوظائف الحكومية والمناصب الاستشارية والبعثات الدبلوماسية ، كما يعِدون التجار والمتعهدين بتسليك المعاملات المحشورة في الجوارير ، وحل مشكلة الأراضي الأميرية المؤمل توزيعها على أصحاب الحظوة. المرشحون يتكلمون بثقة مطلقة ويقين، لا مشكلة تستعصي على الحل سوى قضية فلسطين .
الصحفيون الذين يجوبون الزرقاء ، لديهم كثير من المعلومات غير المؤهلة للنشر ، إذ يعرفون أن أحد المرشحين باع حافلة كوستر بسبعين ألفا لدعم حملته الانتخابية ، فهو صاحب شركة نقليات ، يفاخر أنه يفك الخط ،وابتدأ حياته سائقا وها هو الآن يملك ثلاثين حافلة ، وآخر باع قطعة أرص بتراب الفلوس ، فعضوية البرلمان تستحق هذا السخاء ، أما أحد تجار السيارات ما كان بامكانه سوى أن يخفض من أسعار سياراته إذ يقول ها أنا أعوض نقص تعليمي بمنصب سياسي، ولن يسألني أحد عندها عن مستوى تعليمي .
إن كان تاجر السيارات هذا ، قد أقر بحقيقة يعرفها الجميع ، إلا أن آخرين لا يعترفون بذلك ،فهم من محدثي النعمة ،من المخاتير والوجهاء وخطباء المساجد المفوهين، وتجار الأراضي، ومن متعهدي الحفلات ومن أصحاب عقارات ،وتجار بالة ، وسكراب سيارات ، وتجار عملة وأثرياء حرب العراق ، والمعوض عليهم من الكويت ، الذين هم قادرون على تقديم المناسف والكنافة والصوبات ودفع فواتير الماء والكهرباء، والدفع للصحفيين الذين يسطرون لهم الشعارات البليغة، ويوصلون تصريحاتهم المفبركة للجرائد والإذاعة والتلفاز ، ويكتبون لهم خطابات الافتتاح ، فالزرقاء بلد العمال والجنود ، ولا يطلب منها أن تفرز السياسيين المثقفين.
لم يستطع الصحفيون إخفاء مهماتهم السرية مع المرشحين الذين هم بحاجة للمساعدة، فلم يجد أحد غضاضة في عمل كهذا ، فمرشحو الرئاسة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لهم مستشارون إعلاميون ،فما المشكلة في أن يكون كل صحفي مندوبا لثلاثة أو أربعة؟
صحفي آخر يغرد خارج السرب ،يفجع من هذا الكرنفال، فيكتب عن الشروط الواجب توفرها في المرشح ، فيرى السن كشرط وحيد غير كاف للترشيح ، بل يجب أن يكون جامعيا ، و له معرفة بالقوانين ، وأن يكون قد عمل في وظيفة عامة كبيرة ، وأن يكون قادرا على التعبير الكتابي ، لكن المعارضين يتمسكون بنص الدستور الذي يشترط بلوغ المرشح الثلاثين فقط ، ولن يكون من مصلحة هؤلاء البرلمانيين تغيير ذلك، ماداموا يطمحون لولاية أخرى .
غدا... وفي الساعات الأخيرة منه ، سيفوز خمسة ، وسيمثلون مليونا من البشر، في تلك الساعة المتأخرة تكون الأعصاب مشدودة ،والتوقعات مرتفعة ، الذين فازوا سوف يشيدون بالعملية الديمقراطية والذين فشلوا سيطعنون بنتائج الانتخابات ، الذين فازوا سينسون الشعارات التي كتبت لهم ،والذين فشلوا سيصرخون بوجه الزرقاويين"أكلتم خيري وانتخبتم غيري"
في صباح بعد غد ، حينما يفيق الزرقاويون ،لا يسألون كثيرا عن الأسماء الفائزة ، بل يسألون عن نوع السيارات التي ستصرف لهم، وفي أي المناطق سوف يسكنون في عمان ، ويبدأ الصحفيون يدبجون لهم خطابات سوف يلقونها تحت قبة البرلمان، والكلاب تعاود أكلها لبقايا العظام التي لم تأكلها أمس الزرقاء 8/5/200
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
18 المسلخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: